بقلم / محمود كامل الكومى
حين يتآمر عليك المتآمرون ..وتشاهد عينيك واقع التآمر ..وتدرك حواسك المؤامرة , فهنا لزاماً أن تستثار جميع أعضاءك وتشحذ همتك وتستنفر قواك لمقاومة المؤامرة وأجهاضها .. وحين يبدو لك أن عضو ما قد تكاسل , وبات يتقاطع مع المؤامرة مستجيبا , فما عليك اِلا قطعه من جذوره , حتى تحيا سائر الأعضاء على حيويتها وهمتها فى المقاومة واجهاض المؤامرة والنصر على المتآمرين , و اِلا فالبديل تأثر سائر الأعضاء بهذا العضو العميل , وبات الجسم عليل وصار بلا حياة نذيراً بالوفاة .

فى عالم الأمبريالية والأستعمار الجسد كل واحد " تلبسه"شيطان الصهيونية -من الساس الى الراس -(كما يقولون), التى تمسك بتلابيبه بأنجذابية مغناطيسية هدفها التوحد من اجل الأستئثار بكل "ثريا" العالم وأغتنام
الثروات , وهى لاتقف عند هذا الحد , لكن نصب عينيها هذا السؤال .... هل من مزيد ؟!!على نبع الثروات حراس من أهل الدار تضعهم الأمبريالية بعد تأهيلهم لنضوب المعين , فتغرس فيهم منطق "حاميها حراميها" لتصب ثروات الفقراء فى أوعية الأمبريالية العالمية وفى جيوب الحراس – ومافى جيوب الحراس اِلا لتمويل المؤامرات على شعوب العالم الثالث والفقراء وعلى دول منطقتنا العربية صار الحراس العملاء يقومون بدورهم منذ زمن بعيد , واِن تجلى الآن ومنذ أكثر من خمس سنوات فى أوج فعاليته مدفوعا بعصا الصهيونية العالمية ومؤامرات الأمبرياليه الكونية , لتخريب دول العروبة وتفتيت كياناتها وتحويلها الى هياكل دول قابله للأندثار ,وقد فعلوها فى ليبيا ومازالوا يكسرون عظام اليمن السعيد.

لكن يبقى الهلال الخصيب الجائزة الكبرى للأمبريالية والصهيونية العالمية , وتبقى الأوامر سارية لحراس الثروة العملاء بالتمويل والدعم والمعين لكل صنوف الأرهاب التى جمعوها من كل أنحاء المعمورة لتفتيت سوريا والعراق ,حتى مكنوا أردوجان من الأبواب.

فى حلب والموصل .. كلما ضاق الخناق لتصفية الأرهاب وتحريرهما من الدواعش المصنعين أمريكيا وخليجيا وصهيونيا وتركيا , اِلا ومن صنعوهم , كانوا لهم معين وجددوا فيهم الدماء ومدوهم بكل صنوف الأسلحة المتقدمه والشديدة الدمار , وهذا من صميم فعل حراس الثروة العملاء الذين نصبهم الأستعمار والأمبريالية على منابع النفط حتى ينضب .

حلف الناتو ..قرين الدمار وخراب العالم وكل دار , خاصة فى بلاد عروبتنا .. تركيا الأردوجانية .. عضو من أعضائه لذا لابد لها أن تتقاطع مع أسرائيل , وتعترف بالأستيطان على أرض فلسطين , وهى أيضا تتقاطع مع المؤامرة الكونية لتدمير البلدان العربيه ,لذا فأياديها سوداء على الهلال الخصيب سواء على ساحل المتوسط أو الشمال السورى العراقى , من اجل ضم بعض القرى والبلدات - ولها فى ضم لواء الأسكندرونه السورى الى أراضيها سابقة خطيرة – وتسليم البعض منها للأتباع من أجل منطقة عازلة تُقتطع من سوريا والعراق فيقصف
ريشهما ويصيرا بلا جناح , ولذلك كان واقعها على الأرض .. أجتياح الشمالى السورى والعراقى فى بعشيقه .

على الجانب الآخر " الأكراد ".........ومحاولات مستميته لأنفصال أقليم كردستان العراق فى الشمال العراقى
وأطماعهم فى الموصل ورغم ذلك تم استدعائهم للأتراك(وتسهيل مهمة الجيش التركى لضرب بنى جلدتهم من حزب العمال الكردستانى) وتقاطعهم مع أسرائيل والأمريكان منذ النشأة .

ويبقى أكراد سوريا هم من أراد طعن الجيش السورى من الخلف رغم التعاون المسبق ضد داعش وتحرير عين العرب , فهل ينطبق عليهم القول "أَلا أنهم الجبناء "؟! وهل طمعهم فى جزء من حلب كان نذير نقمة جرت عليهم الأتراك الى منبج فأُسقطوا فى يدها وتحت غطاء الجيش التركى تجمع بقايا الجيش الحر وجزء من
المعارضة العميلة لتتمكن من الأرض فى محاولة لأجهاض تحرير حلب وسيطرة الجيش العربى السورى عليها بالكامل .

إنّ عين المستوطنين الإسرائيليين هي على الهلال الخصيب. وسورية هي قلبه! يغرد الأستاذ هيكل : اقول، دون حرج، إنّ الحروب التي تجري في الراهن، في سورية وفي غيرها، وليس مستبعداً أن تتمدّد أكثر؛ إنّ هذه الحروب بدأت غداة حرب تشرين 1973، التي استهان السياسون العرب من خلالها بتضحيات الجنود، وبالقيم الوطنية
والأخلاقية.

لقد كانت محصلة هذه الحرب افتضاح العيوب التي أدّت إلى كارثة حزيران مرة ثانية. حاول جمال عبد الناصر إصلاحها ولكن الموت عاجله! أظن أنّ لديمومة هذه العيوب وتفاقمها منذ ظهور الدولة الوطنية العربية في
أربعينيات القرن الماضي، دوراً كبيراً في خلخلة ركائز هذه الأخيرة، ما شجّع على تجرّؤ المستعمرين الأميركيين والإسرائيليين على الادّعاء لأنفسهم بأحقيّة إعادة رسم «خرائط الشرق الأوسط».

ما أنا بصدده في هذه المقاربة ليس الرجوع إلى الماضي وأشجانه، وإنّما هي محاولة لتسليط الضوء على المتغيّرات التي طرأت على الأوضاع في سورية تحديداً، وهي بحسب رأيي متّصلة بما جرى في العراق وفي«الهلالالخصيب»،
بوجهٍ عام، بحسب فكرة محمد حسنين هيكل. ما يحملني على ذلك في الواقع هو التناقضات التي بإمكاننا ملاحظتها على «خريطة» الميدان السوري، حيث نجد من جهة جزءاً من الشعب السوري ومعه القادة الوطنيون الذين ثبتوا في مواقعهم والجيش العربي السوري الملتزم بعقيدته، يسطّرون على مدى خمس سنوات ونيّف، أروع الصفحات في الوطنية والعروبة، دفاعاً عن سورية، ومن جهة ثانية نرى جزءاً آخر من السوريين، ومعهم الذين انشقوا من الجيش ومن المسؤولين السياسيين، يقدّمون نموذجاً صارخاً عن الرداءة في مفهومية الشراكة الوطنية والحرص على البلاد والسير في اتجاه التطور والتقدم.

التحالف الأمريكى الغربى بدت تصريحات صانعى القرار فيه تربط الموصل ب حلب عن طريق الرقه :
وزير الدفاع الأمريكى أعلن أنه بدت الأستعدات على الأرض من اجل تحرير الرقه فى حين صارت الطائرات الأمريكيه تساهم فى هروب الدواعش من الموصل الى الرقه وعلى طريق الرقه صار الرئيس الفرنسى "أولاند"
فى حين أعلن الروس أنهم يراقبون الحدود السوريه العراقيه لضرب مسلحى داعش الهاربة من الموصل الى الرقة
أذن الأطماع فى الهلال الخصيب بدت على الأرض , ويبقى الصراع بين الغرب الأمريكى الصهيونى السعودى القطرى التركى ومعهم المعارضه السورية العميله والمسلحة تساعد على حملقة عين الأسرائيلين فى الهلال الخصيب وتمهد له—فى حين بدى الجيش الوطنى السورى وشعبه الصامد وقيادته على طريق الصمود خلال أكثر من خمس سنوات ونيف حفاظا على الكيان السورى وعلى قوام جيشه البطل وهنا تبقى روسيا وايران وحزب الله جديرين بأن نثمن موقفهم طالما وقفوا مع سوريا موحده ومع جيشها من اجل لحمته صيانة له من الأنفراط حتى ولو تقاطع ذلك مع مصالحهم وهو كذلك , ومن هنا فان من يقفون حجر عثرة او أدانه "خاصة من العرب" لمساعدة روسيا
وايران لسوريا , يسيرون على درب تبرير المؤامره الأمريكيه الصهيونيه التى ترمى لتفكيك سوريا والقضاء على جيشها طمعا فى "الهلال الخصيب " , ويبقى السؤال لهم لو كان " عربان الخليج " – قطر والسعوديه – تدخلوا الى جانب الجيش العربى السورى وسوريا من اجل وحدتها لكانوا وفروا على من عداهم من غير العرب مددهم وتدخلهم حتى لاتسقط سوريا – لكنهم كانوا بالمرصاد لسوريا موحده , فكانت الموصل وحلب تشتعل بنار عمالتهم وعونهم للدواعش .

يكفي أن نتخيّل المسار الذي كانت ستأخذه التطوّرات لولا تدخّل روسيا مدعومة من الصين ومن دول البريكس؛ أي لو لم تتصدّ دول وشعوب في هذا العالم من أجل فرض تعدّدية الأقطاب، بالضدّ من حكومات العرب التي أسكرها
نفط الخليج واستهواها دولار النفط، فتفسّخت وتشقّقت! وتسيّبت الأوطان وتشتّت الناس! فهل يدرك الشعب العربى حجم المؤامرة التى تدار فى حلب والموصل بالوصل بينهما عن طريق الرقة طمعاًأسرائيلياً فى "الهلال الخصيب" ؟
*كاتب ومحامى – مصرى

حول الموقع

سام برس