بقلم/ يحيى السريحي
الصورة النمطية المطبوعة في اذهان كثير من الناس سيما شعوب العالم العربي والاسلامي أن أمريكا بلد الديمقراطية والدولة المتفردة بالتداول السلمي للسلطة والبلد الاكثر احتراما ودفاعا عن الحقوق والحريات بدأت تتلاشى وتظهر الصورة الحقيقية للدولة الامريكية.
فأمريكا الواقعية مغايرة تماما لما تروجه لنفسها في وسائل الاعلام المختلفة ، وبات كثير من الناس يتسائلون من يحكم أمريكا ؟ فأمريكا التي لا نعرف تتحكم بها قوى إقتصادية عملاقة كاللوبي الصهيوني ، والٱيباك الذي تم تأسيسها في عهد إدارة الرئيس الأمريكي دوايت أيزنهاور، وتعتبر منظمة الأيباك منظمة صهيونية وهي اللجنة الصهيونية الأمريكية للشؤون العامة والتي تم تأسيسها في سنة 1953م ثم تم تغيير أسمها إلى ما هو معروف اليوم بالأيباك ، ومنظمة الأيباك أُقيمت بعد 3 سنوات من إقامة دولة الكيان الغاصب  من اجل تسويق مصالحه في العالم وبالتحديد في الولايات المتحدة ، إلا أن قوتها الحقيقية بدأت تتضح وتظهر في ثمانينات القرن الماضي ويعتبر البعض منظمة الأيباك منظمة يمينية أكثر من الأحزاب اليمينية في الكيان الصهيوني ، وهي من القوى الاقتصادية التي تتحكم في كافة أمور الدولة في أمريكا.

ولقد أظهرت الإنتخابات الأمريكية الأخيرة حقيقة كيف تدار الولايات المتحدة الأمريكية وان اختيار ونجاح جو بايدن لم يتم إلا بموافقة تلك المنظومة السرية التي تعمل بالخفاء ولا يشعر بها حتى الأمريكيين أنفسهم ، فالرؤساء الامريكيين سواء السابقين أو اللاحقين ليسوا سوى أدوات تنفيذية يتم من خلالهم تنفيذ السياسات الصهيونية أو ما يعرف بتوجهات منظومة الدولة العميقة
وأي خروج عن تنفيذ الاجندة من قبل أي دمية (رئيس) يتم الخلاص منه كترامب والذي ارتأت تلك المنظومة أخفاقه في تنفيذ الاجندة.
فسياسة الولايات المتحدة الامريكية القائمة على قهر الشعوب ونهب خيراتها لم تأت من شخص الرئيس الامريكي وانما من قبل القوى الخفية التي تتحكم بزمام الامور في امريكا والتجارب السابقة تدلل على ذلك وبخاصة في فيتنام عندما خرج العلم الأمريكى ملطخا بالدماء ولم تخرج أمريكا من ذلك المستنقع إلا بالضغط الشعبي الهائل بسبب خسائرها البشرية الهائلة ، ثم ان الولايات المتحدة الامريكية هي من زرعت الكيان الغاصب الصهيوني في المنطقة العربية وبتوافق أوروبى أكيد.

فاللوبي الصهيوني والٱيباك هم الذين يتحكمون في كل صغيرة وكبيرة في الإقتصاد والسياسة الأمريكية ، والمثير للسخرية أن حكام العرب يبذلون كل جهدهم لكسب عطف وود هذا الرئيس أو ذاك من رؤساء الولايات المتحدة في حين لا يجد رؤساء أمريكا من الاحترام والهيبة عند أعضاء الكونغرس مثلا ما يجدونه في التعامل مع الحكام العرب والمسلمين ! فأمريكا التي تحكم وتتحكم في كثير من دول العالم ليست سوى دولة فاقدة للأهلية وتحكمها وتتحكم بقراراتها منظمات غير حكومية وغير نظامية وهي أشبه بمنظمات وعصابات أرهابية صهيونية يملكون المال ويتحكمون بالقرار ، وما يحدث في غزة وفلسطين منذ تسعون يوم والدعم المالي والعسكري والغطاء السياسي الذي توفره أمريكا للصهاينة دليل كافي أن دولة أمريكا يحركها اللوبي الصهيوني ومنظمة الآيباك ، وليس صحيحا أن هناك حزبان سياسيان هما من يتداولون السلطة بالانتخابات الديمقراطية ويحكمون أمريكا بل هناك 536 حزب ، مئة منهم أعضاء مجلس الشيوخ، و435 هم أعضاء مجلس النواب وكل من هؤلاء هو حزب سياسي لوحده ، أمريكا التي لا نعرف دولة أرهابية تمارس البلطجة والارهاب المنظم على دول العالم تقودها منظمات صهيونية متطرفة من الداخل.

حول الموقع

سام برس