سام برس
تتمتع كشمير بجمال لا تحده حدود، وقلب لا يعرف القلق، والاسم ينبئ عن ذلك كله. رائحة الهواء النقي تحفز الروح، والثلوج والبحيرة الرائعة وبساتين الفاكهة والتفاح، ورائحة الزعفران الأخاذة، وضيافة الأهالي، كل ذلك يمثل تجربة تستحق الاستمتاع.
كانت كشمير على مدى مئات السنين مكانا للاستمتاع بالطبيعة والراحة من حرارة الطقس. زاد المغول من شهرتها، وكان وادي كشمير البقعة المفضلة لنجم فريق البيتلز في الستينات جورج هاريسون، وكذلك المفضلة بالنسبة للهنود في قضاء العطلات في العصر الحديث.
لكن حقبة التسعينات شهدت صراعات محلية أسفرت عن مصرع عشرات الآلاف من السكان، وكان السياح يشكلون هدفا في بعض الأحيان، وقد وضع ذلك عقبة أمام السياحة في هذا المكان البديع لما يقرب من 20 عاما، والآن ومع تراجع العنف بدأت السياحة في الانتعاش في كشمير.
* لماذا توصف سيرنغار بفينسيا الشرق؟
تقع سيرنغار، العاصمة الصيفية للولاية على مدى الألفي عام الماضية، في قلب وادي كشمير، وهي مدينة بالغة الجمال يمر بها نهر غيلوم الذي أقيمت عليه الكثير من الجسور التي تربط بين شاطئيه في عدة قنوات. وتعد أشجار الجنار أحد أماكن الجذب في الوادي إلى جانب أشجار الصنوبر وأشجار الدودار.
* أشجار الجنار تضيف سحرا خلابا مع اقتراب فصل الخريف الذهبي على الانتهاء تكون أشجار الجنار في أوج زينتها. فأوراقها ذات اللون القرمزي تضفي سحر القصص الخيالية على مشهد الوادي.
وخلال تحولها من الأخضر إلى الأصفر إلى القرمزي قبل أن تسقط على الأرض تلهب أوراق الجنار خيال الكثيرين لكتابة الشعر والنثر.
«يا لها من نار» لا تزال تلك كلمات الشاعر الفارسي، الذي زار الوادي في الماضي، تتردد في حدائق الجنار الملكية. وقد زرعت الكثير منها في طول وعرض الوادي من قبل الإمبراطور المغولي جهانغير خلال حكمه الذي امتد من الفترة 16.5 وحتى 1627. على الرغم من أن أصل النبات هو كشمير إلا أنه يعتقد أنه يعود إلى ما قبل حكم المغول بكثير.
فيما بعد أعلنها الحكام أشجار خاضعة للحماية، حيث تحولت إلى رمز لإرث وجمال كشمير.
ويعتقد أن شجرة الجنار التي يعود عمرها إلى 627 عاما، والتي غرسها الشيخ سيد عبد القاسم شاه حمداني، في منطقة بادغام بوسط كشمير، أقدم شجرة من هذا النوع في العالم.
* ما سر الجمال الأخاذ لبحيرة دال المشهورة عالميا؟
تعد بحيرة دال، ذات المياه العذبة، أيقونة كشمير. تحيط بمياه البحيرة الصافية الرقراقة الجبال التي غطت قممها الثلوج على جوانبها الثلاثة وهو يجعل منها واحدة من أجمل البحيرات في الهند. تقع البحيرة في محيط رائع مع مدينة مترامية الأطراف على أحد جانبيها وتحيط بجوانبها الثلاثة الأخرى جبال عملاقة وتحتوي شواطئ البحيرة على آثار المغول النادرة وجامعة كشمير.
لكن كيف يمكن لأحد أن يزور بحيرة دال دون أن يركب الشيكارا؟ الشيكارا هي نوع من القوارب الخشبية التي تعد وسيلة النقل الرئيسة في البحيرة. يعيش على ضفاف هذه البحيرة منذ سنوات مجتمعا اعتمد عليها بشكل كامل في حياته. وعندما يتجول المرء في أحد قوارب الشيكارا يمر بسوق عائم على الماء وأزهار جميلة تنمو في الماء، ويعيش المجتمع المحلي هنا على البحيرة منذ قرون يقومون بالصيد أو بيع الفاكهة أو الزهور لكسب قوتهم.
يمر السائح عبر الحدائق العائمة، التي تحولت إلى كتلة مفروشة على الأرض تطفو على الماء الذي تنمو عليه الخضراوات. هناك أسر تسكن بشكل دائم في أكواخ خشبية على البحيرة. وكان لكل من هذه المنازل الحدائق الخاصة وكذلك مع شيكارا واقفة أمامهم بدلا من السيارات. وتقوم النساء والأطفال أيضا بالتجديف بأمان في البحيرة.
لا تعجب إذا صادفت الباعة المتجولين يبيعون الزعفران والأزياء الشتوية والزهور والكثير من مرافق التسوق. هناك أيضا زقاق كبيرة للتسوق، وكلها مبنية على الماء. وهناك عدد كبير من فرص التسوق هنا. وزيارة إلى بساتين الفاكهة تجربة فريدة فقلما ستحصل على فرصة لرؤية ذلك.
ويمكن للسائح التجول بين المطاعم والفنادق المنتشرة على طول شاطئ البحيرة والتي تشهد تدفقا للسائحين.
* لماذا الإقامة في قارب؟
القوارب المعدة للإقامة جزء أساسي من مشهد بحيرة دال التي دائما ما تكون مستعدة لاصطحاب السائحين في نزهة رومانسية وآمنة في البحيرة، وتهدئة أعصابهم، حيث تطفو القوارب المنزلية بخفة على المياه المتموجة. كما توفر أيضا بعض أبدع المناظر في واحدة من القوارب الفاخرة التي تعطيك شعورا بفنادق الخمسة نجوم.
* تأثير المغول على كشمير خلال حكم المغول، صمم حكام الهند من المغول كشمير، وسيرنغار على وجه الخصوص كمنتجع صيفي لهم وقاموا بتطوير حرم بحيرة دال في سرينغار بحدائق مغولية مترامية الأطراف للتمتع بمناخ بارد صحي وسليم. بعد وفاة أورنجزيب عام 1707، تفككت الإمبراطورية المغولية، وازدادت أعداد قبائل البشتون في المنطقة المحيطة بالبحيرة والمدينة، وحكمت إمبراطورية دوراني المدينة لعدة عقود. ولعل أحد أفضل وأجمل تعبير عن الثقافة المغولية هو هذه الحدائق. لكن ما يثير الأسى هو أن البعض منها فقط هو الذي تمكن من النجاة. وخلال زيارة في وقت سابق من هذا الشهر رأيت كيف تمت تجديد هذه المواقع الرائعة بصورة تقارب مجدها في القرن السابع عشر.
وخلال الحكم البريطاني جعل البريطانيون من سرينغار عاصمتهم الصيفية، حيث جذبهم المناخ المعتدل لوادي كشمير وسط خلفية القمم الجبلية الساحرة التي تغطي سلسلة جبال الهمالايا.
* زيارة حدائق المغول حدائق المغول هي مجموعة من الحدائق التي بناها المغول على طراز العمارة الإسلامية. تأثر هذا الأسلوب بشدة بالحدائق الفارسية، وخصوصا طراز الشارباغ، الذي يقوم على الاستخدام المتميز للخطوط المستقيمة داخل حظائر مسورة. بعض من السمات النموذجية تشمل حمامات، ونوافير والقنوات داخل الحدائق.
مع المروج المتدرجة، والنوافير المتتالية، وأحواض الزهور مع المشهد الرائع لبحيرة دال أمامهم - تعد حدائق المغول الثلاثة - تشيسماشاهي، ونيشات وشاليمار تجسيدا لمفهوم الأباطرة المغول عن «الجنة»، وتعد اليوم من الأماكن الشعبية الأكثر رغبة لقضاء النزهات والرحلات.
وتعد شاليمار باغة هي الحديقة الأجمل التي تضم أشجارا ضخمة على طول القناة. وفي القرن السابع عشر مد الإمبراطور المغولي جهانجير بصره على وادي كشمير، وقال لو أن الجنة كانت موجودة في أي مكان في العالم، فهي هنا.
أمر الإمبراطور جاهنجير ببناء الحديقة لزوجته نورجهان، وشاليمار حديقة جميلة تضم مشاهد خلابة في الحدائق والبحيرات والمسارات المائية الضحلة.
وتحظى حديقة نيشات باغة الواقعة على ضفاف بحيرة دال وعلى سفوح جبال زباروان مشاهد رائعة للبحيرة والثلوج التي تغطي قمم سلسلة جبال بير بانجال. وقام بتصميم الحديقة المصمم آصف خان أخو نورجهان عام 1633.
أضف إلى ذلك حديقة تشاشما شاهي التي بنيت على هيئة مصاطب والتي تطل على مشهد بحيرة رائع في الأسفل وسلاسل الجبال المحيطة. والمياه الباردة لهذا الينبوع منعشة للغاية ومفيدة الجهاز الهضمي. وقد أمر الإمبراطور المغولي شاه جيهان ببناء الحديقة الأصلية عام 1632م.
وما إن تقم بزيارة إلى المرصد الملكي، باري محل ستشاهد حديقة تخلب العقل تقع على بعد خمس دقائق من حديثة تشاشما شاهي. وتم تحويل الدير البوذي السابق إلى مدرسة في علم الفلك على يد دارا شيكوه، الابن البكر للإمبراطور المغولي شاه جيهان. وتقع الحديقة على حافة جبل مطل على بحيرة دال.
* المساجد الأثرية في سيرنغار إلى جانب سيرنغار هناك بعض المنتجعات التي تقع على بعد ثلاث أو خمس ساعات، والتي ينبغي مشاهدتها لدى زيارة كشمير:
* غولمارغ جمال غولمارغ الأسطوري، موقع متميز وقريب من سريناغار، يجعلها واحدة من المنتجعات الرئيسة في البلاد. ترجع تسمية غولمارغ إلى الرعاة، وحصلت على اسمها الحالي في القرن السادس عشر من قبل السلطان يوسف شاه، الذي ألهمه مشهد المنحدرات العشبية ذات بالزهور البرية المزركشة. وكانت غولمارغ المكان المفضل للإمبراطور جهانجير الذي جمع في السابق واحدا وعشرين نوعا مختلفا من الزهور هنا. اليوم غولمارغ ليست مجرد منتجع جبل استثنائي، بل تضم أعلى ملعب جولف أخضر في العالم، على ارتفاع 2.650 متر، ومنتجعا للتزلج هو الأفضل في فصل الشتاء. الرحلة إلى غولمارغ تخلب الألباب بأشجار الحور التي تمتد على طول الطريق إلى جانب مساحات مسطحة من حقول الأرز تتخللها القرى الخلابة. وبحسب الموسم، تكون الألوان فالطبيعة الخضراء عنوان للربيع، والزمرد يثري الصيف، أو الأشكال الذهبي للخريف.
* باهالغام «وادي الرعاة» باهالغام هو تلة جوهرة. بهاؤها الطبيعي مع الجبال المكسوة بالثلوج على جميع الأطراف، ونهر المياه البيضاء التي تمر أسفله، إضافة إلى الرحلات وركوب الخيول يجعل قضاء عطلة في هذا المكان ذات مستوى عالمي. وتحفل باهالغام بمشاهد ساحرة من جبال الهيمالايا المغطاة بالثلوج.
تقع باهالغام عند التقاء التيارات التي تتدفق من بحيرة شيشانغ ونهر ليدر، وكانت باهالغام (2.130 م) في السابق قرية متواضعة للرعاة تحتوي على مناظر خلابة. وتم تحويلها الآن إلى منتجع رئيس في كشمير، وتتمتع بمناخ بارد حتى في ذروة الصيف حيث لا تتجاوز درجة الحرارة 250 درجة مئوية. وهناك عدد من الفنادق والنزل التي تلبي جميع الخيارات والميزانيات، من الفنادق الفاخرة إلى النزل المتواضعة.
* الترويج للسياحة للزوار العرب في محاولة لجذب السائحين الأثرياء إلى كشمير، عقدت وزارة السياحة معارض طريق في مختلف مدن المملكة العربية السعودية.
وقد ركزت هذه المعارض على الترويج لكشمير كوجهة سياحية في الشرق الأوسط، وخصوصا في المملكة العربية السعودية. وقال وزير السياحة في كشمير جي إيه مير لـ«الشرق الأوسط» إن نحو 26.000 سائح سعودي قاموا العام الماضي بزيارة الهند، الكثير منهم زار كشمير.
وأضاف: «إننا حريصون على دعوة السائحين السعوديين للقدوم إلى كشمير والاستمتاع بثقافتها العظيمة، والتراث، والتاريخ، والمأكولات اللذيذة، والحرف اليدوية والفواكه الجافة العالمية الشهيرة».
* الوصول إلى كشمير يمكن الوصول إلى كشمير جوا وبرا لا تزال شبكة السكك الحديدة قيد التطوير. ويتلقى مطار سيرنغار رحلات مباشرة من الدول الخليجية.

نقلا عن الشرق الأوسط

حول الموقع

سام برس