بقلم/ علي محمد البيضاني
*في الثاني من شهر أكتوبر 2016م صدر قرار رئيس المجلس السياسي الأعلى صالح الصماد قضى بتكليف الأخ الدكتور عبدالعزيز صالح بن حبتور وزير التربية والتعليم السابق وعضواللجنة العامة للمؤتمر الشعبي العام بتشكيل حكومة وحدة وطنية وتضم وزراء وشخصيات كبيرة ومعروفة من حزب المؤتمر وحلفائه وجماعة أنصار الله وشركائها والمتحالفين معها من القوى والفعاليات السياسية والحزبية والمدنية في الساحة الوطنية ..


* هذا القرار شكل في واقع الحال الحدث السياسي الأبرز والأكثر أهمية في الأيام القليلة المنصرمة خاصة وانه كان متوقعاً وأنتظره الكثيرون باهتمام كبير وترقب واضح من شأنه أن يضفي بعداً جديداً على مسار وواقع التطورات المتلاحقة والتحديات المتعددة التي تواجه وطننا اليمني لا سيما في ظل استمرار تحالف العدوان الغاشم الذي تقوده جارة السوء ومملكة الشر والأرهاب الداعشية ( مملكة آل سلول ) وحلفائها من دولة الامارات العربية المتحدة ودول عربية واقليمية مجاورة وبدعم (لوجستي) واسناد عسكري واستخباراتي من حلفائهم الامريكان والصهاينة وهي تلكم الحرب الجائرة والعدوان السافر الذي لا يزال مستمراً منذ أكثر من عام وثمانية اشهر في ظل (صمت ) عربي فاضح ومخجل وتخاذل دولي اكثر رعباً وسخافة ..


* واذ ينتظر ان يعلن خلال الأيام القليلة المقبلة عن قوام حكومة الانقاذ الوطني وتسمية واشهار اعضائها فإن الضرورة تفرض التنويه هنا إلى ان الشخصية الوطنية والسياسية المؤتمرية المعروفة (د.عبد العزيز بن حبتور ) التي كلفت بتشكيلها هي شخصية مقتدرة ونزيهة ومشهود لها بالكفاءة والأهلية وغيرها من سمات الخبرة والحزم والجدية التي لا يشق لها غبار وبعيدة كل البعد عن نزعات وأهواء التشكيك والمواربة وهذا الكلام نقوله ليس جزافاً أو عبثاً وإنما من واقع معرفتنا القريبة بشخص رئيس حكومة الانقاذ الوطني الذي شغل العديد من المناصب والمسؤوليات التنفيذية المهمة وتدرج فيها بهدوء وبصورة طبيعية بدءاً بتوليه رئاسة جامعة عدن ونائباً لوزير التربية والتعليم ثم تعيينه محافظاً لمحافظة عدن التي تولى إدارتها في ظل ظروف ومناخات وطنية ومحلية أكثر تعقيداً وصعوبة يعرفها الجميع ولسنا هنا بصدد الخوض في ارهاصاتها المعروفة ..


* و مع تأكيدنا الثابت وتسليمنا اليقيني والراسخ بأن المهام والواجبات المناطة بحكومة الانقاذ الوطني المزمع تشكيلها قريباً سوف تكون مهمام وواجبات شائكة ومعقدة وذلك قياساً بطبيعة وحجم الأضرار الكبيرة والخسائر الجسيمة وغير العادية التي الحقها العدوان البربري للدول المتحالفة ضد وطننا اليمني -ارضاً وانساناً - منذ 26 مارس 2015م والتي ذهب ضحيتها عشرات الآلاف من المواطنين الابرياء من النساء والاطفال والشيوخ والمسنين الذين لا حول لهم ولا قوة وكذا تدمير البنى التحتية وهدم المئات من المدارس والمصانع والمزارع والمؤسسات الخدمية والانتاجية ومحطات الكهرباء والطاقة والطرق والجسور والآثار ..إلخ .


* و يبقى السؤال المطروح في هذا الجانب الحيوي والأمر البالغ الأهمية والمتعلق بحكومة الانقاذ والوحدة الوطنية هو: هل سيكتب لهذه الحكومة النجاح والمساهمة الجادة والفاعلة أولاً في ايقاف الحرب والعدوان الظالم ضد بلادنا بصورة عاجلة وسريعة ؟!..وثانياً في شروعها العملي والمباشر في وضع حد لهموم ومعاناة أبناء شعبنا اليمني ومعالجة كافة الاضرار والخسائر والتبعات الناجمة عن هذا العدوان الغادر و التي طالت الكثير من الأصعدة والمجالات الحياتية المختلفة الاقتصادية منها والاجتماعية والأمنية والانسانية وغيرها .. أم ان تشكيل هذه الحكومة الانقاذية المرتقبة من شأنه ان يزيد الأمر تعقيداً وان يسهم في تأزيم الاجواء ويدفعها نحو المزيد من التصعيد والاحتقان والمواجهة ؟!.


* ومع اننا هنا لا نستبعد ان تواجه مسألة الوفاق والتوافق التام والكلي على هذه الحكومة الانقاذية نوعاً من التباينات المتوقعة واختلافات الرؤى بشأنها إلا أن أمر تشكيلها في الظروف الحالية يكسبها أبعاداً كبيرة وخاصة ان القرار الجمهوري الذي قضى بتشكيلها قد جاء على خلفية الارهاصات التي شهدتها الساحة الوطنية ، منذ علان تشكيل المجلس السياسي الأعلى ، كما أن تشكيل هذه الحكومة بحد ذاته بات ضرورة ملحة للخروج من الفوضى الراهنة ، وتفعيل القانون وعمل الهيئات والمؤسسات الحكومية والخدمية وبما يلبي احتياجات المواطنين وتحمل المسؤولية كاملة في ادارة وتسيير شؤون الدولة بشكل عام .

*رئيس تحرير صحيفة الانصار -المستقلة .

حول الموقع

سام برس