بقلم/ احمد الشاوش
اكدت أحداث غزة الدموية ومجازر الابادة الرهيبة والمذابح البشعة والدمار الممنهج وسياسة الارض المحروقة والتطهير العرقي الصادم الذي لم يفرق بين طفل وامرأة وشاب وشيخ ومريض وسجين ومجاهد على أرضه وعرضه ، ان امريكااا دولة نازية من الدرجة الاولى ، وان تاريخها الثقافي المتوحش وسجلها الاجرامي البشع في فلسطين وغزة الصامدة ماهو الا أمتداد تاريخي لثقافة القتل وسلسال الدم بدءاً بارتكاب مجازر الابادة ضد الهنود الحمر - ابناء امريكا الحقيقين وتهجيرهم في واحدة من أسواء جرائم التاريخ الانساني.

ولم يكتف نازيو الولايات المتحدة الامريكية وخريجي السجون ولصوص الاوطان وقطاع الطرق وناهبي ثروات الشعوب من الاوروبيين بأحتلال وقتل وطرد السكان الاصليين من الهنود الحمر والجلوس على جماجم الابرياء ، وانما وأصلوا ضرب مدينتي "هيروشيما" ، و" ناجازاكي" ، بعد ان شعروا بالهزيمة ، من قبل الجيش الياباني مخلفين دمار فظيع ومآسي انسانية وآلاف القتلى والجرحى والمعاقين جراء القصف النووي الذي ماتزال أثاره شاخصة حتى اليوم.

لم يكتف الجلاد الامريكي بتلك الجرائم ، بل واصل جبروته بآلة الدمار العسكرية وقنابل النابالم والقنابل الفوسفورية والمواد السامة وحرق الغابات في فيتنام بعد الحرب العالمية الثانية والتي خلفت آلاف الضحايا من خلال سياسة الارض المحروقة ، ومن دماء وجثث وتضحيات الشعب الفيتنامي جاء الانتصار والاستقلال على أكبر قوة باغية في الارض ، كما واصل مصاص الدماء الامريكي هوايته التدميرية في افغانستان والعراق وغيرها ثم عاد الى بلدة بعد ان مني بالخسائر الفادحة في صفوف جيشه وخسائره المادية وسمعته السيئة.

يتواصل مسلسل التآمر على شعوب العالم والسلام العالمي من قبل النازيين "البريطانيين " ، الذين عاثوا في الارض فساداً قتلاً وتشريداً وتهجيراً ونهباً للثروات في جنوب اليمن والهند وبعض دول الخليج ومصر ونيجيريا وشرق الاردن وغيرها من المستعمرات التي لاتغيب عنها الشمس ، وإعطاء وعد بلفور المشؤوم لليهود الذين لايملكون أرضاً في فلسطين في مؤامرة كبيرة على الوطن العربي ومنطقة الشرق الاوسط ، حيث لاتزال بعض دول الخليج تحت رحمة السفاح البريطاني والجلاد الامريكي.

ويواصل "الفرنسيون " ، أبشع أنواع الاحتلال والقتل والتدمير للجزائر والمغرب وتونس ومصر والسنغال وغيرها من الدول العربية وقبلها فيتنام التي جربت فيها كل انواع أسلحة الدمار والمذابح ومجاز الابادة والفرز الطائفي ومحارق الهلوكوست ، وما تدمير واحراق " ليبيا "، في العصر الحديث الا عنواناً لاسوأ مجرم في التاريخ يطلق عليه الثالوث الرهيب الى جانب بريطانيا وامريكا ضد القضية الفلسطينية والدول العربية والعدوان الثلاثي ضد مصر عام 1956م ، خير دليل على وحدة الهدف القذر والمصالح البشعة والنوايا الاجرامية ، كما ان حرب 1967م ماهي الا انعكاس لذلك التآمر الفظيع.

لقد زرعت "بريطانيا" ، في خاصرة الامة العربية والاسلامية "سرطان العصر" ، اللقيط الاسرائيلي في فلسطين ودعمته بالسلاح والمال وفوجت اليهود والمرتزقة والقتلة والمأجورين والشواذ من كل بقاع العالم ، وواصلت "امريكا" الدور الشنيع في دعم وتمويل وتسليح الكيان الصهيوني في محاربة أصحاب الارض ، كما لعبة " فرنسا " ، نفس الدور البشع في دعم الكيان الصهيوني بالغالي والنفيس ، وذهب " الاوربيون " ، الى اجادة نفس الدور القذر في فلسطين من خلال المساندة العسكرية والسياسية والدبلوماسية والمالية وفي المحافل الدولية واستخدام الفيتو وابطال أي قرار لصالح فلسطين والامة العربية والاسلامية دون أي شعور بالمسؤولية الاخلاقية والانسانية والقانوينة.

المشهد اليوم جلي وأكثر وضوحاً في مدى التآمر الدولي على فلسطين وقطاع غزة المقاوم بالذات ضد الارتهان وفي الطليعة المواقف الامريكية والبريطانية والفرنسية والالمانية التي تمارس جملة من الضغوط والتهديد والابتزاز واستنزاف الوطن العربي والعالم الاسلامي وما تهديدات الرئيس بايدن الا أنموذج للغطرسة والغرور والطغيان والفجور والتضليل والحقد الاعمى.

كما ان محاولة اختزال القضية الفلسطينية في وسائل الاعلام الدولية الموجهة ، في هذا الحزب او تلك الجماعة التحررية التي من حقها ان تدافع عن أرضها وشعبها وسماءها ودولتها ضد المحتل الاجنبي الا تدليساً للرأي العام وتزويراً للحقائق ، فمن يقف صامداً اليوم امام آلة الدمار الامريكية والاسرائيلية والبريطانية والفرنسية من كتائب القسام وغيرها من الفصائل الوطنية يدافع عن كرامة الشعب الفلسطيني ودولته وان اختلف البعض معه سياسياً ، لانهم رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر.

بعد مجازر الابادة التي يرتكبها الجيش الاسرائيلي والقوات الامريكية وبمساعدة ودعم بريطانيا وفرنسا والمانيا وبعض الدول الاوروبية الذين أتفقوا على عدم وقف الحرب في غزة لوقف حمام الدم والدمار واستخدام الفيتو في مجلس الامن ومنع وصول المياه والكهرباء والغذاء والمواد الطبية وضرب المستشفيات والمساجد والافران والمتاجر والمدارس ، وسياسة التنويم المغناطيسي لمنظمات الانسانية والحقوقية ، سقطت كل المبادئ والقيم الديمقراطية الزائفة التي صدرها تجار ومسعري الحروب.

أخيراً .. اليوم يتم تدمير غزة بصورة ممنهجة في اكبر محرقة وجريمة " هولوكوست " بتوافق دولي وفشل أممي وصمت عربي مع تشغيل نغمات الادانة والاستنكار وتحويل غزة الى أرض وجثث محروقة واطلال موحشة ودماء مسفوكة ، تحت انقاضها آلاف الاطفال والنساء والشباب في مشاهد تدمع العين وتفطر القلب وتذهل العقل ويشيب لها الرأس وتنهار لها الجبال والابدان بعد التطهير العرقي ، بينما نسمع من الدول العربية والعالم الاسلامي الذي تمتلئ سمائه بأعظم الطائرات النفاذة والقاذفات الهجومية والاسلحة المتطورة التي تصل الى تل ابيب ولكنها بقدرة قادر توجه الى بعض الاقطار العربية لاتفه الاسباب .

عشرات الالاف من الدبابات والمدرعات والبوارج الحربية والغواصات والجيوش التي تحولت الى أشبه بأسماك اااالزينة و تماثيل الشمع في متاحف باريس وواشنطن ومجرد دُمى اطفال والعاب اتاري لا تستطيع ان تقصف بصاروخ واحد او تطرد حتى سفير اسرائيلي وبريطاني وامريكي وفرنسي من اراضيها حُباً وطمعاً وشبقاً في كراسي المُلك التي تنقلب رأساً على عقب بأتصال تلفوني من البيت الابيض او صوت سرسري من حديقة هايدبارك أو رسالة sms لاحد صعاليك باريس ، أو شاذ من خمارة تل ابيب .

الشكر لكل دول المقاومة التي تقف جنباً الى جانب بكل الوسائل المتاحة والمشروعة والصادقة التي ماتزال عندها الغيرة والكرامة .. وأسفي على بعض دول المقاومة التي تحولت الى دول " للمقاولة " ، بالدم الفلسطيني والعربي.

وعتبي على بعض الدول العربية التي تورطت في التطبيع مع الكيان الاسرائيلي ، تحت مبرر الحماية من أعداء وهميين بينما سقطت اسرائيل بأجهزتها الامنية الضاربة وجيشها الذي لايقهر وسلاحها الفتاك وتحصيناتها الالكترونية المعقدة في طررررفة عين ، فهل يدرك الملوك والامراء والرؤساء العرب والدول المطبعة ان من عجز عن حماية نفسه من كتائب القسام وغيرها ، هل باستطاعته حماية مُلك وكراسي الاخرين؟.

shawish22@gmailcom

حول الموقع

سام برس