بقلم/ محمد العزيزي
غمرتني السعادة والابتهاج عندما سمعت بمشاركة براعم أكاديمية أهلي تعز والظفر والتتويج بكأس ولقب بطولة الأكاديميات الدولية بعد أن تجاوز دور المجموعات ودور الثمانية والمربع الذهبي والفوز بالكأس ضمن الملتقى الدولي للأكاديميات الذي أقيم في جمهورية مصر العربية وهو يعد الكأس الأول للبطولة التي تقام لأول مرة ، وتحقيق البطولة إنجاز تاريخي يحسب لنادي أهلي تعز.

تألق لاعبو وبراعم الأكاديمية الذين أبهروا الجميع بأدائهم وتفوقهم عندما واجه الأحمر الصغير فرق أكاديميات عربية ، وكان الأداء مبهرا خاصة بتجاوزه الفرق التي تأهلت لدور المربع الذهبي صفوة ونخبة الفرق لأقوى الأكاديميات، فهو شيء يدعو للفخر بهؤلاء الأشبال وبراعم وشباب وناشئين اليمن.

منافستهم وتحقيق العلامة الكاملة والظفر بالبطولة دليل كما تحدثنا مرارا وتكرارا أن اللاعب اليمني مبدع وموهوب وقادر أن يكون مدرسة إبداعية، وضمن أفضل القوائم العالمية للمبدعين واللاعبين المتميزين.

لم أكن أتوقع أن اليمن ممكن أن يشارك في مثل هذه المسابقات الرياضية والأكاديميات المتخصصة التي تبني وتؤهل البراعم والنشء بطرق علمية في أكاديميات رياضية وعلى أيادي خبراء، وتفاجئت كغيري بوجود أكاديمية يمنية مشاركة في الملتقى الدولي للأكاديميات، لأن اليأس بصراحة متأصل ومتجذر في نفوسنا كيمنيين بأن لا تتحسن الرياضة اليمنية قبل أن يخطر على عقولنا وجود أكاديمية في نادي رياضي يمني، بسبب عدم اهتمام الدولة بالرياضة عموما ومشاركتنا الرياضية الخارجية فاشلة وقائمة على البركة وعلى قاعدة «ما بدا بدينا عليه».

أن تظهر أكاديمية النادي الأهلي بتعز بهذا المستوى ومنافسة براعمها بشرسة مع الفرق الأخرى في زمن الحرب وغياب كامل للرياضة والاهتمام الرياضي وتحقيق البطولة اعتقد أنه إنجاز كبير بكل المقاييس وأعتبره شخصيا نقطة البداية وحافز عملي وطبيعي لبقية الأندية الرياضية للبدء في إنشاء الأكاديميات الرياضية وتعيين الكشافين ومكتشفي المواهب الرياضية والمبدعين واستقطابهم والاهتمام بهم وتطوير مواهبهم الابداعية والرياضية ورفد الأندية المحلية والمنتخبات الوطنية وأيضا الأجنبية باللاعبين المتميزين والموهوبين، كما هو حاصل في كل أندية دول العالم، فاليمن مليئة بالمبدعين في كل المجالات.

الأكاديميات والمدارس الرياضية أصبحت ليست مجرد لتجميع لاعبين وأكتشاف موهوبين بل أصبح وجودها نوعا من أنواع الاستثمار الرياضي ورافدا اقتصاديا مهما للدولة والاقتصاد وللأندية، ولكنها ما تزال غائبة عن قواميس حكومة بلادنا والقائمين على الرياضة وحتى لدى قيادات ورؤساء الأندية والتجار المهتمين بالرياضة، ورغم أنهم يتصدرون رئاسة مجالس إدارات الأندية اليمنية..

أخيرا.. لتكون أكاديمية أهلي تعز، ومدرسة الموهوبين التي تبناها ويديرها المبدع وهداف اليمن التاريخي الكابتن علي النونو بداية ومنطلقا لانتشال الرياضة من واقعها المأساوي ومحطة أولى لاكتشاف الموهوبين باليمن وتكون الرياضة في المستقبل القريب أكثر تطوراً وألقا، لعبا، ونتيجة..

نتمنى أن تصل رسالتنا إلى المعنيين بالرياضة اليمنية.

حول الموقع

سام برس