بقلم/ محمود كامل الكومى
على مدارسيرك الحملة الأنتخابية التى تنصب خيمتها كل أربع سنوات , بدى السيرك هذا العام مثيراً لأختيار الرئيس ال 45 للولايات المتحدة الأمريكيه – فيما بدى الشرق الأوسط مشتعلا بالنار وخراب الديار أكثر من أى وقت مضى وبدت خطة كوندليزا رايس الأمريكيه الزنجية تؤتى أُكُلها على يدى أول زنجى أمريكى يحكم أمريكا " أوباما " نحو تفتيت المفتت وتجزيىء المجزأ من عالمنا العربى تمهيداً لشرق أوسط جديد تقوده أسرائيل - لولا صمود سوريا وجيشها العربى وثورة الشعب المصرى على حكم الأخوان - وبدت غريمة " مونيكا" هلارى كلينتون , تقود الدعارة الخارجية الأمريكيه مع حكام الخليج , لتصب زيت بترولهم فى ليبيا وسوريا واليمن والعراق لتشعل النيران فى تلك البُلدان لتتزين اِسرائيل تمهيدا لتنصيبها على كرسى عرش الشرق الأوسط الجديد , لتثبت أنها فى الدعارة تتحدى مونيكا ولو كانت فى أحضان بيل كلينتون , فيما مَنَت نفسها أن تعود سيدة البيت الأبيض من جديد.

فى حلبة السيرك لابد من مهرج يشد الأنتباه ويثير لعاب الأطفال ويلجم الكبار ببعض الحركات , واذا كان التنافس على مدار كل الحملات الأنتخابية الأمريكيه محصوراً بين الحزبين الديمقراطى والجمهورى فبقية الأحزاب كومبارس , وبدت السيده كلينتون مرشحة الحزب الديمقراطى تثير حفيظة الجمهوريين الذين يرون فى رئاسة المرأة طريق مسدود , لذا كان اختيارهم" لدونالد ترامب" شىء من التهريج فالرجل كومبارس سابق فى السينما الأمريكية , وهو فى التفكير أقل من سيدة الديمقراطيين , وهى فى قيادتها للخارجية الأمريكيه صارت داعرة على طريق " مونيكا " ويزيد- ولذلك رمت "ترامب" بالتحرش الجنسى فى أول مناظرة تلفزيونية فى سيرك الأنتخابات الأمريكية العجيب وبدى الرجل مستجيب ,فتجنبت معايرتها بالتعريص , وكسبت "هلارى"النقاط الوهمية على حساب الأبله ترامب , والصاعد كرأسمالى امبريالى ,فإن ترامب هو أحد تجليات و أحدث قادة موجة اليمين المحافظ الغربية الراهنة والتى تتميز مؤخرا فى ميلها المعادى للأجانب و المهاجرين و الأقليات ، وهو ميل يتستر خلف قناع الإرهاب أو بعض قيم الشعوب ، ولكنه يغازل العاطلين الذين قد يظنون أنهم يفقدون وظائفهم بسبب المهاجرين , واذا كام اليمين المحافظ قد قاد العولمة وحرية التجارة فى ثمانينات القرن الماضى , فأن ترامب مرشح اليمين المحافظ الرئاسى يكتشف أن من استفاد من حرية التجارة ليس امريكا بل الدول الآسيوية وخاصة الصين التى تتمتع بفائض هائل فى الميزان التجارى مع أمريكا ، ومن ثم يطالب بالعودة للحماية و فرض رسوم جمركية على واردات أمريكا من هذه الدول .

ويكتشف ترامب أيضا أن العولمة أدت لهجرة الإستثمارات الاجنبية للخارج ، للصين فلابد من محاربتها أقتصاديا , فى كل ذلك دغدغة من كومبارس السينما الأمريكية ومهرج سيرك الأنتخابات الأمريكية واليمينى المحافظ للأمبريالية , لعواطف الشعب الأمريكى .

فى السيرك الأنتخابى الأمريكى أدارة لها مقومات المال والأعلام والأبهار وكل مقومات الميديا التى تصعد بالحدث الى كل أنحاء المعمورة , لتصنع من الرئيس القادم أسطورة , وتلك الأدارة محصورة فى الصهاينة واللوبى الذين يتمترسون خلفه من زمن داخل أروقة المؤسسات الحاكمة فى أمريكا , لذا فالعداء للأسلام زفرات تهريجية يطلقها مهرج السيرك " ترامب" بقصد وتدبير ضد الأسلام والمسلمين والعرب بعد أن قرنوه بالأرهاب لصالح أسرائيل وهو مايجعل اللوبى الصهيونى المنتشر والمؤثر فى أمريكا منتشى ومزاجة من ترامب عال .

الجمهوريون كانوا اشد حماسا لقانون "جاستا "الذى يقاضى السعودية سواء فى مجلسى النواب والشيوخ , والديمقراطيون فى شخص اوباما وكلينتون حاولوا َلا يصدر القانون , وأهالى القتلى الأمريكان فى 11 سبتمبر 2001 سبتمبر يريدون التعويضات , وهنا كان التمهيد للحزب الجمهورى لحصد اصوات الأمريكان , ويبدو تأثير الصهاينه أصحاب البنوك والمؤسسات النقديه التى تودع فيها مدخرات وأموال السعوديه واضح لفرض الحظر على هذه الأموال وعدم سحبها من البنوك لضمان تعويضات أهالى قتلى برجى التجاره فى نيويورك ,وعلى ذلك كان وعد اللوبى الصهيونى لمرشح الجمهوريين بمفاجأة من العيار الثقيل , وأبهار مرشحة الديمقرطيين كلينتون بالأوهام .

فيما بدى أن " أوباما" وكلينتون أعطا اسرائيل كل مافى جعبتهم وماعاد للديمقراطيين أن يعطوا المزيد , لذلك فأن الجمهوريين أمامهم كل الفرص للعطاء فى مزايده فاقت كل التوقعات حين وعد ترامب أسرائيل بكل الضمان والقروض التى تجعل من دولة أسرائيل الأستيطانية قادرة لأن تقود لمدة قرن من الزمان أويزيد , لذلك فالسيرك الأمريكى المُدار صهيونيا يبهر "هلارى" ويضيىء لها أنوار الوهم , ويصنع "لترامب" الأكروبات .

بدى حكام الخليج فى خيمة سيرك الأنتخابات الأمريكى هم من يقدمون الطعام للثعابين والحيات فيصنعون الأرهاب الذى يخيف المشاهدين هنا وهناك ,ولذلك كانت تصريحات ترامب : السعودية بقرة متى جف حليبها سنذبحها... ليدغدغ مشاعر الأمريكان , ويطمئن أسرائيل بأن الدور الأقليمى السعودى الذى انتزعته من مصر سيزول وحتى تتفرد أسرائيل , فى حين بدت كلينتون والديمقراطيين حلفاء لممولى الأرهاب حكام الخليج - قطر والسعودية والأمارات- الذين يقتلون أطفال اليمن ويهدمون المساجد والمستشفيات , من خلال امدادهم بالسلاح الأمريكى وبالتعاون الأستخباراتى , وبدى الشعب الأمريكى قلق من أدارة أوباما وسياسة كلينتون الخارجية ولذلك كان مديرو السيرك من اللوبى الصهيونى جديرين بأن يجعلوا من كلنتون أسد من ورق ومن ترامب مهرج يكسب الأصوات .

أنتهى دور أوباما والديمقراطيين فى سوريا وصارت دعارة كلينتون الخارجية تزكم الأنوف مع تركيا وحكام السعودية , وبدى الأسد أسداً فى عرينه على سوريا , وأستغل ترامب الفرصه وأعلن : إن خطة السياسة الخارجية لمنافسته هيلاري كلينتون بشأن سوريا ستؤدي إلى اندلاع حرب عالمية ثالثة.

وأعرب ترامب عن اعتقاده بأن على الولايات المتحدة التركيز على هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية بدلا من محاولة إقناع الرئيس السوري بشار الأسد بالتنحي عن منصبه, وهنا يكسب ترامب النقاط فى الخفاء وتبدو كلنتون داعرة ممولى الأرهاب , وبدى اللوبى الصهيونى يدرك أن ماحدث فى سوريا حقق لأسرائيل بعض الأغراض , وبات انها قد تخشى من الارهاب -الذى شاركت فى
صنعة- أن يخرج عن طوره المرسوم , فبدى ترامب هو الأقدر على قيادة المسرح قبل أن يسدل الستار عن حلبة سيرك الانتخابات الأمريكية بدت بعض الألعاب البهلوانية تسبق الأعلان عن الرئيس ال 45 للولايات المتحدة الأمريكية .

فى يوم الأنتخابات ,ترامب : آلات التصويت الأليكترونى تغير التصويت من الجمهورى الى الديموقراطى - فرقعات - ميديا - أعلام - بروباجندا - قبل الأنتخابات - بأسابيع مدير حملة ترامب ينسحب فى لقطة ثمثيلية والكثيرين منهم يَدَعون التسليم بفوز هيلارى كلينتون .
وعُربان الخليج - قطر والسعودية والأمارات يبددون البترودولار على أفخاد مرشحة الحزب الديمقراطى فى صالة القمار بكازينو الأنتخابات الأمريكيه .

واللوبى الصهيونى , وشركات البترول والسلاح وبارونات المخدرات ورواد وول ستريت وأخيرا ال… C I A يأتون بالرئيس ال 45 للأمبريالية الأمريكية "دونالد ترامب " الجمهورى................... وصدق الأستاذ " هيكل"حين قال من سنوات: مازال الوقت مبكراً لأن تدير البيت الأبيض سيدة .. ولاعزاء لمن يعولون على الأشخاص!!
كاتب ومحامى - مصرى

حول الموقع

سام برس