بقلم / أحمد عبدالله الشاوش
تعرضت المملكة العربية السعودية لزلزال باليستي ، عصف بالعاصمة الرياض ، مُحدثاً حالة من الرعب لدى الملك سلمان وولي عهده محمد وخلية عاصفة الحزم واعادة الامل والسهم الذهبي الاكثر فشلاً ، بعد ان أطلقت القوة الصاروخية اليمنية صاروخ  بركان 2 الذي أستهدف مطار الملك خالد الدولي مساء السبت الموافق 4 نوفمبر 2017م ، وقلب معادلة الحرب.

هذا المشهد المرعب والحدث المريع والمدى البعيد والانفجار الفظيع داخل مطار الملك خالد الدولي هز اركان النظام السعودي وصعق الرياض ملكاً وحكومة وشعباً.

كما ان الفشل الذريع للباتريوت الامريكي صدم القيادة والشعب السعودي بعد ان وصل الصاروخ الى هدفة بدقة عالية وتظليل وسائل الاعلام السعودية بإعتراض الصاروخ ، لاسيما بعد ان جاءت جهينة بالخبر اليقين وكشفت قناة CNN الامريكية لاول مرة منذ مايقارب الثلاث سنوات من العدوان على اليمن  " تقرير" بالصوت والصورة عقب انفجار الصاروخ الذي أطلقته القوة الصاروخية للجيش واللجان الشعبية وما الحقه  من ضرر وتحطيم بعض المدارج والاماكن المحيطة ، وكم كنت أتمنى ان يكون النظام صادقاً وينقل بث مباشر من داخل جميع مساحات مطار الملك خالد للتوضيح بإن الصاروخ فشل في مهمته!!؟.

ولذلك فإن بركان 2 حمل أكثر من رسالة نارية ،الاولى انه قطع أكثر من 1400 كيلومتر مربع ، وهو تطور نوعي للقوة الصاروخية اليمنية ويوحي بإن هناك طرازات أخرى ومدى أطول ، أياً كانت التفسيرات والتأويلات بإن الصاروخ صنع في اليمن ، أو طوره الحوثي و صالح ،ايراني او كوري  ، كما تسوقه بعض وسائل الاعلام السعودية والاماراتية ، فالسعودية والامارات تستورد صواريخها من امريكا واسرائيل وبريطانيا والصين وروسيا وكوريا وكندا وتستخدم آلة الدمار في قتل الاطفال والنساء وقصف الاسواق واستهداف المدارس والمستشفيات وقاعات العزاء والافراح دون أي وازع ديني او اخلاقي او انساني أمام مرآ ومسمع الامم المتحدة والرأي العام الدولي.

الثاني ان هذه العملية النوعية جاءت رداً وانتقاماً من العدوان السعودي الذي ارتكب مجزرة سوق علاف الشعبي بصعدة والذي راح ضحيته أكثر من 60 شهيداً وجريحاً مع سبق الاصرار والترصد حيث غابت الإنسانية الفرنسية والبريطانية والأمريكية ، كما جاءت للثأر والقصاص من القتلة الذين أرتكبوا مجزرة بشعة جديدة اليوم التالي تحدياً للعالم أودت بحياة 10 أشخاص من بيت عسلان في صعدة من بينهم أطفال ونساء ، وهو ما ادى الى ضغط شعبي للانتقام.

والثالث أن بركان 2 أصاب الهدف بدقة عالية فإختراقه سماء العاصمة السعودية الرياض وانفجاره في المطار او محيطة ولد حالة من الذعر في ابوظبي وأخواتها ، ولفت انظار العالم بقدرته التدميرية الرهيبة رغم التكتم والحصار الاعلامي عن الخسائر الفضيعة وفشل كبير لانظمة الباتريوت ، ان لم يكن الامريكيين تلاعبوا في " المواصفات" أو الاجهزة الالكترونية للمنظومة لترويع واستغلال السعودية بصورة أكبر ، وهو ما أكد نجاح القوة الصاروخية بتحقيق أهدفها.

والثالث ان جميع المواقع العسكرية والمنشئات والمؤسسة الاستراتيجية للعدوان السعودي والاماراتي باتت تحت رحمة القوة الصاروخية اليمنية.

والرابع يتجلي في فقدان الشعب السعودي ثقته في قيادته من حماية سماء المملكة بعد مايقارب ثلاث سنوات من الحرب وتجييش العالم ضد شعب يفتقر الى أبسط وسائل العيش ومقومات الحياة، بينما يواصل الخمسة الكبار بمجلس الامن وعدد من تجار الحروب ومنافقي العالم تسليح القتلة واصدار بيانات المساندة والتأييد لجلادي الإنسانية دون خجل.
وأكثر مالفت نظري والمتابعين هو تقرير الـ CNN  المقتضب الذي سلط الضؤ على وصول الصاوخ اليمني الى هدفه في نفس اللحظة، داحضاً زيف وتزوير وسائل الاعلام السعودية والاماراتية التي استبقت الخبر كعادتها من أن الدفاعات الجوية اعترضت الصاروخ الذي أطلقه الحوثيين تم اسقاطة لتظليل المجتمع الخليجي والعربي ، وتتكرر السيمفونية عند اطلاق كل صاروخ من قبل القوة الصاروخية للجيش واللجان الشعبية في اليمن ،  بإتجاه قواعد ومواقع عسكرية في مدينة جدة اوالعاصمة السعودية الرياض ،،،.

كما يصاحب تلك الاسطوانة عدد من المحللين والتيوس المستعارة في قنوات العربية وسكاي نيوز وبعض القنوات المصرية واللبنانية الصفراء تحت رغبة أجهزة الاستخبارات الدولية التي تبيع اخلاقيات المهنة بخدمة الدفع المسبق وتتاجر بدماء واشلاء الانسانية تحت غطاء الشرعية الزائف .

وحقيقة الامر ان هناك أزمة كبيرة داخل الاسرة الحاكمة في السعودية ، وان ولي العهد السعودي يصدر أزماته الى دول الجوار بعد ان أضحى الصراع خارج عن السيطرة واتضحت معالمه من خلال تصريحات عدد من أمراء وقادة ورجال اعمال من آلـ سعود عدم أهليت ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ذو الـ 32 ربيعاً بولاية العهد ناهيك عن تتويجه الملك بدلاً عن والده المصاب بالزهايمر حسب تقارير طبية، وهو مادعى الى قيام الملك سلمان ونجله محمد الى الاطاحة بولي العهد الأسبق مقرن شقيق الملك سلمان ومن ثم ولي العهد محمد بن نايف ، وأخيراً وزير الحرس الوطني متعب بن عبدالله وانتهائاً بإمبراطور المال والاعلام الوليد بن طلال وآخرين رهن الاعتقال تحت ايقاعات الفساد الذي يحمل أكثر من علامات تعجب واستفهام ويتنافى مع الحقوق الديمقراطية ومناخات الحرية وحقوق الانسان ، للوصول الى الُملك ، وهو ماولد أحتقان كبير وثورة عارمة في الشعب السعودي أصبحت لسان كل بيت قابلة للانفجار في أي لحظة وهو مايتخوف منه الملك سلمان ونجله والامريكان الذين أعطوه الضؤ الاخضر لتوقيف واعتقال الكثير من الامراءوالقادة والوزراء ورجال الدين والمال والاعمال.

كما ان الاعلان عن 40 قيادياً يمنياً من الحوثيين هو حالة من الشعور بالنقص وعدم الاتزان ومحاولة لتحسين صورة محمد بن سلمان امام الشعب السعودي والامريكان بمحاربة الارهاب والفساد في حين ان القاصي والداني يعلم علم اليقين ان السعودية وكر الارهاب والفساد الدولي ، وان القائمة التي اعلنها للتشكيك واثارة الفتنة بين المؤتمر وانصار الله  بعد الفشل العسكري والسياسي في الحرب على اليمن قوبلت بالاستهجان والتندر، كما ان اغلاق المنافذ الجوية والبرية والبحريةهي عملية ممنهجة لتجويع وقتل الشعب اليمني، تحت ذريعة تهريب الصواريخ الايرانية والحد من هروب المعارضين وفي مقدمتهم بعض الامراء ، رغم ان السعودية وحلفاؤها من الامريكان والاماراتيين والاسرائيليين وغيرهم يحكمون سيطرتهم على كافة المنافذ ويفتشون كافة السفن والقاطرات المحملة بالبضائع والمشتقات النفطية وغيرها في عرض البحر وقبل ان تصل الة الى المواني او المنافذ اليمنية .

ولذلك فإن المؤشرات في الداخل السعودي تؤكد ان البيت السعودي آيل للسقوط لامحالة بعدان وضع السواد الاعظم من الامراء في المعتقلات والسجون وتحت الاقامة الجبرية في مقابل تتويج محمد بن سلمان ، فإن القادم أسوأ مهما كان الطغيان والاستقواء بالامريكان ...وخير مانختم به هذه الخلاصة ان النار لاتحرق إلا رجل واطيها.

حول الموقع

سام برس