بقلم / أحمد عبدالله الشاوش
واقع الحال يؤكد ان اليمنيين في ظل الازمات المتوالية والاحداث الرهيبة والمتغيرات العجيبة ينطبق عليهم المثل القائل "عمياء تخضب مجنونة".

فلا حكام حمدوا الله على المناصب والسلطات والعقارات والمليارات التي أحتالوا عليها ونهبوها من الخزينة العامة قبل أحداث الربيع العربي.

ولا تجار الحروب من غزوات الربيع المتصهين المخضب بالدماء والدمار أكتفوا بما جنوه من المناصب والثروات الداخلية والخارجية التي حصلوا عليها مقابل اسقاط الدولة وهيكلة الجيش وتدمير الاخلاق وبيع البلاد، وازهاق الارواح والتضحية بالشرفاء من شباب الثورة وتقديمهم قرابين للمشاريع المشبوهة

ولاغالبية الشعب اليمني التي هاجت في ساحات " الهوى" القاتل التي تقاسمتها ذئاب السلطة والتسلط ، حكمت عقلها وعرفت مصلحتها وانتصرت لقضاياها وخبرت المزايدين وترفعت عن النفاق والفجور والولاء السلبي ، وتعلمت الدرس.

ولا القوة الصاعدة التي خدمتها الثارات والاحقاد والبرمات السياسية وسهلت لها الامساك بزمام السلطة في صنعاء ، تملك ثقافة الدولة واستمعت الى صوت العقل والحكمة وسارت على نهج المسيرة القرآنية التي ظهرت تجلياتها واصواتها في البدايات الاولى بالمسيرات في شارع المطار تحت يافطات العدالة وايقاعات المظلومية وعناوين الحرية واسقاط الجرعة والقضاء على الفساد .

ولا الشرعية سيطرة على سلطاتها ومؤسساتها التشريعية والقضائية والتنفيذية وروضت مثقفيها وعلمائها واحزابها ونخبها ، لانها كانت وماتزال وستظل مكبلة بقيود الدول الاقليمية والدولية وتجار الحروب ، بدليل انها لا تملك ارادة حرة لممارسة سلطاتها في المواقع المحررة بمحافظات عدن وحضرموت وابين وسقطرة وشبوة ولحج وتعز ،، ، وقرارتها ومسوداتها تكتب بحبر الرياض وابوظبي والدوحة ورقابة لندن وتعميد واشنطن.

ولا الرئيس هادي والزنداني واليدومي وعبدالملك المخلافي والعتواني وعبدالله نعمان وياسين سعيد نعمان وعدد من قيادات المؤتمر والمشايخ ،،، المرتمين في احضان الرجعية وقيادات تلك المؤسسات والاحزاب والوجاهات الاجتماعية حافظوا على ماء الوجه ، أوبقي لقواعدها واعضاءها ومناصريها ومحبيها أي آمال وطموحات وحرية!!.

ولذلك تستمر حكاية العمى السياسي في جميع الاتجاهات ، ويستمر مسلسل الجنون والدراما المأساوية ، حتى ان حزب الاصلاح ومليشياته التي تتجاوز السبعين الفاً وحيتانه الذين يملكون من العقارات والمليارات والاستثمارت الضاربة لم يكن ضعيفاً أمام مواجهة الحوثيين أوغيرهم، إلا ان صاحب المال " جباااااان" ، وما أن تم التضحية بالقشيبي وسقطت عمران وخطب هادي اليوم الثاني عن عودة عمران الى احضان الدولة ، ثم سقطت الفرقة الاولى مدرع على يد جماعة الحوثي خلال ساعات ، وهروب الجنرال محسن لم يكن نتاج صدفة بل" اتصال" دوووووولي" وفقاً لحسابات واستراتيجية " المخرج الامريكي والوكيل الحصري السعودي والجلوس على طاولة السلم والشراكة.

ولذلك فإن لسان حال الواقع في اليمن حكاماً ومحكومين ، قادة وعساكر ، نُخباً ومثقفين عقلا ومجانين ،قبائل واعراب ، سادة وعبيد، ، حمقى ومتزنين ، يؤكد ان طباعنا هي نتاج سلوكيات واعراف وتقاليد ثقافية سلبية متوارثة جمدت العقل وأطلقت عنان الفوضى وطغت على مراكز التنوير والحكمة وأبعدتنا عن الواقع والغد المشرق..

فهل تدرك النُخب الواقع المرير الذي تسببت فيه ويعي اليمنيون الخطر المحدق بهم، وان اليمن بحاجة الى "القدوة" الذي ينتشلها من الصراع والتصدع وينقذها من التجزئة والتشرذم والتشتت لاعادة بناء البيت اليمني، بدلاً من سياسة الانتقام والتسلط والفيد والبيع والشراء والعمالة وثقافة الاستقواء والماضي البغيض... أملنا كبير.

حول الموقع

سام برس