بقلم/ يحيى يحيى السريحي
في أحايين كثيرة نعتقد أننا دون غيرنا على جادة الصواب وعلى فهم كامل لما يجري حولنا ، ربما غرورا بأنفسنا الأمارة بالسوء والغرور وليس كبرا والعياذ بالله ! وإن كان الشايع عند غالبية الناس في حالة الحنق والغضب من بعضهم البعض يوصفون غيرهم بالمتكبر أو المتكبرين ، وهذا لعمري جهل كبير لأن المتكبر هو الله فهو اسم من أسمائه.
ووصف الخلق بعضهم بما ليس حقا لهم أسما وصفه جهل مدقع ومقيت !! واذا كنت قد استهليت في مقدمة المقال باعتراف وقوع بعضنا في شرك التقدير الشخصي الخاطئ لبعض الامور فهذا أمر محمود وليس في ذلك شأن من الانتقاص للذات ، وما أريد أن أصل أليه أن من يعجز عن مواجهة نفسه والاعتراف بأخطائة غير مؤهل أن يتحمل المسئولية.

ومن لا يملك الحاضر لا يملك المستقبل بل هو أعجز أن يكون من بناة المستقبل أو يحمل مشروعا حقيقيا له ، فمن عجز أن يحافظ على الماضي ويعمل للحاضر فهو ما دون ذلك أعجز ؟! وحاضر اليمنيين اليوم أصبح أكثر قتامة من أي وقت مضى في كل الأزمنة الغابرة ، حاضر تحومه المؤامرات والدسائس من الداخل والخارج ، وخيانة وتخوين يتفنن بها ولها ميتي الضمير ومعدومي الدين والوطن ممن جعلوا كل همهم بقاء الوضع على ماهو عليه وعلى الشعب أن يموت كمدا وجوعا وفقر ومرض !! .

حاضرنا يسوده غمامة قاتمة لا ثقب واحد يلوح في الأفق يبعث على أمل الإنفراجة والخروج من عنق الزجاجة لثمان سنوات خلت وولوج سنوات قادمة لا يعلم الا الله وحده والراسخون في العلم عدد سنواتها القاتمة القادمة ؟! كيف للأنسان أن يتفوه بالمستقبل وحاضره ميت ، وشعبه ميت ، وكل ماله علاقة بالحياة ميت ؟! .

كيف لي أن أتجرأ بالحديث عن المستقبل وأنا عظام نخرة ، وليس في جسمي لحم تقويني أو جلد من لهيب الشمس والبرد يحميني ، وليس في رأسي علم أسترشد به يهديني ؟! الأكيد أن من عقدنا فيهم الأمل ليكونوا الخلاص بفتح الحاء والمخلصين بضم الميم كانوا هم المتخلصين  !! .

ان ما تتعرض له اليمن اليوم من مؤامرة وتقسيم المقسم وتجزئة المجزء هو أسوء من الحرب ولهيبها ، وأمل الشعب اليمني الذي خرت قواه ولم يعد قادر أن يجد عصا يتقوى بها على ضعفه وعجزه فضلا أن يهش بها على غنمه لأنه لم يعد يملك شيئ وبات يحتضر ويتلهف للقاء رب العالمين ليشكوا له ظلم الظالمين وأستكبار المستكبرين ، ويشكوا لخالقه أن عبيده من اليمنيين من وصفهم بأنهم أولوا قوة وبأس شديد صاروا بفعل فاعل أضعف خلق وأشدهم عوز وحاجة ، وأن اليمنيين أضحوا الأمة الوحيدة الأكثر تقدما الى الخلف والاسرع والاكثر هرولة الى المقابر ، والأكيد أن هذا هو المشروع الاستراتيجي الذي تم اعداده للولوج إلى المستقبل ، نعم سيدخل اليمنيون المستقبل بلا يمنيون ؟!!.

لم يعد الشعب اليمني بحاجة لمن يزايد على صبره وثباته ووطنيته في مقارعة العدوان ، ولم يعد بحاجة للمتشدقين للثناء والتمجيد على تضحياته ، كما لم يعد بحاجة للمتنطعين والمنظرين بقدر ماهو في أمس الحاجة لمن ينقذه من الفاقة المميته التي يعيشها اليوم وينقذ الوطن من طالبين الله من المرتزقة والخونة الذين ضيعوا البلاد والعباد ، وارتهنوا للعديد من الدول والبلاد ، ليمزقونا كل ممزق  لأجل مصالحهم الشخصية الدنيئة والحقيرة ، وحسبناهم شتى متفرقون مختلفون ، وهم جميعا علينا وعلى وطننا واحتلالنا وتجويعنا وتفريقنا وتمزيقنا متفقون !!

حول الموقع

سام برس