بقلم/ احمد الشاوش
يلعن أبو السياسة والنخاسة والنُخب والاحزاب والمذاهب والافكار والنظريات الهدامة والكراسي الهزازة والمناصب المغرية والاموال الحرام والقوى العابثة التي تتلاعب بعواطف وبطون وحقوق الناس وتسيء للبلاد والعباد.

عندما تفقد وظيفتك .. مرتبك .. مكافاتك.. مستحقاتك .. خدماتك .. علاواتك ترقياتك .. خبراتك .. مهاراتك ثقتك .. آمالك .. احلامك .. طموحاتك خدمة عمرك .. أو يتجمد وضعك وحياتك والدماء في عروقك كما في سيبريا.

حتى الضمان الاجتماعي الذي تستقطعه هيئة التقاعد شهرياً من عرقك ودمك ورواتبك ووقتك وسنوات عمرك لضعفك وفقرك وجوعك واطعام اسرتك من أموالك وشقاك مع بلوغ أحد الاجلين ونهاية الخدمة لن تحصل عليه بصورة شهرية منتظمة ، كما ان هناك جيش من الموظفين التي انتهت خدماتهم مع وقف التنفيذ لم تسوى أوضاعهم ، لذلك لن تجد موظفاً راضياً بالواقع المرير أوعاملاً صامتاً أو مواطناً مرتاحاً ومسالم لم يحصل على فرصته الطبيعية في الحصول على حقوقه القانونية أو أن يحصل خريج على وظيفة للالتحاق بسوق العمل وبناء نفسه وتكوين أسرة كريمة ، وانما سيكون امام بيئة مليئة بالسخط والتذمر والحقد والكراهية واللف والدوران والتربص والانحراف طالما الحكومة في وادي والشعب في وادي آخر والموظف والمواطن تحت خط الفقر بعد ان باع كل مايملك من أجل البقاء على قيد الحياة بسبب ظلم ذوي القربى الذي نأمل أن يعملوا مراجعة سريعة لكل التجاوزات والقضايا المصيرية التي ترتبط بحياة الموظف والمواطن من أجل أصلاح الخلل والدخول الى قلوب الناس ومحبتهم.

عندما تفقد زوجتك .. أولادك .. اسرتك.. اخوانك.. ارحامك ..جيرانك .. اصحابك.. أصدقائك بسبب البؤس والفقر والحرمان نتيجة بعض المغامرين والطامعين والولاءات المحلية والاقليمية والدولية والازمات القاتلة والصراعات من اجل الوصول الى السلطة.. كيف ستصبح حياة العقلاء والحكماء والاتقياء والشرفاء والبسطاء الذين قتلهم الفقر والجوع والعطش وذبحتهم الديون ونار الاسعار وطحنتهم كل القوى السياسية العابثة في الشمال والجنوب والشرق والغرب وحولتهم الى هيكل عظمي؟ ..

من الطبيعي أن تكون النتيجة بالنسبة لكل شريف أشبه بالجحيم في غياب تطبيق الدستور والقانون والاخلاق والتجرد من الضمير ، بينما لو توافرت الارادة الحرة والقناعة والعدالة لدى الحكام ووضعوا الرجل المناسب في المكان المناسب وطبقوا تلك المُثل والقيم السامية وتم العمل بالدستور والقوانين والقرآن الكريم " قولاً وعملاً " ، وفُتح باب التسامح والتعايش والتكافل والتراحم واعطاء كل ذي حق حقه وشعرنا بأن الوطن للجميع لم يبقى جائع وفقير أوشحات ومشرد أومعارض وحاقد أوناقم وانتهازي وساد الخير والرخاء والتفرغ للبناء والازدهار والسلام بدلاً من الصراعات وكلما صعدت أمة لعنت أختها.

فالدولة الرشيدة والحكومة العاقلة والعادلة والنُخب السياسية الشريفة هي التي تحرص على تأسيس قاعدة شعبية من خلال قياسات الرأي العام والوفاء بالحقوق والتسابق على تقديم الخدمات وابقاء جسور الود مع الشعب وتحقيق المطالب المشروعة لكي يلتف الشعب بكل أطيافه وتياراته والوانه حولها والعمل على حمايتها والحفاظ على الوطن من الازمات الداخلية والاجندات الخارجية المشبوهة.

أخيراً .. ما أحوجنا الى مخافة الله وتطبيق العدالة وازالة الظلم والشعور بالمسؤولية الاخلاقية والدينية وأحياء قيم التسامح والتعايش .. والعمل بالقرآن الكريم " قولاً وعملاً " ، بعيداً عن التأويل والتفصيل والتسييس ولغة المصالح..
"اعدلوا هو أقربُ للتقوى" سورة التغابن 16

حول الموقع

سام برس