بقلم/م. يحيى القحطاني
على مدى عقود طويلة ، سواء في عهد الملكية أو في عهد الجمهورية، ووطننا اليمني مثله مثل البلدان المتخلفة، تنتشر فيه الأناشيد والزوامل والشعارات، التي تطبل للحاكم بأمرة حتى ولو كان ظالم وطاغي وفاسد ومع مرور الوقت، وتغيير اﻷنظمة من وقت إلى آخر، فقد ظل الشعب اليمني الفقير المسكين، من أكثر الشعوب التصاقاً بهذة الثقافة، بحيث صرنا ﻻ نجد الوطن والجمهورية والثورة والوحدة والنظام والقانون، سواء في اﻷناشيد والزوامل أو الشعارات، التي تصدح بها وسائل الإعلام المسموعة والمرئية، وتصم بها أذاننا ليل ونهار .

وكنا وﻻ زلنا، نستمع إلى ضجيج الزوامل واﻷناشيد، ةالشعارات، ونحس أن هذا الموضوع صار ميدان للتباري، بين الشعراء والفنانين والمذيعين والموسيقيين والمخرجين، بينما الرواتب مقطوعة علينا، والجوع والفقر والغﻻء الفاحش، يسحقنا جميعاً ليل ونهار، وما حدث من موت وجرح المئات من اليمنيين، بما فيهم مدرسين وموظفين مهنيين، في مدرسة معين بصنعاء، في آخر يوم من شهر رمضان، للحصول على مبلغ خمسة الف ريال مساعدة، من التاجرالكبوس إﻵ خيردليل على ذلك .

نظيف إلى عدم صرف المرتبات منذ سنين عديدة، تلك التعينات والوظائف الجديدة، والتي تتم في الداخل والخارج، لجماعاتهم وأقاربهم، وبنفس الوقت يقومون بإقصاء بقية اليمنيين المخالفين لهم من الوظيفة العامة، وهناك الشوارع والطرق اﻹسفلتية، الذي أصبحت كلها حفر ومطبات، التعليم في تدهور مستمر، والصحة أصبحت في خبر كان وأخواتها، حروب ونهب للمال العام، فساد وفاسدين في معظم المواقع، حتى الدين لم يسلم من التوظيف في هذا الاتجاه مثل قولهم "وجوب السمع و الطاعة لولي الأمر و إن كان ظالماً"، وغير ذلك من المقولات التي تدعوا، المواطن اليمني على الصبر، وتحمل الظلم ممن يظلمه من حكامه.

الوطن يا هؤلاء، ليس أنشودة ولحناً وزامل، أو شعاراً وخطاباً ومقولة، الوطن هو المكان، الذي يولد ويقيم فيه اﻹنسان، مع مجموعة من الناس، يربطه بهم التاريخ والحدود والجغرافية والمصالح المشتركة، وهو المكان الذي يجب أن يحس فيه المرء، بأن له حصة من خيراته وﻻ يشعر فيه بالتهميش أو الظلم، حتى يتولد داخله ذلك اﻻنتماء، الذي يمكنه من الدفاع عنه وبقناعة كاملة، والوطن هو أوسع من مجرد مكان، بل إرتباط وعﻻقة بين الجغرافياء والتاريخ، وهو الحضارة وإبداع اﻹنسان عبر القرون.

حب الوطن ياهؤﻻء، يجب أن يوفر لهم لقمة عيش كريمة، عدالة إجتماعية وحياة شريفة وكريمة، أمن وسﻻم واستقرار، نظام وقانون على الصغير والكبير، تأمينات إجتماعية ورعايات صحية للجميع، سكن وخدمات ترعى مصالح المجتمع في حاضره ومستقبله، دستورلا يفرق، بين الناس لا في المنطقة أو القبيلة، وﻻ في المذهب أو السﻻله، ديموقراطية وإنتخابات نزيهة، تحترم خيارات الجميع، تداول سلمي للسلطة، مالم يكن الوطن كذلك فﻻ يعدو عندئذ، عن كونه مجرد شوية تراب مخلوط بالنيس، تزرع فيه شجرة القات الملعونة، التي أستنزفت المياة الجوفية، وأهلكت اليمنيين ماليا وصحيا، والله من وراء القصد .

حول الموقع

سام برس