بقلم/ الدكتور /علي أحمد الديلمي
لقد زادت في الفترة الاخيرة التحليلات السياسية حول الحرب والسلام والمناطقية والعنصرية والقبلية والشمال والجنوب وغيرها من المسميات والاسقاطات السياسية التي تخدم كل طرف بطريقة بائسة بعيدة عن الواقع وغابت كل الافكار والرؤى حول الحل والمستقبل مما يؤكد حالة العجز والفشل الكامل في أطار العمل السياسي الوطني .

تبقي أهمية أحلال السلام والإسراع في الحل السياسي الشامل في اليمن مصلحة حيوية للسعودية واليمن لايمكن التأخر في العمل من أجلة لان الصراع الإقليمي والدولي يتم التخطيط لة بأن تكون اليمن هي الساحة الخصبة لهذا الصراع القادم في نفس الوقت الذي يجب علي كل الأطراف اليمنية في التفكير بشكل مختلف عن السابق لان العواقب ستكون وخيمة علي جميع الأطراف في ظل مستجدات الأوضاع وأختلاف وسائل الدعم والحماس في أستمرار هذة الحرب .

لا يمكن أن تستمر الحرب في اليمن إلي ما لانهاية ولا يمكن للمللكه العربيه السعودية أن تظل غارقه في اليمن دون أن تسعي الي أجراء تسويه مع أنصار الله في الشمال جنبا الي جنب مع التسويات التي تمت بين السعودية والمجلس الانتقالي وبما يتوافق مع أهدافها الاستراتيجيه في الحفاظ علي أمنها .

حققت الاتصالات بين كل من الرياض ومسقط من ناحية وصنعاء من ناحية أخرى تقدما ملموسا بغية التوصل إلى معالم محددة لخارطة طريق للسلام في اليمن تتوافق عليها الأطراف اليمنية تمهيداً للشروع في البحث عن حل سياسي سلمي مقبول وشامل ودائم للصراع اليمني وبلا شك ان المشاورات التى تمت بين الرياض وصنعاء ومسقط توحي بأن ترتيبات أمنية وعسكرية بين السعودية وصنعاء تم التوافق عليها وهي كما أعتقد تأسيس لمرحلة جديدة من العلاقات يكون انصار الله فيها جزء من مستقبل اليمن السياسي وتسعي السعودية من توقيع الأطراف اليمنية على خارطة السلام في مدينة مكة المكرمة في أوائل شهر يناير 2024 الي أجراء تسويه شاملة مع أنصار الله جنبا الي جنب مع ما يتوافق مع أهدافها الاستراتيجيه في اليمن وتستهدف الرياض الإبقاء على خفض التصعيد لتقليل مخاطر استمرار الحوثيين في الهجوم على منشآتها النفطية وأهدافها الحيوية ولكن أيضا إنهاء الحرب عموما والتوصل لترتيبات نهائية حول مستقبل اليمن .

نحن أمام مرحله من أهم المراحل في تاريخ اليمن وان عدم تعامل الأطراف اليمنية بمعطيات الواقع السياسي الذي يجري في اليمن ورغبة الأشقاء في المملكة العربية السعودية في السلام فإن البديل هو استمرار الصراعات والحروب التي ستنهك جميع الأطراف .
يظل السلام هدف كل الشجعان والخيرين بما يحقق الاستقرار والتعاون وفق رؤيا سياسية واضحة تحفظ كرامة وحقوق جميع الاطراف.

*سفير بوزارة الخارجية

حول الموقع

سام برس