بقلم/الدكتور / علي احمد الديلمي
اليمن يقع فى موقع الصراع الجيوسياسى الدائر فى المنطقة بين القوى الإقليمية والدولية وخاصة بين إيران والولايات المتحدة وكثير من القوى الاقليمية والدولية التى تبحث عن مجالات نفوذ وتأثير جديدة .

هذا الواقع الجديد الذي تعيشه اليمن يشهد تعقيدات واحتقان سياسي مأزوم لدرجة ان بعض اليمنيين من يطالب الدول الاقليمية وبالذات السعودية والامارات التي ستظل الاكثر نفوذا وتأثيرا في مايجري في اليمن بحل كل الاشكاليات لحمايتهم من الانهيار ومنهم من لا يريد تواجد اي قوى اقليمية او دولية في أرض اليمن أيمانا بأن استمرار تدويل الصراع في اليمن سيؤدي الى مزيد من التعقيد وسيكون له اثار مدمرة على استقرار المنطقة .

ان التناقض الشديد بين وجهتى نظر كل من جماعة الحوثي (انصارا لله ) والحكومة الشرعية وحلفائها والجنوبيين بمختلف تكويناتهم لا ينبئ بإمكان التوصل إلى تفاهمات ممكنة ومرضية .

ان اختلاف رد فعل اليمنيين تجاه الحوار من اجل السلام لايزال محكوما بطبيعة الارتباطات الخارجية للمكونات السياسية اليمنية المختلفة بالاضافة الى مصالحها في مايتعلق بتقاسم السلطة والثروة والذي ادي الى انهيار الدولة والتى هي تعبير عن قضية وجودية كيانية بل هى قضية وطن صغرته و قزمته المكونات السياسية وعجزت تماما عن فهم وجوده وهويته ودوره وليس ثمة واحدة من تلك المكونات مهما ادعت عمق انتمائها إليه لم تنزع إلى خارج حدوده إما لاستجداء حماية وإما لاستجداء قوة وهكذا بدت كوارثنا من صنع اليمنيين وحلولها من صنع الإرادات الخارجية .

اصبح حلم اليمن ألأمن والمستقر الذي ينعم بالسلام مرتبط بطبيعة التفاهمات الاقليمية والدولية واليمنيين أرادتهم مسلوبة ينتظرون ما يقرره الاخرين لهم فاليمن تعاني انقساماً حادّاً والاطراف الرئيسية تعاني انقسامات متعددة ويجب الاعتراف أن بلادنا اليوم دولةٌ فاشلة وما من حكومة سياسية مقبولة لإصلاح هذا الوضع ويُعتبر موضوع توزان القوة العسكرية هو من يتحكم في مصير البلد وستظلّ المكونات السياسية غير قادرة على احداث اي تغيير لمنصب رئيس الوزارء او اي مناصب اخري كالوزراء والسفراء الفاشلين والذي عليهم قضايا فساد شغلت الراى العام .

يتطلع اليمنيون اليوم الى تشكيل حكومة قوية قادرة على توفير الامن والخدمات الاساسية لكنهم لم يجدوا الا جماعات مسلحة منشغلة بالنزاع على السلطة على حساب اليمن وهذا الوضع ادى الى وجود بيئة صديقة لتمدد وازدهار الجماعات المتطرفة وتعمل هذه الجماعات بشكل حثيث على تعزيز نفوذها على المستوى المحلي إنها ألغام لمستقبل اليمن ولا يمكن أن تضعف إلا في وجود دولة النظام والقانون .

سفير بوزارة الخارجية

حول الموقع

سام برس