بقلم / طه العامري
بدأية أود القول إننا وفيماسبق أن تناولته وما ساتناوله في قادم الأيام حول المحافظ( الجندي ) والذي يعبر عن قناعتي الخاصة وليس هناك ثمة من يمكنه أن يوجهنا أو يحرضنا أو يكلفنا بالكتابة ضد( س ) أو( ص ) من الناس ، فليس طه العامري من يتلقى أوامره من أحد مهما كان وأيا كان ويعرف هذا( الجندي) جيدا..

الأمر الأخر أعتدنا في هذه البلاد على إطلاق التوصيفات والتصنيفات وإصدار الأحكام المسبقة بحق الأخر لدوافع عدة ولاسباب وأهداف متباينة..!!

هناء أن كتبت( ناقدا ) قيل عنك( مرتزق) وأن كتبت( مادحا )قيل عنك( مأجور ) وأن كتبت( رافضا) لسلوكيات وتصرفات البعض قيل عنك( حاقدا)..!!

بيد إنني وخلال( 34 عاما ) في مهنة الصحافة والكتابة ، و( 40 عاما) من بدء ممارساتي للنشاط السياسي تعلمت الكثير ومما تعلمته وأهم ما تعلمته خلال رحلتي المهنية أن هناك من يقيم ويحكم على تصرفات الأخر ينطلق من خلال( قناعته) وتجسيدا لرغباته ويرى ما في نفسه ويحال إسقاطه على الأخرين ويتكاثر أصحاب هذه القناعات في الوسط المهني الذين ينظرون لكتابات بعض زملائهم وكأنها كتابات مدفوعة الأجر..!!

مع أن الكتابة مدفوعة الأجر ليست جريمة ولاهي حرام أو رجسا من عمل الشيطان..!!
فالكتابة مقابل أجر مادي حق إذا كانت النخب السياسية والاجتماعية والوجاهية والرموز الثقافية يتقاتلون اليوم على أمتداد الخارطتين الوطنية والقومية وايضا الدولية لدوافع مادية ومصالحية..!!

أليس هذه النخب هي من حولت الساحة الوطنية إلى مسرحا للحرب والقتال والتناحر بل وذهبوا بعيدا في صراعهم حين راحوا يستقوون بالمحاور الخارجية ؟!!

لماذا أقدموا كل هولاء على فعل ما يحدث للوطن والشعب من خراب ودمار..؟ هل من أجل الله أو دفاعا عن رسوله ودينه وقرآنه ؟ أم دفاعا عن الوطن وسيادته وكرامته..؟ بل يجري كل ما يجري في الوطن من دمار ونزيف داخلي وعدوان خارجي كل هذا من أجل مصالح مادية ومعنوية..؟ ومن أجل السلطة والحكم والنفوذ..؟!!

ما أود توضيحه هو أن تناولاتي عن المحافظ( الجندي) فعل تعكس قناعتي وبالتالي فأن الدستور والقانون يجيزان لي توجيه النقد لاي شخصية عامة وكذلك الأعراف والتقاليد الديمقراطية والمهنية وليس هناء من هو فوق النقد أو محرم نقده وتناول سيرته خاصة من شاغلي الوظيفة العامة ..

نعم أعرف أن هناء نخب وجاهية واجتماعية وشخصيات عامة وزملاء مهنة غارقين في مستنقع ثقافة النفاق والانتهازية الاجتماعية وهم يمارسون أبشع أنواع النفاق والانتهازية لدوافع ذاتية ومصلحية وتجدهم يدافعون عن( س ) أو( ص ) من الناس ليس حبا في هولاء بل نفاقا وبحثا عن مصلحة أو تقتضيها المصلحة التي يسعون للوصول إليها وتحقيقها وأن عبر توظيف أسوأ أنواع النفاق ، وهذه التقاليد الهابطة والقاصرة هي من أوصلتنا والبلاد إلى هذا الحال الذي تعيشه والذي أفقدنا القدرة على التوازن وكسب تعاطف وود ومصداقية بعضنا ، إذ وبرغم إنقسامنا إلى تيارات ومحاور داخلية وخارجية فأن كل تيار وكل محور يعاني من حالة عدم ثقة بين أطرافه ومكوناته وكل طرف يضمر لصاحبه الشر المستطير ، وكل طرف يقف متأهبا للطرف الأخر بمعزل عن كل النزيف والجراحات الغائرة على الجسد الوطني ، وبعيدا عن معاناة وهموم الغلابة من أبناء الشعب الذين يدفعون اليوم ثمن تناقض المصالح النخبوية وثمن حساباتهم الخاطئة وانتهازية سلوكهم ونزوعهم نحو تكريس قيم الذات والآنا ..!!

يؤسفني أن البعض فهم كتاباتي وكأنها ( مدفوعة الأجر)مع أني وبجد أتمنى أن أجد من يدفع لي ( ثمن كتاباتي ) فعلا سيكون مشكورا ناهيكم إن فعل كهذا ليس جريمة ولاهو حرام..!!
فالحرام هو من يقتل شعب بهدف تحقيق مصالحه الذاتية..! والحرام هو من يدمر وطن في سبيل الانتصار لخياراته السياسية القاصرة..!!
والحرام هو من يقصر بأداء الواجب المناط به في سبيل غايات ذاتية..!!

وعليه أرجو أن أكون قد أوضحت بعض الحقائق التي تتصل بكتاباتي عن( المحافظ الجندي) الذي يعرفني جيدا أكثر بكثير مما يعرفني من حملوا لواء الغيرة والدفاع عنه زورا وبهتانا وتعبيرا عن مصالح زائله يرجوها من الرجل لا أكثر..!!

المحافظ( الجندي) اخطاء ويدرك هو حقيقة اخطائه خاصة حين تخلى عن رموز وواجهات تعزية كانت كفيلة بأن تحقق تعز الكثير لو أن( الجندي) أستوعب دوره كمحافظ لتعز وليس كموظف يتلقى الأوامر من بعض( المراهقين) الذين يؤمنون بأن الوظيفة مجرد( حالة فيد) ليس أكثر..!!
وهناء أتسائل( الجندي)ايهما أقرب لك ولتعز والقادرين أن يعملوا معك بصدق وإخلاص محمد منصور الشوافي وأمين البحر..أم إبراهيم عامر وأبو شهاب..؟!!

من يعرف خصوصيات تعز ومجتمعها ورموزها وأسرها الفاعلة والمؤثرة..محمد منصور الشوافي وأمين البحر ، أم إبراهيم عامر وأبو شهاب مع احترامي لهما لكني اتحدث من منطق واقعي في ظل تداعيات مؤلمة تعيشها تعز تداعيات لايمكن أن يكون فيها إبراهيم عامر وأبو شهاب إلا جزءا أساسيا من المشكلة وليس جزءا من الحل تماما كما أصبح( الجندي) نفسه جزءا من مشكلة تعز وليس جزءا من الحل وبالتالي يمكنني أقول جازما وبثقة أن( الجندي)فشل حيث كان يجب أن ينجح وسبب فشله هو عجزه عن إدارة المحافظة بمنطق المحافظ وصانع القرار وصاحبه ، وتعامل مع مهمته وكأنه مجرد موظف يخضع لسلطة إبراهيم عامر الذي لايعرف طبيعة تعز الاجتماعية ولاخصوصياتها ولاحتى تضاريسها وليس له حاضنة في تعز غير حاضنة القوة التي يستند عليها لفرض خياراته التي وأن كانت مشروعة ولها بعدا وطنيا غير أن اللحظة وتداعياتها تحتمان أن يكون هناك وسائل أخرى للوصول لهذه الغايات دون الحاجة لمنطق الغطرسة أو إشعار الأخر بالانتقاص لان الصراع برمته لم يكون صراعا مقدسا بل صراعا سياسيا يتنافس أطرافه على السلطة والنفوذ وتطويع الإرادة الشعبية تحت شعارات ومسميات براقه هي أبعد ما تكون عن نوايا المتصارعين..!!
إذا لم يكن( الجندي) بحاجة إلى مخاصمة أو استهداف( آل البحر) مثلا أو استهداف( الشوافي) أو تغير خارطة التوازنات الاجتماعية واستهداف رموزها بقدر ما كان يفترض عليه تقريب كل هذه الرموز الوجاهية واستقطاب اخرى للبدء في تطبيع العلاقات الاجتماعية في المحافظة وإعادة ترميم نسيجها المجتمعي وبما يقودنا إلى إعادة تحقيق آمن واستقرار المحافظة وترتيب البيت التعزي على طريق ترتييب البيت اليمني الشامل والكامل..

أعرف أن المحافظ( الجندي) مجبرا لابطلا في كل ما يمارسه ، لكني بالمقابل أدرك أن المحافظ مسئول ومطالب بموقف يجب أن يسجله للتاريخ لان المرحلة ليست مرحلة نفاق ومجاملات ومغانم ونفوذ وربح بل المرحلة مرحلة إيثار وتضحية وتغليب المصالح الوطنية على المصالح الشخصية ، فالمحافظ ليس غريبا عن المحافظة بل هو أحد أبنائها ورموزها وبالتالي كان يفترض عليه أن يدرك إنه أمام امتحان صعب وخطير وعليه أن ينجح في هذا الامتحان لان فشله يعني إنه ختم مساره النضالي بنهاية كارثية ستظل تفاصيلها عالقة في الذاكرة ولن يتذكر الناس من مسار وتضحيات ونضال الجندي غير الفصل الأخير في مساره وهو فشله في إدارة محافظته أو تحقيق قدرا من الاستقرار لها بعيدا عن كل المبررات والعوائق التي قد تكون واجهت الرجل صادقة كانت أم كاذبة ، فالناس سيتذكرون الفشل وحسب ويدرك( الجندي) أن هذه الوظيفة قد تكون( الأخيرة)في مساره ولن يجد فرصة غيرها ليثبت علاقته المثالية بذاته وبمحافظته واهلها وبالوطن وقضاياه..؟!!

لكل ما سلف أرجوا وأتمنى على المحافظ( الجندي) أن يعيد حساباته في كل الخطوات التي خطاها باتجاه تجذير السلوكيات الخاطئة وإعادة ترتيب أو هيكلة علاقته مع وجهاء ورموز المحافظة الشرفاء والصادقين والجادين في خدمة المحافظة واهلها وإخراجها مما هي فيه..فهل يفعلها( الجندي)..؟ وأن وجد نفسه_ مثلا_ راغبا حقا في أن يفعلها ولكنه عاجزا بحكم الأمر الواقع ، فأتمنى عليه أن يستقيل بهامة مرفوعة قبل أن يجد نفسه معزولا ..؟!!
يتبع

حول الموقع

سام برس