بقلم/ احمد الشاوش
فجأة وبدون مقدمات ، ما ظهر لي إلا وانا " عريس الغفلة " ، وسط ديوان كبير وجميع الضيوف من صنعاء وصعدة وحجة وعمران والجوف والحيمة .. الكل من حولي بيرقص وزامل يدق زامل ، وبرعة بعد برعة ، ومحجرة هنا ومحجرة هناك وهنية لك ياعريس ، وعريس الزين يتهنا ، وكأنني عايش في زمن ألف ليلة وليلة.

وعلى قول من ناسب السعيد يسعد ، اذا بأهل وضيوف العروس سيدتنا " صفية" بالشاصات والهيليوكسات والصوالين والاطقم أشكال وألوان .. وطلقات الترحيب والألعاب النارية ولعت الدنيا واضاءت سماء الحارة وحولتها الى نار وشرار وكأن الجميع في أحد مشاهد أفلام هوليود الامريكية ومسلسلات وبوليود الهندية .

عاقل الحارة مش داري أيش القصة يتصل بالرقم 199 الدنيا مقلوبة ياسيدي .. مشرف الحي أيش الخبر.. قسم الشرطة يدعمم .. الداخلية تفضل الصمت .. الحكومة تجتمع .. نبضات قلبي ترتفع.. الطابور الخامس يشتغل .. الجيران يا الله سترك ماقدبه .. النساء تتشاقر من خلف الطيقان و" عند بثينة الخبر اليقين" .

وفي حالة ذهول دخل القبائل واولياء الله ديوان الوطن ، وبدأت مراسم عقد الزواج بدولة الحب وانا مطنن ومبلوود .. كتيبة الاعفاط والخشب المسندة من انسابي تقول للفقيه قطبه كل شي سااااابر .. وعلى وزن صليت لك تقرب عقد لي الفقية على سيدتنا صفية ، وأبو الحريوه ماسك يدي مثل الشلك الأمريكي وكأنه ماكرهن حصل على مواطن وعريس فاضي وآخر حبه في الكرتون وانا مزقرع بالنسب الثقيل ومغادرة الفقر وطوابير الغاز والماء.

بدأت تعشيقات الايجاب والقبول في مجلس العقد ، الاب يقول زوجتك ابنتي صفية ، وانا أقووول قبلت ياسيدي وفي نيني عيني ، وخلال ثواني أسمع صوت عن يمني يقول لايفلت عليك ياسيدي الدنيا بوره ولابد من تحسين الصورة وآخر يقول ساااابر والفقية يقول بمهر وشرط قدره أثنين مليون ريال يمني ، وأبو الحريوه واخوالها لا والله مايتم العقد الا بالريال العربي " ، وانا أقول قبلت بسعر صرف اليوم ، والفقية يقول ومؤخر صداق عشره مليون ، وانا أقول ماهي ساااااابر ، والمبندقين يعشقوا البنادق ويردوا عليا احمد ربك با تفتتح لك أبواب الدنيا والله انو سااااابر ، المرتبات والغاز والخدمات في الطريق ، وانا أردد اتوماتيك من الفجيعة .. ساااابر وأقول في نفسي اللهم لا نسألك رد القضاء ولكن اللطف فيه.

وخلال دقائق وأنا مطنن وفي حالة ذهول ، تم مطايرة وزغف الزبيب واللوز في الجو واسمع لك والمعركة والاقتحامات والدلكمة واشتباكات نيران صديقة .. المهم انا في وادي والجماعة وكل واحد فاتح طرفه للراجع من الزبيب واللوز والجبايات والهبات والايرادات ، وآخر يلهط الهواء وثالث يلطش حق الذي بجانبه وملائكة السماء مطننة من الغاغة ورفلة أولياء الارض ، لنكتشف ان معركة الزبيب واللوز تغيب عنها ملائكة السماء وتحضرها شياطين الارض بسبب الجشع والطمع ولو كان أولياء الله بعقولهم والملائكة حاضرة لتم توزيع كل الزبيب واللوز والثروة والخدمات بعدالة ونظام بدل البهذلة والدلكمة أمام خلق الله .

المشهد الأول :

دخلت الحريوه الجديدة على صنجة عشرة مطربلة مثل السيارة الشاص وكما يقال الحب من النظرة الأولى ، جلست ست الصون والعفاف جنبي ـ وبصوت عالي عيار 12 /7 قالت لي" سيدي أحمد " كيف انتووو ، وانا قبيلي وزنجبيل بغباره التفت لا عندها متجمل ومش مصدق عيوني ان الحكومة مهتمة بي من اول نخس.. أيوووه ياروحي ..قالت لوتبسروا مانا خاوره ذلحين .. قلت ترررررته .. قالت يوووه ياعقي السكر مضر بالصحة.. والله اني خاوره بووووري ونخس تتن يرد الروح.

وفي تلك الساعة سرجين عيوني وطلعين شعر رأسي وقلت يالله والخرمة تستاهل ياصفي ويستاهل الشعب اليمني.. ومن اول ليلة حُب وغزل واجمل تعميره جهزت المداعة والبوري والقصبة والموقد والسود والتتن ومن اول يوم وأول نخس اقوم ألت واعجن واصلح لسيدتنا بوري على كيفك ، وبشراهة تشفط سيدتنا القصبة لوما عد قلب المداعة وتحرق الفراش واسمع لك والكيافه والخدارة والتفكير.. بوري ينطح بوري .. وبوري يسير وبوري يجي وقدنا مصروع بين ابسرها عشر نساء.. وماهي الا دقايق الا وأخوة الحريوة بيدقوا باب البيت .. صباحو عسل .. مبرووووك يانسب .. دام الله السرور .. وانا ساهر مثل الذبالة وأردد كل شيء سااابر .. وعلى طول قفزت مثل الصاعقة تستقبل أبوها واخوتها واخوالها ، والزغاريد والمحجرات من كل مكان ..

غادروا اهل الحريوة ورقدة الاموره ، وأول ما صحت من النوم قالت سيدي احمد ، امانة قربوا لنا الغداء والصيني القهوة .. ما البوررري حق امس قوة القوة يانظر عيوني .. هيا امانة عمروا لي البوري ياسيدي وعلى قول المثل اليمني الفأر يحب خناقه ، أقوم الت واعجن واصلح السود واندع بوري عالمي وأسمع لك والنفس ونخس يطلع ونخس ينزل وحيسي قهوة ينطح حيسي وقلص ينطح قلص ، وابتهاجاً ومباركة بالحريوة حضرت النساء و الشرايف والال الكرام الى البيت ، واسمع لك "سيدي احمد " يامنعه بيضو وشي .. أو بهو تحرجوني دوروا لنا مدايع .. وفي غمضة عين مريت على الحارة وتسلفت عشر مدايع واسمع لك ، تيه تقلي سيدي احمد بوري حممي ، والثانية بوري سرات ، والثالثة بالفراولة وأخرى بالتفاح ، وعلى طول تحولت الى مواطن مطيع وشغلت مخي وبرمجت المدايع الكترونياً ، مداعة سيدتنا حفيظة ومداعة الشريفة تقية .. مداعة لطيفه .. فاطمة .. وسيدي علي وسيد حسين وسيدي حمود والكرار والمرار ..

المشهد الثاني :

وخلال دقائق أعلن المجلس السياسي الأعلى حالة الاستنفار وغادر القصر الجمهوري باحثاً عن مقيل وتعميره ونسيو منذ ثمان سنوات مرتبات الموظفين والحقوق والوجبات والخدمات.

فجأة مهدي المشاط يشتي تعميره ومحمد علي الحوثي بيقل عندالله وعندك ياصفي أنقذني بوووري مستعجل ، وابومحفوظ ماتحتاج توصية ياولي الله ، والراعي بوري لحقه ياوليد وابن حبتور ياحبيب واحد بالتفاح والعليمي مقرطس بالفراولة ومعين عبدالملك حولي البوري الى الرياض ، عيدروس ماخلى لي حالي والبركاني صفررر البوري ياعم احمد وأعضاء مجلسي النواب والشورى يطالبوا بوري سرات وأعضاء مجلس الامن الدولي بيدورو خمس قصيب أبوعشرة هنش وتعميره جنان الجنان ، وامين الأمم المتحدة أقسم ما يرفع اليمن من البند السابع الا بالبوري حقه ، وحقوق الانسان بتردد أغنية " اعطيني البوري بسرعة .. ومنظمات الإغاثة تردد أرجوك محتاج الولعة والمجاهدين في هدنة دخلو صنعاء دورة مبلودين من العمارات والفلل والشركات التجارية التي بنيت في غمضت عين ،ومواصلة الطوابير للحصول على بوري ، والعبدلله بيشتغل مجاناً للخبره ولا معه فايدة .

المشهد الثالث :

السفير السعودي يحجز قصبة وبووووري خاص على البحر العربي والسفير الاماراتي حلف بالطلاق ما يكيف الا في ميناء عدن وجزيرة سقطره والسفير العماني مد له الحريزي قصبة في المهرة و السفير الإيراني بيشفط من قصبة واحدة مع السفير السعودي خبره عسل والقطري منتظر المنقذ اردغان والامريكي حلف مايشرب بوري الا جنب ابار نفط شبوة وقطاعات حضرموت والتخييم في باب المندب ، والبريطاني مكيف بطيبة نفس في الجنوب وعيدروس يتمذغ بوري الجنوب العربي المستقل ، وطارق ضارب كيافة عمياء في المخاء بيعرق من كل شعرة والعرادة بينخع القصبة ويشفط المداعة في مأرب لوما يسمعوا اهل الجوف وتركيا قرقارة الرصيد ، وكل واحد وحظة واحد يشفط نخس مداعة وواحد دولارات وآخر سعودي وثالت شركات وعقارات ورابع هواء وكل واحد وشطارته وشيطنته.

حتى توكل كرمان ، قالت انا فدالك وااااعم أحمد ، ثلاث قصيب سفري لاتخجلني حبيب البي عندي لميس ومهند وكل واحد يشتي بوري حنان طنان وانا بارسلك على الفيزا كارد ، وبسبب البوري والولعة قسم الجميع لوكندة اليمن السعيد ورفسوا البلاد والعباد والناس مقعيين.

وأهل العروسة وعاقل الحارة والجيران الكل فاضيين ، يشتو بوووري عمهم احمد ، واسمع لك والدوشة والارباك والطوارئ والعجز وعلى طول تم رصد موازنة مستعجلة وتحول البيت اليمني الى لوكندة وغرف وتوسعت الطاقة الإنتاجية للمدايع وعدد القصيب بعدد الموالعة وبقدرة قادر ومعجزة انبثقت من المدعة عشرة آلاف قصبة وكل قصبة بسرعة اثنين قيقا وثلاثة قيقا بحسب قوة المولعي ومهارته وشطارته وخبرته في اااااااااااالشفط واللطش ..

والعجيب ان دولة الحب من أعلى هرم السلطة وحتى النخاع أصبحت مثل الرجل المريض وكل مؤسسة خالية على عروشها والفساد ينخرها من كل جانب والمشاريع والمنجزات مدمرة والجبايات والمليارات تصب في الخزنات والبدرومات ودكاكين الصرافة والبيوت والبنوك معطلة والموظفين مدقدقين ومناصلين في غُرف الانعاش وعلى حافة الهاوية والمسؤولين بيقرقروا بخطاباتهم الاستهلاكية التي لاتسمن ولاتغني من جوع مثل مكينية السيارة الملصصة التي بحاجة الى اصلاح وتوضيب وسمكرة ودقدقة ونقوضه والعودة الى ما قبل النثرة..

وفي ثورة غضب وفقدان الحقوق والواجبات وانقطاع المرتبات ماظهر لي الا وزوجتي بتصيح الى اين انت ساير بدون بريك بعت السيارة السوناتا وبعت السيارة السنتافي وبعت ذهبي وطاحت مدخراتنا ، ولا غاز ولا ماء ولا زيت ولا دقيق .. إااانا انت موظف مع الدولة في صنعاء ولا عبد في اسرائيل .. ، وانا فزيت من النوم وقلت لها على بلاطة جننتيني في إسرائيل بيصرفوا المرتبات حتى للفلسطينيين أسألي الشعب المدبر والمطوبر وكم من شنب وقايد عسكري وشيخ وحزب وقبيله ورجل اعمال صامت وعاجز عن قول كلمة الحق؟.

أخيراً..

كانت الأنظمة الماركسية والاشتراكية رغم الحادها وبطشها تصرف مرتبات الموظفين وتوزع بطائق استلام المواد الغذائية يومياً من جمعيات الدولة مجاناً وكانت الأنظمة البعثية وغيرها تصرف أجور الموظفين والعمال حتى اليوم رغم الحرب الكونية على سوريا ، حتى طالبان أفغانستان تصرف مرتبات الموظفين والأنظمة الملكية تدلع شعوبها الا في اليمن وعلى وجه الخصوص عند أولياء الله في صنعاء الذين لا يريدوا ان يتحولوا الى دولة تلتزم بالحقوق والواجبات ويصرفوا مرتبات الموظفين رغم جباية المليارات ، طالما الموظف يشتغل بلوشي والعامل بالمجان ويتلذذ بمعاناته ويريد البعض ان يقنع الشعب ان يأكل خطابات ويشرب أدعية ويتجشى صلوات ويتقطرن دون أي التزام بالدستور والقانون أوأي وازع ديني أوضمير أخلاقي أو ذرة خجل.

ورغم ان الناس على أبواب عيد عرفة والمجتمع تم افقاره بالحروب والصراعات والهدن وسياسة التجويع والتسويات من تحت الطاولة والشاهد اليوم ان الحركة الاقتصادية صفر والتجار في حالة غليان والمواطن باينفجر والدولة عاملة اذن من طين واذن من عجين وانصار الله لم يعملوا حلول عادلة وعاجلة واستثنائية لصرف المرتبات حتى أصيب الناس باليأس وانعدام الثقة والكراهية واتساع الهوة والسمعة السيئة وعلى العقلاء والحكماء قياس ترمومتر غضب الرأي العام وسخطه العارم.. فهل من رجل رشيد؟.

حول الموقع

سام برس