فاطمة العوفي


المغرب، فضلاً عن أنه بلد سياحي، فهو بلد مضياف، تنوعت فيه الثقافات والحضارات، كان دوماً جاذباً للسياحة بفضل مناخه وطبيعته الساحرة، ولم يكتفِ المغرب بوجود الطبيعة، إذ عمل على استغلال وجودها وإقامة منتجعات سياحية تعمل على جعل كل منطقة في البلد تتميز بنوع من السياحة، وتعتاد على سياح محبي لتلك الطبيعة، وما توفره من أنواع للترفيه، سواء كان سباحة أو رياضة أو غيرهما من أساسيات الترفيه.
تعمل المغرب جاهدة على خلق منتجعات في مناطق البلد كافة، مناسبة لطبيعة المنطقة وما تحويه من إطلالات طبيعية جاذبة، كما أنها تعمل وبشدة لجذب السياحة العائلية الخليجية والعربية بصفة عامة، فقد وضعت المملكة المغربية إستراتيجية لتنمية قطاع السياحة، كان على رأسها الاهتمام بالسياحة العائلية، بدليل إعلانها عن إنشاء 7 منتجعات سياحية جديدة، تعتبر إضافة مميزة إلى المنتجعات السياحية الموجودة بالمغرب، وعلى إثر ذلك فقد أكد مسبقاً السيد أحمد السنتيسي، نائب رئيس المجلس الجهوي للسياحة بفاس، على أهمية تشجيع السياحة العائلية نحو المغرب، إذ رأى أنه يعتبر التوجه الصحيح والمراهن عليه لإنعاش السياحة بالمغرب.
إن الثورات العربية خلقت للمغرب فرصة في توافد العائلات إليها، إذ أثرت الأحداث الأخيرة على اختيارات الأسر العربية من حيث وجهاتها السياحية، وقررت الكثير من العائلات التوجه إلى المغرب لاكتشاف طبيعتها وثقافتها، فاستطاعت المغرب أن تكسب السياحة العائلية بقوة، وهذا ما علق عليه محمد الراجي، صاحب أحد مكاتب السياحة والسفر، خلال حديثه لـ"سواح" على أنه لاحظ أن المغرب أصبح في الآونة الأخيرة وجهة للعائلات، قائلاً: أصبحنا نشاهد تزايد أعداد العائلات العربية المقبلة في الصيف بعد كل سنة، وكأن البلد تحظى بإعجابهم، وتعمل على خلق الجو المناسب لهم، لذلك فنحن كمكاتب مختصة في السفر والسياحة أصبحنا أيضاً نركز على خلق عروض عائلية لكي تنال إعجاب الأسر العربية وتُقبل عليها.
كما أضاف خالد بوزيد، صاحب شركة سفر وسياحة بالمغرب، لـ"سواح" أن الأسر العربية تفضل أن تتخذ وجهات معينة في المغرب، خصوصاً التي تتمتع بمنتجعات سياحية مجهزة وفقاً لمتطلبات الأسرة، فنحن بدورنا نقوم بعرض المناطق التي من الممكن أن تنال رضا تلك الأسر، مثل منتجعات تطوان "كابيلا و كابو نيكرو، التي تضم أكثر من 354 شقة و179 فيلا، تتمتع بمتطلبات السائح الأجنبي كافة الباحث عن الترفيه"، وننصح أيضا محبي الشواطئ الصيفية، مثل مدينة طنجة الشمالية، أو منتجع "السعيدية"، الذي يعتبر من أفضل الوجهات السياحية بالمغرب، إذ سُميت السعيدية بجوهرة المغرب الزرقاء، فقد عرفت بتجددها لتمنح زائريها فرصة الاستمتاع بالبحر الأبيض المتوسط الفيروزي اللون وشاطئه الممتد 14 كيلومتراً، وكذا بضواحيها الطبيعية الرائعة، تعد السعيدية بذلك منتجع شاطئ من نوع جديد، بحفاظه على طابعه المغربي، إذ يمكن للسائحين الاستمتاع بالتجوال تحت أشجار الأوكاليبتوس والميموزا التي تحيط بالشاطئ، وبحمام الشمس والسباحة في تلك المياه الفيروزية التي تدعو إلى عالم الراحة والاستجمام.
كما بإمكان زائري السعيدية استغلال إقامتهم في السعيدية لزيارة "وجدة"، التي تبعد بحوالي 60 كيلومتراً إلى الجنوب من المحطة السياحية، إذ تتوفر عاصمة المغرب الشرقي على مدينة عتيقة جميلة، إذ تحتضن القصبة والقلعة العتيقة والمدرسة القرآنية، التي يعود تاريخها للقرن الرابع عشر، كما تدعوكم وجدة أيضاً لاكتشاف أسواقها الرائعة، إذ الجو ملائم للاستماع إلى الموسيقى الغرناطية، التي تهديكم نغمات رائقة من الموسيقى العربية الأندلسية.
على محبي الرياضة التوجه إلى مدينة الداخلة في منتجع "مير اللفت"، إذ يتمتع بمناخ ومنطقة رياضية يرتادها عشاق ممارسة الرياضات.. مير اللفت تتوفر على إمكانات سياحية مهمة، فتنوع الخصائص الطبيعية فتح لها المجال لتصبح وجهة سياحية بامتياز، ولتشجيع الاستثمار في السياحة الشاطئية، فقد كسبت مير اللفت شهرة عالمية، إذ أصبحت قبلة للسياح المتعطشين للرياضات المائية، على وجه الخصوص، كما تلقب مدينة المحمدية أيضاً بمدينة الرياضات الأنيقة، إذ على محبي كالكولف والتنس والتزلج على الماء ورمي الحمام أن يتوجهوا مباشرة إلى المحمدية التي تتوفر فيها إمكانات مناسبة للاستمتاع بتلك الرياضات، ويقول بوزيد أيضاً لمحبي الإجازات الراقية والمترفة عليهم بالتوجه إلى منتجع "مازاغان".
وينوه بوزيد إلى أن السياحة في المغرب لا تقتصر فقط على فصل الصيف، وإنما لكل فصل من فصول السنة يحمل عدداً من السياح الذين يهوون رؤية جمالية المغرب في كل فصل، وذلك على سبيل المثال فإن مدينة إفران تضرب موعداً لعشاق الثلج والتزلج، بأن يتوجهوا إليها، إذ تملك مدينة إفران منتجعاً يوفر لعشاق التزلج على الثلج الإمكانية من حيث التصميم والدقة، كما نقول نحن المغاربة إن "إفران" هي سويسرا الصغيرة، أو العروس، إذ تكتسي باللون الأبيض... إنها تتمتع بطابع خاص يختلف عن باقي المدن المغربية، سواء كان في هندستها المعمارية، أو مناخها المختلف، فإفران تكتسي باللون الأخضر في فصل الربيع، لتصبح بشكل جديد ومميز، تجذب الأنظار ويتوافد إليها الكثير من محبي الطبيعة والهدوء للاستمتاع بمناظرها والجبال المطلة عليها.
يشير بوزيد إلى أن الأسر العربية الخليجية، بصفة خاصة، تنبهر بزيارة المنتجعات وتعود لها أكثر من مرة، خصوصاً العائلات الخليجية، على سبيل المثال أصبح 57 ألف سائح سعودي يزورون المغرب كل سنة، وإن كان أكثر، ويشير في قوله إلى أن الأسر الخليجية كانت الأضعف في زيارتها المغرب، نظراً لفكرة السطحية في ذهنها، لكن الآن اكتشفوا أن المغرب بلد يتميز بالاختلاف والتنوع في حضارته وثقافته ومأكولاته، وبالتالي أصبحوا يترددون على المغرب باستمرار لاكتشافهم المناخ الجميل والأماكن التاريخية التي تزخر بها المغرب، كما أن الثقافة المغربية مثيرة للاهتمام، إذ تجذب السائح إلى معاودة اكتشافها في كل زيارة.
إن تعدد واختلاف الثقافات في المغرب ساعد في إثارة اهتمام الكثير من السياح من مختلف بقاع العالم، حتى وصلت نسبة السياحة الثقافية، وفقاً لما ذكره وزير السياحة المغربي لحسن حداد، إلى 80 في المئة، إذ كانت من نصيب مدن مراكش وفاس، طنجة، الرباط وتطوان.


حول الموقع

سام برس