بقلم/ احمد الشاوش
في اليمن يسمع المواطن المنكوب و الموظف المدقدق والعسكري المغدغد والوطني المطعفر والحكيم المهمش ، عن مجلس سياسي اعلى، ومجلس سياسي أسفل ، ومجلس انتقالي ومجلس رئاسي ، وحماة للجمهورية وانصار للملكية وصناع للعبودية وأحرار تحولوا الى عبيد وعبيد تحولوا الى أحرار!!.

نسمع عن مجالس قات للانس تتشكل فيها الحكومات وتتقاسم فيها المناصب والاموال والعبيد في اول خدارة وعلى نغمة أسواق صنعاء"أشكال وألوان وارد علوان".

وأخرى للجن وجن الجن ، وثالثة في حالة انس وطيرفة وخارج اطار التغطية ورابعة تجيد فنون الكيف والبرم والتضليل وقطقطة الاموال ونهب الثروات وزرط المساعدات الدولية..

حراك شبواني وهبة حضرمية ورقصة أمهرية وغيرها من المجالس والجماعات والحركات والمسميات والاحزاب والتنظيمات السياسية واعشار العلماء والمثقفين الذين أدخلوا اليمن جحر الحمار الداخلي... تحت عناوين اليمن الجديد وترديد انغام وزوامل الوطنية والقومية والليبرالية والجمهورية والملكية والاسلام هو الحل ، ليكتشف المواطن الشريف انه ضحية لكل تلك المجالس والقيادات والحكومات المحنطة التي لاتمثله لفقدانها الارادة الحرة والقرار المستقل كونها أول من ينسف الدستور والقانون والعقد الاجتماعي ، ولاتريد ان تُحدث أي تنمية أو أعمار أو تقديم أي حلول ناجعة وحقوق واجبة عليها للشعب.

واذا مانظرنا الى العالم وحكوماته ومجالسه بمختلف ألوانها واشكالها ومذاهبها السياسية والفكرية في الشرق والغرب نجد ان تلك المجالس والجمهوريات قطعت شوطاً كبير اً في تحقيق البرامج والتنمية والاعمار والمشاريع والانجازات العملاقة وبناء الانسان والتسابق على تقديم الخدمات للمواطن ..

بينما مجالس وحكومات اليمن الطارئة والكرتونية تدمن التضليل وتمزيق النسيج الاجتماعي وتقسيم العباد والبلاد وصناعة الفقر والتجويع واثارة الفتن والكراهية والمذهبية والعنصرية والسلالية والطائفية والقروية للاستئثار بالثروة وتنفيذ مشاريع واجندات خارجية حولت الشعب اليمني العزيز الى متسول عالمي ، والمنجزات الى اطلال والكفاءات الى مهاجرين ومشردين والمؤسسات الى جباية والمدن والقرى الى سجون ونقاط وبراميل وألغام ، ومشوار الساعة ينتهي بعشرين ساعة والحسابه بتحسب عند كل نقطة.

أخيراً .. كم نحن بحاجة ماسة الى مجالس رئاسية متخصصة في تحقيق العدالة ورفع الظلم والمضي في عميلة التنمية والبناء والاعمار وصرف حقوق الموظفين الغلابة ..

كم نحن بحاجة الى ومجالس سياسية توفر خدمات الكهرباء والماء والتعليم والصحة والمستشفيات .. وكم نحن بحاجة الى مجالس انتقالية تحافظ على البلد من التمزق والتشرذم والانفصال.

كم نحن بحاجة ماسة الى مجالس جمهورية ، وجمهورية مجالس !!؟ تدعو الى العقل والحكمة والسلام والمسؤولية الوطنية والاخلاقية والانقلاب على المشاريع والاجندات المشبوهة التي حولت مراكز القوى العابثة والفاسدة وقطاع الطرق الى ادوات خاسرة وسمعة سيئة لدى الموطن والشعب الذي فقد الثقة في الجميع ويحن الى الدولة وينتظر الى احياء قيم التسامح والتعايش والشراكة العادلة والوحدة والتنمية التي تنقل المواطن من الحضيض الى القمة مثل خلق الله .. أملنا كبير.

shawish22@gmail.com

حول الموقع

سام برس