بقلم/ احمد الشاوش
أشتغلت المطابخ السياسية قرعة وقالوا للموظف الغلبان إن مرتبات الشعب اليمني ستصرف بالقوة ، وان الصواريخ والمسيرات والانتصارات ستجبر دول العداون على الخضوع للامر الواقع ودفع المرتبات من البنك الاهلي السعودي بالدولار من اموال النفط المنهوبة ، فتمسك الغرقى بقشة الامل ، وتاه الموظف في تشعيبات ووهم صرف الراتب ونوايا انصار الله وطرح العديد من التساؤلات ، هل الصرف سيتم بالدولار لكل السنوات أم بالعملة المشططه والمرقعة والملحمة والمحنطة كاليمن الممزق.

شغل انصار الله وسائل الاعلام والمواقع الاخبارية والفيسبوك والواتس وتويتر على مدار الساعة وتحولوا الى مس وحولوا الموظف الى مهفوف فوق النت و"مُخيل على قصبي" ، بإن المرتبات في الطريق ، وطائرات المرتبات وصلت مطار صنعاء محملة بالدولارات ليكتشف الموظف اليمني التعيس حجم المعاناة والكذب والتضليل وعدم الشعور بالمسؤلية القانونية والاخلاقية والدينية ، وان الرواتب أصبحت لعبة بين نظام صنعاء وعدن.

لم تنجح اللعبة الاولى في علم الحيل وشيطنة الاعلام وسيناريو "توم وجيري"باسعاد الناس لحظة والضحك على الدقون أكثر من مرة ، حتى ان ولي الله محمد علي الحوثي غرد في تويتر بقوله "معاشاتنا تصرف من ثرواتنا المنهوبة" ، ففقدنا الامل ، لان الوضع الطبيعي ان تتحمل المسؤولية حكومة صنعاء بالصرف لموظفيها وليس على الموظف والمسؤول الكبير ان ينتظر ويتحدى أو يستجدي صرف الرواتب من التحالف وفي رواية دول العداون ، لان الحكومة مسؤولة امام الموظف وليس له علاقة بالسعودية وغيرها في صرف رواتبه .

واما تغريدة وفتوى حبر وزارة الخارجية حسين العزي فهي جنان الجنان بعد ان طلق الراتب بالثلاث طالما موازنته سابرة ونثرياته طيبة وسيارات واعتماد بترول ومرافقين وقس على ذلك كل المسؤولين ، ما ادى الى صدمة اليمنيين بتلك التغريدة المثيرة للجدل من شخص يفترض ان يكون أكثر سياسة ودبلوماسية !!؟

ولم تقف بعض مطابخ وقيادات انصار الله عند مقالب "غوار الطوشة"، بل وصل الامر الى فتوى بعض المداليز بتحريم وجبة الغداء بينما معظم اليمنيين لايجيدون قيمة وجبة واحدة تسد الرمق وتبقيهم على قيد الحياة بإستثناء المرتزقة والعملاء الذين دمروا الدولة والمؤسسات في الجاهلية والاسلام ما ادخل الناس في مرحلة جديدة من الصدمة وفقدان الثقة والامل في تحقيق العدالة.

والعجيب في الامر ان اولياء الله الصالحين من الانصار قالوا ان الحرب مطوله الى يوم القيامة والتحول الى ذرات في الهواء ، رابطين صرف المرتبات بتحرير عسير ونجران وجيزان وسقطره وحضرموت ومكة وابوظبي والقدس وواشنطن واقامة الصلاة في البيت الابيض مايدعو الى أكثر من علامة تعجب واستفهام.

والاغرب من ذلك ان الناس تطالب ليل الله مع نهاره بصرف الرواتب وتأن من الفقر والجوع والمرض ، بينما الجماعة تغوص في مناقب وتضحيات وعدالة الامام علي عليه السلام والحسن والحسين وال البيت والواقع ان المواطن لم يجد ترجمة حقيقة وانعكاس واقعي وتطبيق عملي لتلك القيم والشخصيات المثالية ماجعل الناس أكثر بُعداً ونفوراً وتصديقاً لحكام اللحظة .

وأغرب قصة حقيقية سمعتها ان احد المسؤولين من انصار الله".." الى جانب آخرين تضيف عند أحد التجار الكبار وجهز مائدة فيها كل مالذ وطاب من اللحوم والاسماك والعسل البلدي وما ان رأى المائدة الكبيرة حتى صرخ بصوت مرتفع مستنكراً ماهذه الوليمة..والله انها مثل مائدة "معاوووية.. المجاهدين في الثغور والجبهات بيأكلوا الحجار وانتم بهذا البذخ .. فقالوا له اجلس ياولي الله صلي على النبي ، فخلع الكوت وجلس الى جانب احد الزملاء ونزلت درجة الحرارة وبداء يفترس الكبش الحنيذ واسمع لك والاشتباك والهزورة للكبش الضحية والفتة والتحلية بالموز والعسل البلدي ناسياً معاوية وأبو وأم معاوية.

وما ان التفت المجاهد الكبير على الزميل الذي بجواره بيشاركة غزوة الكبش .. حتى قال له خفف ياولدي من اللحم "الكوليسترول " ضر عليك بينما المجاهد المضاد للكوليسترول نجف نص الكبش وثلث القارورة العسل!!؟.

والطريف في الامر ان موظفي الدولة وزوجاتهم واولادهم ما ان سمعوا عن خبر واشاعة صرف المرتبات حتى سارعوا الى أخذ الاقلام والاوراق والحاسبات لجمع كم سيستلم كل واحد من الملايين ناهيك عن تسجيل الديون وطلبات رمضان وملابس وجعالة العيد..

وكما يقول المثل اليمني الذي مايجي مع الحريوة مايجي مع امها" ، فالانصار الذين ورثوا الدولة بشحمها ولحمها والمؤسسات والجيش والامن والاسلحة والاتصالات والضرائب والجمارك والزكوات والاوقاف والعقارات والصيرفة والتجارة والتحكم في أسعار الغاز والبترول وغيرها يبدوا انه ليس في قاموسهم وشريعتهم على الاطلاق صرف مرتبات موظفي الدولة من جني تلك المليارات طرف البنك المركزي بصنعاء والبدرومات ، فلو كانوا يؤمنون بالدولة انها حقوق وواجبات وبالدستور والقانون لتحملوا المسؤولية وصرفوا حقوق الموظفين وقدموا الخدمات وكسبوا أصوات وقلوب الناس ، فليس من العدالة ان يستلم رئيس الجمهورية والحكومة ومجلس النواب والشورى ووزير الخارجية والاتصالات والاجهزة الامنية والوزراء وقواعد انصار الله مرتباتهم من الدولة في حين تُحرم على السواد الاعظم من موظفيها الاخرين.

أخيراً.. يكفي عبث وحرق أعصاب واستهتار وغرور وطغيان ولعب بمشاعر وحقوق الموظفين فالدولة حقوق وواجبات ومن أول المسؤوليات تحقيق العدالة وصرف الحقوق والمرتبات وتقديم الخدمات وسعة الصدر وتقبل الانتقاد وعمل المعالجات حتى لايقول الناس للحاكم كثر شاكوك وقل شاكروك ..

حول الموقع

سام برس