بقلم/ يحيى يحيى السريحي
نجحت الصين في تقريب وجهات النظر وإذابة الجليد بين الخصمين اللدودين السعودية التي تدعي تمثيلها للمذهب السني في العالم الاسلامي من جهة ، وايران التي تمثل المذهب الشيعي من جهة ثانية ، وكللت مساعي الصين بالتوقيع على اتفاق عودة المياه الى مجاريها بين الجانبين السعودي والايراني ، ونجاح الاتفاق بمثابة صفعة لأمريكا في المقام الاول ، ونجاح للدبلوماسية الصينية في المقام الثاني ، واتفاق الدولتان السعودية وايران على عودة العلاقات والتمثيل الدبلوماسي الى سابق عهدها قبيل القطيعة وفتح السفارات بعد شهرين من توقيع الاتفاق نصر دبلوماسي للتنين الصيني الذي استقطب الطرفان للمائدة الصينية لتحقيق ذلك النصر مع أن الدولتان يفترض انهما من الدول الاسلامية والأولى بدور المصالحة أن تقوم به الدول العربية أو الدول الاسلامية منفردة كانت تلك الدول أو مجتمعة ، أو حتى تحت مضلة منظمة التعاون الاسلامي أو جامعة الدول العربية !! ولكن للأسف الشديد أن شيئا من ذلك لم يحدث ونالت الصين شرف المحاولة .

وهو ما يؤكد أن التنين الصيني ليس فقط يمتلك الريادة والتفوق عالميا في الصناعة والتجارة والمجال العسكري والتكنولوجي ولكن ايضا تمتلك القدرة والكفاءة وعوامل النجاح في المجال الدبلوماسي والسياسي اذا ما رغبت في ذلك

والحقيقة التي لا تختلف عليها دولتان أن الصين تتمتع بسمعة طيبة في أوساط المجتمع الدولي ولم يعرف عنها النزعة الفوقية والاستعمارية التي تتميز بها بعض الدول الاوربية مثل بريطانيا وفرنسا وايطاليا والمانيا وقبل وبعد تلك الدول الولايات المتحدة الامريكية ، وبعد تجربة الوساطة السعودية الايرانية الناجحة أعلنت الصين رغبتها القيام بدور الوساطة بين روسيا واوكرانيا لوضع حد للحرب المستعرة بين الدولتان منذ عام وولجت في عامها الثاني وألقت هذه الحرب بضلالها سلبا على العالم اجمع ، ويتخوف العقلاء أن تتطور الحرب بين الدولتان من الحرب التقليدية الى الحرب النووية وهو ما يعني أن العالم بأسره سيدفع الثمن .

ويدرك كل ذي لب ان الحرب المتقدة منذ عام مضى وعام جديد قد أتى قد اشعلت أمريكا فتيله ، فأمريكا باتت أساس المصائب والحروب التي تشتعل في بعض دول العالم ، والجهود التي تسعى الصين لبذلها وايقاف فتيل الحرب سيمثل ليس فقط صفعة ثانية في وجه أمريكا وانما ستكون طعنة في الخاصرة الأمريكية .. فهل ستنجح الصين في مساعيها الخيره وتوقف الحرب الروسية الاوكرانية مع علمها أنها بذلك تقع في مواجهة الرغبة الامريكية الأوربية باستمرار الحرب واستنزاف روسيا ماديا وعسكريا ؟!

حول الموقع

سام برس