الدكتور / علي أحمد الديلمي
لا شك أننا أمام مرحلة جديدة ومناورات جديدة وحقبة مختلفة سوف تشهدها السعودية والامارات ومنطقة الخليج والجزيرة العربية لأن أي توتر في العلاقات الخليجية والإقليمية بشكل عام تكون له أثار مباشرة على كل دول المنطقة ومن بينها بلادنا والعالم لانه بالرغم من الترابط المعقد بين دول الخليج العربي الا انه لم يتم إحراز أي تقدم كبير فيما يتعلق بالتعاون والتكامل الإقليمي والاقتصادي وكانت هناك بعض الجهود على المستويات دون الإقليمية والإقليمية وعبر الإقليمية لإنشاء منطقة مستقرة وآمنة وصحية من الناحية الاجتماعية والاقتصادية ولكن لا يزال هناك طريق طويل امام دول الخليج بسبب اختلاف الاهداف والسياسات بين دول المنطقة

تعود جذور الأزمة في منطقة الخليج العربي جزئيًا إلى التركيز المفرط على الأمن العسكري في ضوء التوازن الجغرافي الاستراتيجي المتغير منذ الحرب العراقية الإيرانية وعملية عاصفة الصحراء كما ان احتمالات الحد من التسلح قاتمة تمامًا وبالنظر إلى حدة المعضلات الأمنية لدول مجلس التعاون الخليجي لا يوجد لدى أي دولة حافز طويل الأجل لتقليص مشترياتها من الأسلحة علاوة على ذلك فإن الدول الموردة لديها كل الحافز للحفاظ على موطئ قدم جيواستراتيجي ومالي في سوق الأسلحة المربح هذا على المدى الطويل ولا شك ان دول الخليج تعاني من سباق التسلح المكلف لكل دول المنطقة وبينما تقوم دول الخليج بعسكرة بنيتها التحتية فإنها تضحي باحتياجاتها من أجل التنمية المستدامة وتخلق ظروفًا لعدم الاستقرار والصراعات البينية التي يمكن للقوى الخارجية الاستفادة منها

وفي ضوء التوقعات المحتملة على الأصعدة السياسية والعسكرية والاقتصادية إقليميا ودوليا فانه ينتظر أن يشهد ميزان القوى في الخليج إعادة هيكلة جذرية
فحسب خبراء الإستراتيجية الدولية فان التحديات الأمنية الجديدة ستفرض تغييرات عميقة في الإقليم في ضوء ذلك سيتغير الدور العسكري لبعض القوى الصاعدة في العقد القادم وكذلك هيكل وطبيعة العلاقات الخليجية مع الحلفاء الإقليميين والدوليين

وبحسب ‏بلومبيرغ فإن الخلاف السعودي الإماراتي يهدد الجهود الأمريكية لإنهاء حرب اليمن
‏والخلاف العميق بشأن مصير اليمن يعرض للخطر آفاق السلام مع وجود مخاطر على القوى الخليجية الغنية بالنفط التي تقع في قلب هذا الصراع

‏وبحسب رؤية بعض الخبراء فإن الانقسامات حول الشكل الذي يجب أن يبدو عليه اليمن بعد الحرب تهدد الهدنة الهشة مع الحوثيين وتهدد بالتصعيد إلى جولة جديدة من إراقة الدماء بين الجماعات الوكيلة المدعومة من الإمارات العربية المتحدة من جهة والمملكة من جهة أخرى والمشاركة بشكل مباشر في الأحداث على الأرض وقد تصاعدت التوترات بين القوتين العربيتين الخليجيتين داخل وخارج ساحة المعركة اليمنية لسنوات بسبب الدعوات المتزايدة من قبل المدعومين من الإمارات لإقامة دولة منفصلة في الجنوب أثارت غضب الرياض التي تريد أن يبقى اليمن موحدا

‏وتشعر إدارة بايدن بالقلق من الخلاف وتخشى أن يؤدي إلى تقوية إيران وإفشال هدف رئيسي في السياسة الخارجية المتمثل في إنهاء الحرب المستمرة منذ ثماني سنوات والتي أودت بحياة ما يقرب من 400 ألف شخص وأصبحت مسؤولية سياسية للولايات المتحدة حسبما قال مسؤول غربي كبير يتواصل مباشرة مع اللاعبين الرئيسيين المحليين والإقليميين والدوليين في الصراع

الأسابيع المقبلة حاسمة حيث ان المملكة بداءت جوله جديدة من المحادثات مع قادة الحوثيين في سلطنة عمان لايمكن التكهن بما يمكن ان تكون نتائجها وتأثيرها على مستقبل السلام في اليمن

*سفير بوزارة الخارجية

حول الموقع

سام برس