سام برس
إليكم هذه الحكاية أولاً : في إحدى قاعات الفصول المدرسية بإحدى الدول، أرادت معلمة فاضلة أن تنظم مسابقات في المعرفة والمعلومات العامة بين طلابها الصغار في المرحلة الابتدائية العليا، بدأت الجلسة بأن قامت إحدى الطالبات بطرح سؤال على زملائها، حيث عرضت عليهم عبارة تحمل في طياتها معلومة خاطئة عليهم اكتشافها، إلا أن أمراً صادماً هو ما لفت انتباه المعلمة، عندما أشارت الطالبة لعلاقة زواج بينها وبين طالبة أخرى، نعم ، هكذا ببساطة!

حين استاءت المعلمة من طرح الموضوع، أصيبت بالذهول حين أبدى بقية الطلاب موافقتهم على الموضوع واصفين ما ذكرته زميلتهم بالسلوك العادي والشائع بين الطلاب! إلى هنا تنتهي الحكاية، لكن هل ستنتهي الكارثة؟ وكيف؟

هذه الحكاية لا تخص طلاباً أجانب، ولم تحدث في مدرسة تقع في شمال غرب أستراليا، وهي ليست من صنع الخيال، بل هي حادثة حقيقية حدثت بالفعل، وقد اعترف الطلاب الصغار بأن هذه الزيجات حصلت فعلاً بين فلان وفلان وفلانة وفلانة، وأن الأسر على علم بكل شيء!

في مشروع التربية يضع الأهل الحجر الأول في بناء شخصية وأخلاق وقيم وتوجهات الإنسان، لذلك فنوعية التربية التي يمارسونها مع أبنائهم، ومن ثم نمط المتابعة والتوجيه والإيمان بمنظومة القيم الاجتماعية التي ينطلقون منها، كل هذا يشكل الأرضية الأولى التي يتأسس عليها الطفل ومنها ينطلق للخارج، لذلك فالتربية الفاشلة والآباء المنفصلون عن واقعهم لن يقدموا لمجتمعاتهم إلا نماذج فاشلة بلا شك!

الحجر الثاني في تأسيس شخصية الإنسان يأتي من كل ما له علاقة بالمحتوى المقروء والمسموع والمشاهد الذي يتعرض له الصغار ليل نهار بعيداً عن رقابة الوالدين، عبر وسائل الإعلام الكاسحة وتحديداً المنصات الأجنبية والمؤثرين الذي يقودون سلوك وأفكار وخيارات الصغار والمراهقين أكثر من أي طرف آخر.

المنهاج التعليمي الذي يتلقاه الصغار ونوعية المعلمين وأنماط التعامل والتربية لها دور كبير وخطير كذلك، فتأثير منصة مثل نتفليكس على سبيل المثال مدمر جداً في الترويج للمثلية والمخدرات والعري والجريمة .. وإذن فما الحل؟

نقلاً عن البيان

حول الموقع

سام برس