سام برس
الفنانة التي عشقت فلسطين و اهتزت لمعاناة شعب غزة :
جميلة المرواني بين جمال طبرقة و مشاهد تونسية ... و نضال الشعب الفلسطيني...
شمس الدين العوني
من الطبيعي أن يتفاعل الفنان مع واقعه من خلال المعايشة و الرغبة في اضفاء ضروب الجمال و الفرح تجاهه كبعد من أبعاد وجوده و انتمائه و حياته ذلك أن التعبيرة الفنية تنبع من الأعماق و بصدق وفق نبض من الأحاسيس و من هنا كان الفن عموما مجال تقابل جمالي معنوي و انساني وجداني بين الفنان منتج المحصلة الابداعية و الواقع بما يزخر به من أمكنة و ناس و أحلام و بهاء..
هكذا كانت الفنانة التشكيلية جميلة المرواني في هذه التجربة من التفاعل حيث عبرت عن مشاعرها تجاه معاناة الشعب الفلطيني ليبرز ذلك في لوحاتها التي قدمت بعضها بمعرضها مؤخرا برواق القرماسي بالعاصمة ينضاف ذلك الى لوحاتها المتعددة و منها تلك التي تثمن فيها جمال المكان الأم طبرقة في تونس الجميلة و هي تراوح بين مواضيع شتى . الفنانة التشكيلية ابنة مدينة طبرقة و في معرضها هذا راحت تلون بالحلم و الأمل أعمالها الفنية مشيرة في لوحاتها الى عناصر الجمال في تونس و طبرقة و هذا لم يمنعها من سرديتها الفنية تجاه ما عانته غابات طبرقة ذات صيف من حرائق هددت المتساكنين ..
كما كانت على صلة فنية و وجدانية بما يحدث للفلسطينيين من خراب صهيوني لتبرز لوحاتها معبرة عن كل ذلك. معرض فني ضمن عنوان لافت هو " أمل " و ذلك بحضور عدد من الفنانين و أحباء الفنون الجميلة شهده رواق الفنون علي القرماسي بنهج شارل ديقول بالعاصمة و قد ضم عددا من أعمالها الفنية الجديدة الى أجانب لوحات عرضت سابقا و هو ما يندرج ضمن اشتغال الفنانة على المضي أكثر في تجربتها الفنية و تطوير أدوات عملها حيث كانت لها مشاركات و معارض منها الفردية و كذلك مساهماتها بلوحات ضمن المعارض الجماعية .في هذا المعرض تحضر فلسطين من خلال لوحة فنية بها المسجد الأقصى كاحالة على الصمود و النضال الفلسطيني بوجه الابادة و الخراب من قبل الكيان الصهيوني و عدوانه الجبان المتواصل لأكثر من مائة يوم ..
و غيرها من مشاهد و طبيعة جامدة و تراث و تقاليد و عادات و لوحة عن بانوراما تونسية يبرز بها القائد حنبعل و المناظر الجميلة لطبرقة التي نالتها حرائق الغابات في بعض جهاتها حيث الرسامة ابنة الجهة و هي ترمم بالفن ما تداعى مثمنة الطبيعة و جمالها في حيات الكائنات.. و غيرها من اللوحات المعبرة عن نظرة الفنانة جميلة تجاه ما تعيش ضمنه و ما يبقى بداخلها من انطباعات و ارتسامات كل ذلك شكل مناخات لمجمل الأعمال تبرز تعلق الفنانة جميلة ببيئتها و توقها الى الافصاح عن الأمل بما يحيل اليه من نظرات الفنانة الى الثراء الفني و الثقافي لتونس حيث العبارة التشكيلية هنا محض حلم و سفر لكشف العابر في الدواخل و المقيم في النفس و القادم الى القلب من مشهديات ملونة هي المحصلة لهذا الولع بالتلوين و اقتفاء أثر ما هو ساحر و جميل قد لا ينتبه اليه الآخرون و لكن الفنان هذا القناص الجيد يأخذ من الأشياء أصواتها و شؤونها و شجونها و يجعل لها في القماشة موضعا و موقعا يحلي مساحات النظر و التأمل و التأويل..
انها لعبة فاخرة هي تلك التي تعلي من شأن التفاعل مع العوالم بما تمنحه فكرة الرسم و اللون من ترجمان و تفاعل و تواصل تجاه الكامن في العناصر من أحوال و مشاهد ..في عملها الفني المتواصل تسعى جميلة الى بث الأمل و الفرح في الأحوال الحافة بالناس في شتى شؤونهم و شجونهم ضمن لعبة الفن الجميلة .

حول الموقع

سام برس