بقلم/ عبدالحليم سيف
ثمة مثل غربي شهير مفاده: " إذا قالت لك أمك إنها تَحبكْ فعليك أن تتأكد من مصدر آخر...".(!).
طبعاً في المثل مبالغة كبيرة ومستفزة.. ولا يمكن أن يحدث ذلك حتى في الخيال؛ لكن هذا القول المأثور؛ لا يخلو من مغزى ودلالة؛ ففيه نصيحة مجانية؛ تنبهنا بالطريقة المثلى للتعامل مع طوفان الأخبار اليومية ؛ التي تبثها؛ وتنشرها الوسائل الإعلامية التقليدية منها.. والإليكترونية.. ومنصات التواصل الاجتماعي، ففي زمان الفوضى الإعلامية، لابد من التعامل بحذر مع مايصلك على مدار الساعة من أنباء ومقاطع صوتية ومرئية والرابط.. وماشابه؛ والتأكد من المواد الكاذبة من المصدوق منها.. والمزيفة من المفبركة..!!

فالمثل إياه ينصح المتلقي بضرورة التحري والتمحيص والتوثق من كل خبر يقرأه ..وكل صورة /مقطع مرئي يشاهده/ها ، أو مقاطع صوتية يسمعها... فعليه ألا يسلم بسهولة بصحة محتوى ما يصله من "مواد إعلامية" عبر "فيسبوك" ،"تويتر"، "يوتيوب"، و"تساب" ونحوها.. بل يشك في صحتها حتى ياتي العكس، على أن الطريقة الناجعة للتأكد من مصداقية ما يتلقاه المرء من أخبار أو مواد صحفية وإعلامية أن يتأمل" عنوان الخبر".. وإلى أي مدى يتطابق مع المحتوى .. وأن لا يلتفت إلى "الربط الكاذب للعنوان " في المواقع الاخبارية ، وان يلاحظ خلو الصياغة من الأخطاء اللغوية والطباعية.. وأن يتحرى أن الخبر يُٕسْندُ وقائعه إلى أكثر من مصدر مباشر ومعروف..- على الأقل مصدرين-..إلى ذلك مطلوب من المتلقي الإتصال بمن يثق به مثل" شاهد عَيَانْ"-وليس شاهد عَيّان- يتواجد في قلب الحدث؛ إذا كان خبرا.. وفي حالة أن يتعلق النباء بحادث جسيم يهم أمن المجتمع تقتضي الضرورة التواصل مع ثلاثة أشخاص ..مع اهمية التوثق من صحة المصدر المباشر..!!.

هذا ماتعلمناه في الصحافة خاصة إبان الحروب والأزمات والأحداث الخطيرة..حيث تكثر الشائعات وأساليب التضليل في إطار الحرب النفسية.. أو نشر البلبلة وعدم الطمأنينة في أوساط العامة.، والتأثير على الرأي العام..أو حرف أنظار الناس عن قضية تشغلهم!!.

وهذا ما نشاهده ونراه يوميا في عصر الإنترنت والسوشيال ميديا حيث باتت هذه الوساىل الحضارية تتلاعب بعقول البشر..وتقصفهم صباح مساء بقنابل التدليس وصواريخ الكذب..ورصاص الخداع .. وترسانة مقاطع الفيديوهات المدبلجة والصوتية التي تقلد أصوات زعماء وساسة او تحرف الترجمة من باب التوظيف السياسي..فهناك عشرات الأساليب لتزييف الأخبار..وغيرها من المواد الصحافية والإعلامية..!

وفي نهاية عجالتي هذه، ادعو الله أن يجنبكم شرور آفاة ألة الخداع الشامل ،التي تنقل الانباء والتقارير من مواقع الأحداث الساخنة؛ والحروب البشعة بطرق مشوهة وغير موضوعية ؛..وما اخبث تلكم الماكينة الجهنميةالفتاكة؛ بعقل الإنسان والتلاعب بعواطفه ومشاعره...هذه الأيام..(!!).

* من قديمه المتجدد الخميس 2020/5/13م

حول الموقع

سام برس