بقلم/يحيى يحيى السريحي
قد يعجز اللسان في بعض المناسبات عن التعبير بمكنونات المشاعر والاحاسيس وغبطة النفس وابتهاج الروح في المناسبات السعيدة ، وهذا ما شعرت به وأنا أمعن وأتلذذ واستمتع بالعرض العسكري البشري لوحدات من قواتنا المسلحة والامن ومعهم منظومة الاسلحة المتطورة والمواكبة للعصر والحداثة من مدرعات وطائرات مسيرة وصواريخ باليستية ، وعودة الطائرات الحربية للخدمة ومشاركتها في الاستعراض العسكري الجوي بعد انقطاع لتسع سنوات خلت ، وكذا منظومة الرادارات الحديثة .

الحقيقة أن ما عرض من رمزية الاسلحة المختلفة هو مفخرة لكل الشعب اليمني الذي ظل صامد في وجه العدوان بكل أنفة وبسالة منقطعة النظير ، فقد كابد الشعب الأمرين والوقوف الى جانب قواته المسلحة لتحقيق غاية واحده ووحيده وهو النصر على الاعداء والمعتدين ، وقد كان له ما يريد بفضل الله ، ولا أخفي أن سعادتي قد تضاعفت أكثر وأثلح صدري تصريح قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي وتشخيصة للوضع الداخلي وأن حجم الاختلالات في مؤسسات الدولة بات يتطلب تغييرًا جذريًا يعيد للشعب الأمل والانتعاش في حياته المعيشية وقوله أن ذلك لن يتأتى إلا بتغيير حقيقي في السياسة الاقتصادية الحالية التي أنهكت كاهل المواطنين ، وأنه يجب على من سيتحملون عبء وأمانة المسئولية ودفة الحكم في المستقبل المنظور أن يعتمدون  على تنمية موارد الدولة لتنمية الإيرادات ، بدلًا عن الاعتماد على جباية المال المرهقة للمواطنين ، وكأني به يعلن عن حرب قادمة قد وجب خوضها ، حرب ضد الفساد والمفسدين .

حرب اصلاحات جذرية في مختلف مؤسسات الدولة اللازم تطعيمها بكفاءات وكوادر بشرية متعلمة ومؤهلة ومخلصة تخدم المواطنين والمصلحة العامة لا المصلحة الخاصة.

فالمرحلة القادمة معركة اقتصادية بامتياز معركة الغاية منها رفع مستوى معيشة المواطن اليمني وتعيد له كرامته التي انهكها الفقر وزاد عليها بعض المستغلين والانتهازيين والوصوليين الذين استغلوا حالة الحرب وانشغال القيادة العليا بالمعركة العسكرية والعدو الخارجي ليثروا على حساب المواطن ..

الاكيد أن الايام القادمة ستكون حبلى بالمفاجآت السارة التي انتظرها غالبية الشعب اليمني ، ولأمانة الكلمة أقول أن المواطن البسيط هو الذي كان يدفع كل فواتير المرحلة السابقة ويدعم جبهات القتال ويمول مختلف المناسبات الاحتفالية ، صحيح ان التجار بمختلف تجاراتهم ووكالاتهم ومراكزهم المالية ، واصحاب الشركات التجارية والمصانع والصرافين وشركات الادوية ، وحتى البساطين واصحاب العربيات المتنقلة.

صحيح أنهم كانوا يدفعون مبالغ مالية كبيرة كانت تطلب منهم ولكن الحقيقة أنهم كانوا يضيفون كل ما دفعوه اضعاف مضاعفة على تجارتهم وبضائعهم المختلفة ، فالتجار كانوا فقط يسلفون المواطنين ويدفعون عنهم مقدماليستعيضوا ما دفعوه عنوة بزيادة الاسعار في كل شيئ ، فالمواطن وحده هو من كان يدفع الجمارك والضرائب والزيادات التي تطرأ في اسعار الوقود والغاز والكهرباء ، والغذاء والدواء والكساء ، ويتحمل مشقة انعدام توفير الماء !!

وبتصريح قائد الثورة ببدء وتنفيذ اصلاحات اقتصادية ومؤسساتيه بما يخدم المواطن ويوفر له الخدمات المختلفة وبما يحفظ له كرامته والعيش الكريم كان له أثره الكبير في نفوس كل الشعب اليمني ، والاهم أن لا يكون التغيير والاصلاح المالي والاداري الذي ينتظره الشعب بفارغ الصبر تكون آخرته كما قال المثل اليمني "ديمه خلفول بابها".

حول الموقع

سام برس