سام برس / رئيس التحرير

الأهجر درة القرى اليمنية وروضتها الخضراء , ذات الطبيعة الخلابة الساحرة بخضرتها وشلالها (الحلتبي) العظيم والذي يبلغ طولة تقريبا خمسة وستون مترا كما قرره الخبراء الاجانب , والذي يمكن الاستفادة منه في تشغيل المحركات الكهربائية وانارة المدينة .. انه الشلال المتدفق بالعطاء من الجبال العالية مارا عبر السواقي والصخور , ساقيا أشجار البن والفواكه بأنواعها , بالإضافة الى مبانيها التراثية ذات الطابع المعماري الفريد .. إنها متنفس صنعاء وجنتها , ولروعتها ونظارتها تغنى بها الكثير من الشعراء والفنانين منهم المرحوم محمد حمود الحارثي الذي وضع اروع الحانه في قصيدة سلام يا روضة الأهجر وجنة بلادي .
 



لقد ابدع الحارثي في لحن وتصوير هذه الجنة وزاد الناس شوقا وولعا لزيارتها .. انها جنة الله في أرضة .
ولجمالها يذهب الكثير من الناس وعائلاتهم لزيارة هذه الجوهرة للاستمتاع بهوائها الصافي وقضاء وقت ممتع بعيدا عن المدينة المزعجة وضغوط العمل.
وترى الناس كخلايا النحل يتحركون من مكان الى آخر بحثا عن مكان أو بقعة هادئة مستورة يستظلون تحتها لخصوبة العادات والتقاليد اليمنية.
 
وكلما نظرت شمالا ترى الشلال والمياه المتدفقة اية في الجمال وكلما اقتربت منه تسمع خرير الماء وهدير الشلال وكلما التفت شرقا او غربا رأيت ما يسرك من خضرة وجمال .. انها عظمة الخالق وإبداعه.
 وبرغم جمال هذه القرية الساحرة وما تستحقه من عناء وقطع المسافات الطويلة لزيارتها الا انه للأسف الشديد ما تزال هذه القرية السياحية مهملة بكل ما تعنية الكلمة من  المجلس المحلي للمنطقة وابنائها بدرجة رئيسية ويبدوا ان المجلس المحلي في سبات عميق وليست له اية بصمات للاهتمام  بهذه الجوهرة ولا يوجد اي تنسيق بينه وبين وزارة السياحة , فالطريق الوحيد الى مدخل القرية غير معبد بالحجر وتكثر به المطبات والصخور والحفر الكبيرة بالرغم انه صغير وعرضة لا يتجاوز المترين ولا توجد حمامات لقضاء الحاجة ولا غرف للاستراحة لمن تأخر او تعطل نتيجة ظروف قاهرة , والسيارات تمر الى داخل القرية عبر الطريق الضيق مما يسبب للزوار وعائلاتهم المضايقة والازعاج بالرغم انه من اوليات اهتمام المجالس  المحلية هي التركيز على البنية التحتية البسيطة وفرض الرسوم الرمزية على الزوار بعد لمس هذه الخدمات وتوظيف العائدات للاهتمام بنظافة القرية وترميم الطرقات وغيرها .
وللأسف الشديد لم نلحظ أي دور للقطاع الخاص او الحكومي للاستثمار بهذه القرية والاهتمام بها برغم ما يدور في وسائل الاعلام  من تشجيع للسياحة وتشجيع للمستثمرين ولو كانت هذه الجوهرة في ايدي اللبنانيين او المصريين لاهتموا بها ولجنوا ذهبا من ريعها.
أملنا كبير في الأخ وزير السياحة ومحافظ محافظة المحويت اللذين نكن لهما كل احترام وتقدير ان يعملا من اجل إنصاف هذه المنطقة السياحية الهامة وان يأخذا هذه الملاحظات بعين الاعتبار.



حول الموقع

سام برس