بقلم /عامر محمد الضبياني
بعد ان أفنى حياته عالم الإدارة الأمريكي فريدريك تايلور في دراسة الحركة والزمن باحثا عن الطريقة المثلى لأداء أي عمل بأسرع وقت واقل جهد، مستخدما في ذلك الأسلوب العلمي لإنجاز الأعمال وتدريب الموظفين والعمال، جاء العالم الالماني ماكس فيبر بالنظام البيروقراطي والذي من وجهة نظري نسف كل تلك الجهود التي توصلت اليها الإدارة العلمية في العصر الحديث بقيادة مؤسس علم الإدارة فريدريك تايلور.

فلم تكن تلك البيروقراطية الزائدة التي نادى إليها ماكس فيبر مجرد روتين ممل وإجراءات مطولة، بل مرضا يستشري في كل المؤسسات الحكومية منها وغير الحكومية، الأكاديمية وغير الأكاديمية. بالرغم انك قد تجد ان هنالك من يدافع عنها او يدعي بان البيروقراطيين انفسهم هم من يسئوا استخدامها، وان لها جانب إيجابي مثالي يمكن الإستفادة منه لو حسن استخدامها.. مع أني أرى العكس تماما.

ولعل النظام الإداري المتبع في بعض الجامعات الحكومية لأكبر دليل على فساد تلك النظرية بنموذيجيها المثالي واللامثالي، فالبطء في تنفيذ الإجراءات والعجز عن تأدية المهام والإستسلام لهذا الوضع المزري هو سبب الملل والجمود والتراجع الذي تشهده تلك الجامعات، بسبب أحتكار صنع القرار وعدم تفويض الصلاحيات والخوف من عملية التغيير.

حول الموقع

سام برس