بقلم / حمدي دوبلة
اكثر مالفت انتباهي في انتخابات الرئاسة الامريكية وبدت لي مثيرة حتى اكثر من تطورات هذه الانتخابات الدراماتيكية في لحظاتها الحاسمة ونتائجها غير المنتظرة عند معظم المراقبين على الاقل هي تلك التغطية الاعلامية الاستثنائية التي نفذتها الفضائيات التابعة للنظام السعودي وفي مقدمتها قناة العربية التي واكبت بامتياز قبل واثناء وبعد هذا الحدث السياسي الاكثر متابعة في العالم.

ظهرت فضائية العربية طوال الفترة الماضية تبالغ في اهتمامها بموضوع الانتخابات واراء الناخبين وكأنها ناطقة باسم دولة ديمقراطية عريقة وليس لذلك النظام الاسري الشمولي المتخلف الجاثم كرها على صدور البشر في مناطق شاسعة من شبه جزيرة العرب..حيث لا ديمقراطية ولا مدنية ولاانتخابات ولامنظمات مجتمعية ولااحترام للانسان ولا الانسانية.

اهتمام الاعلام السعودي بالشئون الديمقراطية في البلدان العظمى وتحديدا في الولايات المتحدة لاينطلق ابدا من الايمان بهذا المبدا الانساني الراقي فنظام اسرة سعود يرى في هذه القيم الحضارية بدعا وظلالات لكنه يهتم بها احيانا لاسباب سياسية واوهام معينة في راسه تصور له بانه يستطيع من خلال آلته الاعلامية الضخمة ان يؤثر في مسارات وتوجهات اي عملية انتخابية وتوجيه اراء الناخبين هنا وهناك لما يخدم مصالحه ويسهل تنفيذ مخططاته التخريبية ومؤامراته الخبيثة في مختلف اصقاع المعمورة.

كان واضحا من اداء الاعلام السعودي قبل واثناء الانتخابات الرئاسية الامريكية الاجندة والاهداف التي يرمى اليها وهو مايبرر حالة الهلع والذعر التي اصابت نظام سعود من فوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب بعد ان ناصبه العداء وانفق الكثير من الاموال لضمان فوز المرشحة عن الحزب الديمقراطي هيلاري كلينتون والتي لم تخسر السباق رغم مساندتها من قبل الحزبين الاكبر هناك لاول مرة في التاريخ الامريكي الا لأن كيانا مثل النظام السعودي وقف الى جانبها وجاهر في موالاته لها.

نظام اسرة سعود مخطئ كالعادة في ابداء كل هذا الخوف من ترامب فهذا الترامب لن يكون بافضل حال من سابقيه ممن مروا على البيت الابيض ولن يحيد عن نهج اسلافه في الاستحواذ على اكبر قدر من ثروات هذا النظام الاحمق لكنه لن يساهم في ازالة هذا الكيان الارهابي الذي لن يسرع في زواله وغروب شمسه غير حماقاته المتواصلة وسياساته الطائشة ودعمه المتعاظم للارهاب وتوسيع دائرة العداوات من حوله واشعاله لكل هذه الفتن والحرائق التي بات العالم يشاهدها في كل مكان.
نقلاً عن صحيفة الثورة

حول الموقع

سام برس