بقلم/ محمود الكومى
لم تكن المومس الشمطاء فى تل أبيب تستكين ولا تعرف للاستكانة طعم يستساغ من جانب من تربوا على أن الصراع العربي الإسرائيلي صراع وجود.
فيما مذاقها يُسيل اللعاب لكل من ساروا فى ركاب كامب ديفيد ووادي عربة وأوسلو وأخيرا في الخليج حيث تبرير القتل للصهاينة وإدانة المقاومة هما السبيل لممارسة الرذيلة مع المومس الشمطاء أمام حائط المبكى الذى يدنس قدس الأقداس.
صار القلم عصيًا على الكتابة منذ 7 أكتوبر من العام المنصرم , ورغم ضراوة القتل والدم الذي جرى ويجرى لأطفال غزة ونسائها وشيوخها, والإبادة الجماعية -التى جسدتها صحيفة الدعوى التى أقامتها جنوب افريقية أمام محكمة العدل الدولية ضد اسرائيل – الا أن سكون القلم كان خجلا أمام انعدام الفعل الذى ساد يغلف جبن الشعوب العربية , وخوفها من هروات القوى الامنية لنُظمِها التى ما استحت وهي تغازل المومس الشمطاء العارية من اللباس تمارس الفجر والدعارة , وهى تقتل بدم بارد حتى جثث الشهداء.
كانت السادية تنضح من جوفهم الى عالم الواقع حين أنطلق ملوك ورؤساء العالمين العربى والإسلامى الى الرياض حتى يجهضوا أي دعم يقدم لأهلنا فى غزة , وكأن أنطلاقتهم الضوء الأخضر للإبادة الجماعية التى تمارس الآن على شعبنا في غزة , والإبادة أستراتيجية تأصلت من قبل النكبة 1948.

وتمضى الأيام تثقل على النفس تتعالق ذهنا وأحاسيس مع مناحي الحياة و مئات المجازر الوحشية - بحق الفلسطينيين - ارتكبتها عصابات صهيونية ضد الأطفال والنساء والشيوخ بدم بارد.. وجيش الاحتلال يكمل مؤامرة تشكيل مصير الإنسان الفلسطيني بإجباره على بيع أرضه , وفى حالة رفضه إجباره على الفرار.
زعماء (الهاجاناه) و(شتيرن) و(أرجون) و(بالماخ)يغيرون جلودهم إلى رجال دولة تتساقط من بين حنايا أصابع أيديهم دماء الأبرياء.
مئات الشهداء وآلاف الجرحى وملايين المشردين يدفعون ثمن المؤامرة الصهيو ـ بريطانية.. وثمن تشبثهم بالأرض ولا من مجير لشعبنا الفلسطيني , إنما الخيانة تجلت, فطويت صدورهم على مرارة عظيمة
صارت استراتيجية القتل والتدمير والتهجير تتأصل في النفس الصهيوني
وتعاليم الحاخامات.
كان الحاخام مائير , يهرتل بنصوص البنائين من المحفل الكبير بأورشليم , على مسامع أفواج المستوطنين الجدد التي تغدو وتروح , في قاعة المحفل , تنصت الى التلمود على لسانه :
- "التوراة والتلمود وأيدلوجية الصهيونية هم مرجعيتنا فى إرهاب الفلسطينيين وطردهم واستباحت دماءهم .
أجدادنا يهود العهد القديم هم من أرهبوا الكنعانيين وفرضوا الاستيطان في أرض الميعاد .
ما نقوم به من إسالة دماء الفلسطينيين هو إرضاء لشهوة الدم عند أجدادنا الأموات .
لابد أن نسير على الطريق ونطوره الى الابادة الجماعية للفلسطينيين ولابد أن نخطط لحروب قادمة ضد جيران إسرائيل لكي نُأَمِنْ ونُحقق إسرائيل الكبرى .
اغتصاب أرض الفلسطينيين واجب مقدس وطردهم وتطهير الأرض منهم بالإبادة الجماعية لابد أن يتحقق اِرضاءًا للرب وتنفيذا لتعاليم التلمود " .
يتابع مائير حث المستوطنين على قتل الفلسطينيين واغتصاب أرضهم وبيوتهم .
رافعا شعار
"ادفع دولارًا تقتل عربياً"
يستدعى الحيات تنفث السموم
- الإرهاب الذي يجب أن نقوم به ضد الفلسطينيين هو من أجل أرض الميعاد طبقا للتاريخ وتنفيذا لديانتنا التلمودية التي جاءت بها الحركة الصهيونية لتحويل فلسطين الى دولة يهودية
يستثير الكاهن نعرة المذهبية فى من يهبطون درجات المحفل
- نحن - أولاد صهيون – نتعالى ساميون .
الديانات الأخرى قامت على فكرة واحدة في التوحيد والسلام والتسامح بينما ديانتنا اليهودية لا تستكين وتثير همة اليهودي للكفاح من خلال العنف والقتل والتهجير
النصوص التوراتية تؤكد شواهد ها على التربية القوية والتي ترتكز على العنف , وجعل الخصم مرهوب على الدوام .

صار (أبراهام) قائد عصابة شتيرن والحاخام الأكبر كاهان
فى تعاون من أجل تحويل تنظير الإرهاب الي واقع على الأرض يسيل.
كادت عيون ( أبراهام) تغوص فى وجه الحاخام وهو يوجه الكلام
شطر مسامعه :
-- لم أر فى حياتي من يجعل الكلمة تحرك الشر وتدفع النفس
الي لقاء الشيطان - ليمسح على قلبه بالغل والحقد , ليأتيني صاغرا
يريد أن يبيد عرب فلسطين - مثل كلماتك أيها الحاخام , التي نقتعها في نار جهنم تحفز الشخص على القتل , ليصير القتل فى عالم الواقع لديه كقطعِ التفاح تمهيدًا لتذوقه.
- الدماء التي تسيل ممن يدنسون أرض الميعاد , هي نَخبُ
الانتصار,وهى أمل يستمد من بروتوكولات حكماء زعبوط .
لذا فمحاضراتي لشحذ الهمم والحث على القتل , إن لم تجد صداها
بفعل القتل , صارت كالعدم , وصارت أرض الميعاد فى خبر كان .
- لذلك وعلى أرض الواقع فأنا أُصَعِدْ من عنف عصابة (تشيرن) ودمويتها لتمارس أقذر أنواع الإرهاب من خلال التطهير العرقي، والتهجير ومصادرة أراضي الفلسطينيين لبناء المستوطنات ، وممارسة القتل والمجازر والإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني،و تشريد الملايين خارج فلسطين لاجئين , ونازحين داخل وطنهم كي يصيروا نازحين من الحياة.
رد الحاخام الأكبر , مؤكدا ما قاله أبراهام :
- الآن قد أحضروا لي زجاجات مليئة بدماء 250 فلسطيني من الأطفال والنساء تم إبادتهم فى (دير ياسين) سوف احتفظ بها لتكون بديلا عن الماء اللازم لعجين فطائر الاحتفال بعيد( كيبور) .
كان أبراهام قد تعلم في مدرسة النازية الهتلرية.
وصار يعكر صفوه بن غوريون حين يداعبه قائلا:
- لا أدرى كيف كل هذه الدموية الهتلرية التى تمارسها على الفلسطينيين من أجل دولة لليهود, وأنت تدين نازية هتلر ,التي صنعت الهولوكست
لليهود !
يضحك أبراهام مُصفَرًا, يتعالى فى الضحكات , مرددا :
-- أننا نأخذ من العدو إجرامه ودمويته لننفذ تعاليم التلمود الصهيونية
وبروتوكولات الحكماء من أجل أرض الميعاد
يرد بن غوريون
- لكن النازي هُزم
- لم يهزم يا فخامة الرئيس , طالما هناك نازيون جدد !
بادله بن جوريون الضحكات مسترسلا :
- هل قامت الدولة ووليتني لها رئيساً!
- كل شيء معد سلفاً يا رئيس الوزراء
انتشى الموعود رئيسا للوزراء , وأثنى على أبراهام
وأمر بعدها بتكوين جيش الدفاع الإسرائيلي , و غدا نواته عصابة أبراهام (شتيرن) وعصابة (أرجون ) الإرهابيتين .
وهاهى غزة تباد الآن تنفيذا لتعاليم النازيون الجدد يتابعون التكتيك نلو الآخر من أجل إسرائيل الكبرى .
ويسقط القلم من يدى الآن , وهو يستعصى علىَّ الآن لأننا وبعد كل هذه السنوات مازلنا نفاصل ونفاضل بين العدو الوجودى , والصديق , وأمام اعيننا اشلاء أطقال غزة وقد مارست عليها الصهيونية كل انواع التقتيل التى عجز عنها هتلر وموسولينى وكل سفاح .
الى غزة سار الآن الطفل من مغارته في بيت لحم وأمه مريم وجهان يبكيان لأجل من قتلوا وشردوا يحاولا وقف الإبادة الجماعية ,
لكن سقط العدل على المدائن العربية وشعوبها المستحية
وعلى النقيض ثارت الشعوب الحرة فى كل المدن الأوروبية والأمريكية , وشعوب وحكومات جنوب أفريقيا وفنزويلا وكوبا وكل الشعوب الحرة
لاتكل ولاتمل تحاول بكل السبل ردع النازيين الصهاينة عن ممارسة استراتيجيتهم فى الَأبادة الجماعية لشعبنا في غزة تمهيدا لإبادة الشعب الفلسطيني , وامتداد عدوانها الى دول الجوار فى مصر والأردن ولبنان
فيا شعبنا العربى هل نت فواق ؟
استحي من السكوت العار!>

*كاتب ومحامى – مصرى

حول الموقع

سام برس