بقلم/ عائشة سلطان
تختلف الرواية الجيدة عن الرواية الناجحة ، أو تلك التي تحتل مركز الصدارة، وتعرض في معظم واجهات المكتبات، ويقف القراء طوابير في معارض الكتب للحصول على توقيع كاتبها أو كاتبتها، هذه الرواية الناجحة جماهيرياً قد تكون رواية سيئة نقدياً، وبها الكثير من التجاوزات الأدبية والأخطاء اللغوية والبنائية، إلا أن كل ذلك لم يحُل دون وصفها بأكثر الروايات تفضيلاً لدى القراء في فترة زمنية محددة!

وهنا لا بد للصحفي الحاذق أو المهتم، كما لا بد للقارئ النبيه أن لا يقع في شراك ألعاب السوق وشركات الدعاية، وأن لا يغضب أو يستاء كثيراً على ما آلت إليه ذائقة الناس، فالأذواق مختلفة دائماً وستظل، ولا يفترض بسكان الأرض أن يحبوا جميعهم نفس الرواية أو يقرأوا نفس الأدب، فلولا اختلاف الأذواق (في كل شيء) لبارت السلع، لذلك لا بد من تتبع أمر في غاية الأهمية لمعرفة سر هذا التعارض بين كون الرواية ضعيفة أدبياً وبين كونها منتشرة جماهيرياً!

حيث إن البحث والتقصي حول نوعية القراء الذين يقبلون على نوعيات معينة من الكتب والروايات (التي قد يراها غيرهم ضعيفة أو هابطة أو سيئة أو.. ).

فهناك قراء صغار في السن، ومراهقون يبحثون عن أعمال محشوة بالإثارة الحسية، والرعب والخيال والجريمة والمغامرات العاطفية و.. إلخ، إن هؤلاء الشباب حديثو السن والتجربة في مجال القراءة يشكلون اليوم القوة الشرائية العظمى في المجتمع، لذلك فهم حين يعجبون بكاتب، مهما كانت تفاهة أعماله، فإنهم يقبلون عليه بدوافع عاطفية بحتة، لا يهمهم اللغة ولا التقنيات ولا المضمون والأفكار.. وهذه مرحلة عمرية ستنتهي حتماً إلى قراءات أكثر رشداً بلا شك إذا نجحنا في تحويلهم إلى قراء حقيقيين.

إن كثيراً من الروايات الرديئة التي أصبحت الأفضل مبيعاً أو (بيست سيلر)، وصلت لذلك بفضل نوعية وإقبال هؤلاء القراء المستلبين والمنجذبين للإثارة ولمشاهير السوشال ميديا الذين صاروا في السنوات الأخيرة مؤلفين ينافسون كبار الكتاب في قاعات معارض الكتب، ويستولون على معظم القراء الصغار، بكتب لا قيمة لها، فيقف الشباب طوابير طويلة لأجل التقاط صورة مع أي مشهور يحققون بها بضع لايكات على مواقع التواصل!

نقلاً عن البيان

حول الموقع

سام برس