بقلم/ يحيى يحيى السريحي
المجاهرة بعداوة الاسلام والمسلمين من قبل اليهود والنصارى وجدت منذ بزوغ فجر الاسلام ، وما حرق المصحف الشريف الا واحدة من تلك العداوة البغيضة للمسلمين.

وحرق نسخ من القرآن ليست الأولى ولن تكون الأخيرة فأول مرة حرق فيها نسخة من القرآن الكريم كانت في العام 1530 م وتكررت هذه الجريمة الدينية على المسلمين والدنيئة من النصارى بعد ذلك عدة مرات سيما اثناء الحروب الصليبية .

واستمرت عملية حرق القرآن بين الفينة والاخرى منذ القرن الخامس عشر وحتى اليوم ، في تحدي سافر لمشاعر المسلمين وقدسية الاسلام المتمثل في القرآن الكريم ، ويبقى السؤال إلى متى سيظل المسلمين في حالة الخنوع والعجز في الدفاع عن مقدساتهم الدينية والتشريعية بل وعن أرضهم وعرضهم وكرامتهم المسلوبة ؟! .

الاسلام دين كرامة وحق وعدل وعزة وليس العكس ، وحال المسلمين مع بعضهم البعض ومع دينهم حال يرثى له ويدعوا للحيرة !! مع أن المسلمين يرددون تلك المقولة نحن أمة أعزنا الله بالاسلام فمن يبتغي العزة بغير الاسلام أذله الله ، ومع ذلك يبقى ذلك مجرد كلام لا يتعدى شفاه المسلمين ، أما الحقيقة أن الهوان وحب الدنيا وموالاة اليهود والنصارى والخنوع لهم هو الواقع ، وهو السبب الرئيس الذي أوصل الأمة الاسلامية الى ماهي عليه اليوم من الضعف والشتات والاستصغار في عيون الاخرين ، أن أقدام غير المسلمين على احراق نسخ من القرآن بين الفينة والأخرى لن يوقفه التنديد والتصريحات الاعلامية التي تخرج من هنا أو هناك من بعض بلاد المسلمين بصفة رسمية أو دينية ، بل يوقفه تغيير حال المسلمين وخلع عن انفسهم ثوب حب الدنيا والجري وراء الملذات والشهوات والتقيد بتعاليم الاسلام وأدابه والسير على نهج القرآن كما أمر الله ورسوله هذا أولا ، وثانيا يجب على المسلمين في كل بقاع المعمورة أن يسعوا الى الاعتماد على ذاتهم في كل احتياجتهم المعيشية زراعية وصناعية وتكنولوجية وغيرها من متطلبات الحياة العصرية ، وأن يحرروا بلدانهم من الاحتلال السياسي لقراراتهم المصيرية ، وأراضيهم من الاحتلال الاجنبي الذي ينهب خيرات تلك الدول ويستعبد شعوبها كسوريا وليبيا والعراق وغيرها من الدول التي ترزح تحت الاحتلال بالوصاية أو بالوجود الاجنبي المباشر ، وعلى المسلمين أن يعلموا أن الله جل في علاه قد تعهد بحفظ القرآن الكريم قال تعالى :

" إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ " سورة الحجر أية (9) ، والله قادر أن يخسف الارض بمن تعدى على كتابه وتجرأ عليه أفرادا كانوا أو أمم ، ولكنه سبحانه وتعالى ينتظر ليرى ماذا سيعمل عبادة المسلمين ؟ بل وسيحاسبهم على ذلك التقصير يوم يقوم الناس لرب العالمين ، والحقيقة التي ربما يغفل عن فهمها الكثير أن حرق نسخ من القرآن الكريم ليس أفرادا من يقومون بها بل هو عمل منظم لمنظمات ودول ، والغاية عندهم من ذلك هو تحدي مباشر للاسلام والمسلمين وكأنهم يقولون لنا نحن نحرقكم كما نحرق قرآنكم فماذا أنتم فاعلون ؟!

حول الموقع

سام برس