بقلم / عبدالباري عبدالرزاق
واضح من سلسلة قرارات العزل التي يصدرها الملك سلمان بن عبدالعزيز بين الفينة والاخرى ، أخرها الاطاحة بوزير الحرس الوطني متعب بن عبدالله، ان الملك يسير في طريق تأسيس الدولة السعودية الجديدة ، أو بمعنى اقرب مملكة آل سلمان التي لا مكان فيها لبقية أفراد أسرة آل سعود البالغ عدد افرادها ١٧ الف نسمة .

المرحلة الاولى من عملية التحضير وإلاعداد لمملكة محمد بن سلمان تمت بإبعاد الرجال الاقوى في الاسرة الحاكمة وقطبيها في الجيل الثاني محمد بن نائف ومتعب بن عبدالله ، لصالح محمد بن سلمان الذي يعمل وكما هو واضح ان يكون رجال دولتة من خارج الأسرة خاصة في المناصب الحاسسة التي لم يعهد السعوديون ان يشغل هذه المناصب غير آل سعود .

توجة فعلي وافق عليه حلفاء الخارج بشروط التزام الملك ونجله بتنفيذها ، ولا مجال لمعارضة هذا التوجة من الداخل وربما تصل عقوبة من يرفض هذا التوجة إلى الإعدام أو بأدنى حالته السجن والنفي ، وهناك الكثير من الأمراء والشخصيات السياسية والدينيه من داخل الاسرة الحاكمة وخارجها في السجون وتحت الإقامة الجبرية .

قائمة قرارات الاعفاء والإزاحة والتنكيل والاعتقال طويلة وستشمل بقية الروؤس الكبيرة والصغيرة في موسم محاربة الفساد الذي سيستخدمة محمد بن سلمان كعصا لتأديب وأذلال واهانة وتشريد الأسرة التي لا يستطيع أفرداها كالسمك العيش خارج الماء ، ان يعيشوا خارج حياة المال والبذخ والاسراف .

يعيش حيتان الأسرة الحاكمة اليوم حالة من الغضب والرعب ويترقب صغيرها وكبيرها بذهول وخوف شر نجل مليكها المغرور وهو ينقض عليهم واحد تلو الاخر لا دفعة واحدة لعجزه من التهام الجميع في وجبة واحده.

لا مشورة وامتيازات بعد اليوم، ولا رفاهية وقصور وطائرات خاصة !!

إنتهى عهد دولة أسرة آل سعود الواسعة في الإستحواذ على احلام واموال الشعب السعودي ، وتوزيع غنائم الملك والالقاب الاميرية بين أفرادها .. وبدأ عهد دولة جديده تنحصر في عائلة سلمان بن عبدالعزيز دون غيرها .

سينحني الكثير لجلالة الملك الجديد وسيقبل الاغلب منهم على مضض بهذا العهد وبكل ما يريده وسيقوم به محمد بن سلمان دون قيد أو شرط ، لان حياتهم المادية مرهونة برضى الملك نجل الملك ومدى إخلاصهم وخضوعهم الكامل له ، وعلى من يرفض أو يعارض ذلك أخذ العبرة من نهاية من كان أقوى من ولي العهد واقوى من الملك سلمان نفسه ، ويقبل بمصادرة قصورة وأموالة وقضاء بقية حياته في المنفى او السجن .
ما يفعلة الملك سلمان اليوم هو ما فعلة أبيه من قبل !! سلب الملك المؤسس قبل قرن من ولادة الدولة السعودية حق شعب نجد والحجاز من المشاركة في صناعة القرار وحكم البلاد واختزل هذا الحق بدون وجة حق لنفسة وفي اولادة وأحفادة .. وصادر سابع الأبناء الملوك هذا الحق اليوم عن بقية أبناء أبيه واحفاده ، واكتفى ان يكون الحكم في عائلته .

ثلاثة احداث شدت انظار العالم في ساعة واحدة نحو الرياض ، وصول الصاروخ اليمني إلى مطار الملك خالد ، واستقالة سعد الحريري وإقالة وزير الحرس الوطني ، ويبدو ان اول هذه الاحداث هو من جعل نظام الرياض يتصرف بشكل هستيري وارتباك واضح تسارعت فيه الاحداث وقرارات الاعتقال لعدد من الامراء .

لا اعتقد أن هناك من سيقبل الانتظار قرن أخر حتى يأتي أبناء محمد سلمان للتنافس على عرش المملكة ، فمن الذي سيفعلها اليوم من داخل الأسرة الحاكمة أو من خارجها ؟ يبقى السؤال في النهاية مفتوحا ينتظر الإجابة . والسلام تحية

حول الموقع

سام برس