بقلم / عبدالرحمن بجاش
لم يتغزل احد من محدثي الشعر بالمرأه كما تغزل فيها ولها وعنها من قال يصفه البردوني شاعرا : بعد نزار لا شعر ولا شعراء , وبالمقابل بعد تلك الموقعه في المربد , قالها نزار : بعد البردوني لا شعراء , ولم يلقي قصيدته بعده , بل صافحه قائلا : انا نِزار , قال البردوني , قل نزارا ولا تقول نزار , فالنزر قليل وانت كثير !!! .

نزار ارتبط اسمه بالكلمة الشاعرة الاجمل , مرهفة الاحساس والمشاعر , ارتقى بالمرأة الى مصاف الموسيقى الكونية التي لا يتذوقها من لا يدرك ما هو الحب .

اولئك الذين اصدرو يوما بيانا احلو فيه دم نزارا اذا زار اليمن لا يدرون ما هي الموسيقى ,’في اذهانهم تلك التي يسمعونها هم في المواخير الليليه , وفي جلسات النساء اياهن في المخادع !!! , بينما موسيقى نزار ومن يتذوق كلمته شعرا, ورودا , ازهارا , عصافير , خرير مياه , ولمعان بروق , واصوات رعود الخير , وحين يهمي المطر على رؤوس الصبايا , هم لا يدركونها , وانظر فلا يتذوق كلمة الحب ومفردة العشق من لا يدرك كنههما .

نزار غنى لبلقيس ليس بقلمه , ولا بريشته , بل بقلبه وعقله , وبلقيس تلك التي قضت في سفارة العراق ببيروت , في تفجير ارهابي حقير , قضى على الكلمة التي تدفقت في نهر نزار شعرا , وهي التي ترعرعت بين دجلة والفرات , نبتت كما تنبت الشجيرات على ضفتي النهرين , فكانت بلقيس وكانت بغداد المدينة الشاعرة , الكلمة التي تفصل بينها وبين الكلمة كلمه .

في العام 62 كان نزار يصهل بقصيدة على ضفاف قلب بغداد , فارسل بصره الى من امامه , ليقع على اجمل وردة اينعت تلك اللحظة الى جانب كلمته (( بلقيس )) فتسمر قلبه عليها , عشرينية العمر , غزيرة الجمال , متلألئة القوام , فسكنت عينيه من تلك اللحظه اعتدال .

سأل عنها , قيل له انها بلقيس الراوي , بيت الراوي بيت مشهور علما وبشرا , ونحن درسنا الرياضيات في مرابع الصبا تعز على يد الراوي , وفي الاعظمية من بغداد علم انها تعيش على ضفاف النهر , بينما هو يعيش على ضفاف نهر الشعر , لم يكذب خبرا , فتقدم لخطبتها , ولان العرب لا يزوجون بناتهم لمن يتغزل فيهن , فلم يوافق الاب , فعاد نزار الى سهول اسبانيا , وعند اطلال طليطله , وقصور الحمراء , واين ترك عبد الرحمن الداخل اثاره بكاء , بكى نزار حظه , حيث كان هناك يعمل , هو يبكي هزيمته , و الداخل يبكي ملكا كالنساء لانه لم يحافظ عليه كما يحافظ الرجال على ملكهم , كما قالت له امه مؤنبة اياه .

ظلت بلقيس تسكن قصيدة نزار , ليعود بعد سنوات سبع الى بغداد , ليردد شارع ابو نواس قصيدته : مرحبا يا عراق , وبعض من الغناء بكاء ....اكل الحب من حشاشة قلبي ..والبقايا تقاسمتها النساء , انهى قصيدته الطويلة التي سمع بها الرئيس احمد حسن البكر : كان عندي هنا اميرة حب , ثم ضاعت اميرتي الحسناء , اين وجه في الاعظمية حلو , لو رأته تغار منه السماء ؟ .

تاثر البكر بعد ان عرف حكاية نزار وعشقه فاوفد وزير الشباب الى ابيها , ليوافق الاب , ويتزوجها , ويقول فيها اعظم قصائده , وهي قصيدة عصماء : اشهد ان لا امرأة ..اتقنت اللعبة الا انت , ليرثيها باجمل ما قال : شكرا لكم ..شكرا لكم ...فحبيبتي قتلت ...وصار بوسعكم ..ان تشربو كأسا على قبر الشهيده , وقصيدتي اغتيلت , وهل من امة في الارض ..- الا نحن – تغتال القصيده ...بلقيس .....كانت اجمل الملكات في تاريخ بابل ...............بلقيس ..يا وجعي .

كانت امرأة استثنائيه , بلقيس قصيدة اخرى استثنائيه هناك على امتداد ضفة بردى ارق..دمشق او الامرأة الاخرى التي انشدها نزارا في سويداء القلب : كتب الله ان تكوني د مشقا ....بك يبدأ وينتهي التكوين .
من صفحة الكاتب بالفيسبوك

حول الموقع

سام برس