بقلم/ د. أسامة الغزالى حرب
هل قرأتم ما ذكرته «مجموعة الأزمات الدولية» مؤخرا عن تقديرها لاحتمالات تطور الأوضاع الحالية فى السودان؟ أذكركم أولا بأن تلك «المجموعة» هى منظمة دولية بحثية مهمة، غير حكومية، تأسست فى عام 1995 من شخصيات بارزة، سياسيين ودبلوماسيين سابقين وأساتذة جامعيين ....إلخ.

وهى تنشر منذ ذلك الوقت تقارير مهمة عن: (الإسلام، العنف والإصلاح، الطاقة، الإرهاب، نشر الديمقراطية ....إلخ من قضايا تشغل اهتمام العالم الغربى بالذات).

وقد درجت هذه المنظمة على متابعة الأحداث فى السودان بانتظام ...، فماذا قالت عما يجرى اليوم هناك؟ قالت إن السودان يتجه نحو حرب أهلية مدمرة، ما لم يتوقف فورا القتال الدائر بين الجيش والدعم السريع. ونصحت المنظمة الجهات السودانية الفاعلة، والجهات الخارجية، ممن تربطها علاقات مع عبدالفتاح البرهان، وحمدان دقلو «حميدتى»، بأن تطالبهما بوقف اطلاق النار.

وقالت إن القتال خلف مئات القتلى، وحاصر الآلاف، وتوقعت أن يكون عدد القتلى أكبر بكثير مما أعلن! ومع أن «مجموعة الأزمات الدولية» رجحت أن ينتصر الجيش على الدعم السريع فى الخرطوم، إلا انها ذكرت أن تلك النتيجة ليست مؤكدة بالضرورة. وأنه إذا استطاع الجيش تأمين الخرطوم، وانسحب حميدتى إلى دارفور، فمن الممكن – وفق تقدير المجموعة الدولية – أن تتبعها حرب أهلية.

هذا كلام خطير للغاية ومثير للقلق. وأضيف أنا هنا، من متابعتى الدقيقة للأحوال هناك، أن تفسير وفهم ما يجرى الآن من مواجهات بين قوات الجيش السودانى وميليشيات الدعم السريع، يعود إلى أنها – من الناحية العسكرية- مواجهة بين قوة نظامية تقليدية، أى الجيش السودانى، وبين قوة غير نظامية، أقرب فى قدراتها ومهاراتها إلى أساليب حرب العصابات، بما فى ذلك حرب عصابات المدن، وهى قوات الدعم السريع، وذلك استنتاج يتماشى ما ذكرته مجموعة الازمات الدولية!

نحن إذن – أيها السادة- إزاء احتمال مخيف، يتمثل فى نشوب حرب أهلية ضارية جنوب بلادنا، تستوجب بذل كل الجهود للحيلولة دون حدوثها، واستئصال أسبابها.

Osama 1947@gmail.com

نقلاً عن الاهرام

حول الموقع

سام برس