بقلم / الدكتور / علي احمد الديلم
تلعب وسائل التواصل الاجتماعي تلعب دور مهم في أيصال المعلومات والرسائل الى قطاع كبير من الناس وبالذات في الدول التى تعاني من صراعات وحروب مختلفة

الكلام كثير والكثير لا يقراء لقد تغيرت حياتنا في كثير من الأشياء التي تعودنا عليها حيث كانت حياتنا عاديه وكان الوقت منظم عند معظم الناس وكانت العائلات تجتمع في أوقات مختلفه سواء في وجبات الأكل أوأثناء مشاهدة التلفزيون ومتابعة المسلسلات التي كان يتابعها كل أفراد العائلة والاستماع إلى نشرة الأخبار وكان معظم الناس يتزاورون بشكل دائم وكان كل شئ بسيط وعادي ولا تشعر أن هناك أي إكتئاب أوقلق أو أستعجال عند غالبية الناس ورغم بساطة كل شئ كان الناس على خلق ووئام ومحبة وعطاء جعل من كل شئ جميل وذو قيمه .

اليوم عصر السرعة في كل شئ أصبح الجميع في حالة شد عصبي واكتئاب سواء من الاحداث والمشاكل اليومية التى يعاني منها معظم الناس في بلادنا ولها أرتباط لا ينفك بأدوات الاتصال الرقميه حيث أصبح التلفون المحمول عنصر رئيسي في حياة معظم البشر حول العالم فالجميع لايستطيعون الاستغناء عن هواتفهم في أي لحظه و يعتمد غالبية الناس اليوم على وسائل الاتصال في معظم أمور الحياه من معرفة الأخبار الي التواصل مع الأسرة والأصدقاء وقضاء وقت الفراغ وتحويل الأموال وشراء الحاجات المختلفة من أكل وملابس وأثاث وغيرها .

صحيح أن هناك فوائد كبيره من عملية التطور الذي حدثت في وسائل التكنولوجيا الحديثة ووسائل التواصل الاجتماعي لكن في نفس الوقت هناك بعض الأضرار السلبيه والآثار الضارة التي أحدثتها على كثير من البشر مثل الاكتئاب و القلق حتى تجرد الناس من الشعور بالآخرين وأصبح الارتباط بوسائل التواصل الاجتماعي هوالبديل وظهرت علاقات اجتماعية جديدة عبر هذه الوسائل ولا يوجد في هذه الوسائل حدود معينة واستطاعت هذه الوسائل ان تقدم كثير من الناس سواء بشكل ايجابي او سلبي وكل ذلك يعتمد بشكل أساسي على نوعية المحتوى

ان مواقع التواصل الاجتماعي تؤثر على الناس بأشكال مختلفة وفقا لظروفهم وتعاملهم مع هذه الوسائل ونوع الشخصية التي يتعاملون بها في هذه الوسائل فالبعض يظهر بشخصيته الطبيعيه بكل سلبياتها وأيجابياتها والبعض يظهر بشخصيه مصطنعه أو بإسم مستعار لاتظهر واقع مايريد حتي أن الكثير يبتعد عن المشاركة خوفا من الحسد والبعض الاخر خوفا من الانتقاد والبعض يريد أن يستمتع بالضحك على غيره بإسم مستعار والبعض لا يعلم مايريد .

وكما هو الحال مع بقية مغريات العصر الحديث أصبحت وسائل التواصل مهمه للتأثير على الناس وجذبهم سواء في جوانب الدعايه والأعلان لبعض المنتجات أو بتحشيد الناس في بعض المواقف السياسية والنيل من الخصوم السياسين عن طريق إطلاق الشائعات وتشوية سمعة كثير من الناس لأسباب سياسية .

الخلاصة أن هناك أيجابيات كثيرة أستفاد منها البشر من وراء هذا التطور الهائل كما أن الاستخدام المفرط لوسائل التواصل الاجتماعي قد يكون سلبي ولا يُنصح به ويمكن أن يؤدي الي الإدمان الذي يؤثر على صحة الانسان وعمله ومجتمعه .

إن وسائل التواصل الاجتماعي جعلت الكثير من الناس يعيش في عالم خاص به قد يكون جزء كبير منه غير حقيقي لان كميه المعلومات التي تتدفق عبر وسائل التواصل جعلت الإدراك ببعض الأمور التي يحتاجها الانسان غير مستقره كما أن الاختيار من بين هذا الكم الهائل أصاب الكثير بالحيرة من حيث هل يستمر في التعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي أم في الابتعاد أو الاكتفاء بالمراقبة وعدم المشاركة .

أنا أقول أن الأكثرية أصبح مجبر على التعامل مع هذه الوسائل وإلا بمعايير الحياة اليوم من لا يتعامل مع هذه الوسائل يصبح وكأنه خارج زمان العصر فكل شئ اليوم أصبح مترابط بوسائل التواصل الاجتماعي ومن لا يصدق ذلك عليه أن يقفل هاتفه ثلاثه أيام فقط وينظر إلى أثار ذلك عليه ومن حوله وكيف سيتعامل مع وضعه الجديد

سفير بوزارة الخارجية

حول الموقع

سام برس