بقلم/ محمود كامل الكومى
لم تكن النازية تتوخى الإبادة الجماعية للبعض دون البعض, طالما ان هناك وعد بالمقاومة, في مجابهتها تتجلى بكل الأساليب الوحشية وانعدام الإنسانية , لافرق بين دين المقاوم ولا جنسيته ولا لون بشرته.

فالمقام الذي يقع بين يدى النازي يشوى جسده قبل إعدامه, والبلاد المحتلة إن لم تنطو تحت جناح الصليب المعقوف , صار لأهلها فقأ العيون مع أنغام بلا شجون .

وقبل النازي , كانت الصهيونية تخطط لدولة عنصرية وتضمر ,كيف تُخَمِر لذلك. أوحت ل هنري كامبل بانرمان رئيس الوزراء الانجليزى فى 1905 ان يجمع بعض الدول الغربية في مؤتمر ليبحثوا موقع أمتنا العربية الفريد والغني والأستراتيجى والفاقد قدراته على اختيار قيادة صلاحه . وانتهوا الى أنه يجب أن يصنع جسم غريب يفصل المشرق العربي عن المغرب العربى.

هذا الجسم الغريب له ثلاث أهداف :
1-أن يفصل الشرق عن الغرب
2- ان يكون ولائه للغرب
3-أن يجعل المنطقة فى حالة لا توازن – حتى لا يتحقق للمنطقة الأستقرار الذي يولد النهضة – وهم يريدون أمة عربية لا تنهض ابدًا وهذا هو المهم .

استغلت الصهيونية الناشئة هذا المؤتمر,وقدمت نفسها كجسم غريب يحقق أهداف المؤتمر , وسوغت نفسها لتحقيق عدم استقرار المنطقة بتدريب كوادرها على الأجرام وأساليب العنف , ومن الناحية الأقتصادية صار النصب والاحتيال لنهب المال والثروات طريق الصهيونية لتحقيق الآمال فى وطن عنصرى يجمع كل يهود الشتات , فكان التوافق لتحقيق الجسم الغريب فى الوطن العربى , وصار وعد بلفور وزير خارجية بريطانيا باعتبار فلسطين وطن لليهود .

وليصير الوعد حقيقة كانت الحرب العالمية الثانية وجرائم هتلر التى اكتسبها من الصهاينة فصارت النازية وليدة الصهيونية , وكانت الأفران التى اخترعتها الصهيونية , صياغة سينمائية لما دار فى عقل عتاة الصهاينة , مدعين ان هتلر جمع اليهود , وقام بشوائهم فى أفران شديدة الانصهار , مما استدر عطف أوروبا ,وصار وعد بلفور حقيقة تخلي بمقتضاها الانتداب الإنجليزي عن فلسطين , لتعلن الدولة العبرية غصبها لأرضنا الفلسطينية , وتصير الجسم الغريب الذى يحقق عدم الاستقرار, لحظتها قام المستوطنون وعصابات الارجون والأشترن بتذبيح الفلسطينيين وتشريدهم وتهجيرهم خارج فلسطين وفى سبيل ذلك طبقوا كل أجرام النازي وطوروه على الفلسطينيين.

وصار عدم استقرار المنطقة العربية بحروب إسرائيل المستمرة على مصر وسورية والأردن ولبنان . ومازال المسلسل مستمر بعد قرن من الزمان, يشيطن المنطقة العربية ويخلق عدم الاستقرار ويصنع الدمار والفساد ,وعمالة الحكام فى كل مكان من أرضنا العربية , وإذا لاح فى الأفق زعيم عربى ( كجمال عبد الناصر) يرى أن الصراع مع إسرائيل صراع وجود , ثارت الحرب عليه من كل أرجاء الغرب الأمريكى , وأوكلت لإسرائيل زعزعة الأستقرار فى بلدة , ومن ورائها الغرب الأمريكى بأساطيله وقواعدة التى تحاصر عالمنا العربي حتى تفقد الشعوب العربية ثقتها فى من رفع رايتها النضالية, كي تستسلم لمخططات الصهيونية والإمبريالية عن طريق حكام مدبلجين صهيونيا يحكمون البلاد العربية.

والآن ومع تصاعد الثورة الفلسطينية وعملية طوفان الأقصى في غزة من أجل عودة الشعب الفلسطيني الى أرضه ,تُخرج - من علمت النازية الجرائم ضد الانسانية , وابادة الشعوب ونهب أرضها وثرواتها - قرون استشعارها وموارج نيرانها الشيطانية , بإصدار وزير الحرب الصهيوني تعليماته لإبادة شعبنا الفلسطيني فى غزة عن بكرة أبيه , ليصنع نكبة جديدة أملا فى تهجير أهل غزة الى الجنوب , وقضم أرض فلسطين الغزاوية , ليعيث فيها فسادًا قطعان المستوطنين.
ويستعيد نتنياهو أجرام السنين وتعاليم مرشدى النازي بوضع الفلسطينيين فى إفران من نار زمهرير , فصدرت الأوامر الى طائرات إسرائيل تقصف غزة وتقتل الأمنين أطفال وشيوخ ونساء , ويتعالى صراخ الرضيع حين تحال غزة الى آتون نار يقضى على الزرع والحجر ,ويبيد البشر وكل من انتفض يحاول أن يسقى شربة ماء لشهيد , أو ينقذ طفل صغير, ليؤكد حكام الكيان الإسرائيلي أنهم تفوقوا على النازية وصاروا أعداء الانسانية جمعاء , وسط صمت مريب من حكام العرب رغم انتفاضة الشعوب الغربية, التى صارت تدرك حقيقة الصهيونية النازية , وقوانين معادة السامية التى شرعت من أجل فناء الإنسانية .

والأمل معقود على شعب فلسطين الثائر ليخلص البشرية , من هذه الدولة العنصرية.

*كاتب ومحامى - مصرى

حول الموقع

سام برس