سام برس
الحفاظ على هذا المكسب الثقافي و تكريم مؤسسه فتحي بن عمر ليواصل مسيرة اشعاعه و نجاحه..
شمس الدين العوني
المهرجان الدولي للمسرح الجامعي بالمنستير تظاهرة دولية مخصوصة تهتم برافد من روافد المسرح و قد لعب المهرجان من قبل مديره المؤسس الأستاذ فتحي بن عمر دورا كبيرا في تحريك مجالات المسرح الجامعي من خلال دورات لسنوات جمعت فرقا عربية و من أوروبا و العالم فضلا عن الفرق التونسية التي جمعت شبابا مبدعا من الفضاءات الجامعية بأجزاءها المتعددة من البلاد التونسية حيث شهد المسرح الجامعي حيوية في التعاطي و الحضور..
و الأستاذ فتحي بن عمر في المجال الثقافي لأكثر من أربعة عقود فضلا عن مسؤولياته في ادارة مؤسسات ثقافية و جامعية باعتباره خريج المعهد العالي للتنشيط الثقافي ببئر الباي و قد بعث المهرجان وفق حوار و نقاش و أحلام عديدة مع الشباب الجامعي المتحفز و الحالم بالمسرح كلون جمالي و ابداعي ...فكانت ولادة المهرجان الذي تواصل لسنوات و آخر دوراته كانت سنة 2023 باشراف وزير التعليم العالي و الشؤون الثقافية بالنيابة و قد كرم الوزير بوكثير في اختتام هذه الدورة كمبادرة شخصية منه لنجاح الفعالة و بالنظر لما قدمه فتحي بن عمر للمسرح الجامعي تونسيا و عربيا و دوليا فهو خبير في هذا المجال من اعداد التظاهرة التي اشتهرت في الخارج و تم تكرين بن عمر خارج تونس بالمهرجان الدولي للمسرح الجامعي ..
فتحي بن عمر عرف بالجدية و الانسجام مع أجواء الشباب المشارك في المهرجان فهو لهم بمثابة الأخ و الولي و النصوح و المساعد في مجالات تشغلهم فصار المهرجانيون في علاقة انسانية و روحية مع فتحي بن عمر و المهرجان و هذا عائد لخبرات تميز بها سي فتحي بن عمر في تعاطيه الثقافي و الابداعي و الانساني مع الضيوف و المبدعين..
المهرجان توقف و ترك فراغا موحشا في الأوساط و عند رواد المهرجان التونسيين و العرب و تساءل البعض في تونس و خارجها لماذا التعاطي هكذا مع مهرجان عريق و عرف بتونس و بمسرحها و حرك نشاط المسرح الجامعي تونسيا و عربيا و دوليا و لماذا تناسي الرجل الذي قدم ما قدم لحعل المهرجان واقعا لعقود من الزمن وقد ضحى بالكثير من جهده و وقته حيث مرضت زوجته و توفيت رحمها الله و هو منشغل بالمهرجان و الاعداد له...يا للأسف فالأحرى تكريمه و تكليفه بالعمل على استمرارية المهرجان بنفس الروح و الحماس و رغم تقاعده فانه يحمل الفكرة في ذاته و يعيش بها و يمكن ذلك بتأسيس جمعية المهرجان التي تضمن المواصلة و المحافظة على واحد من أعرق و أهم مهرجانات تونس المسرحية ..لقد كانت الدورة الأخيرة سنة 2023 ذرة النجاح للمهرجان وفق احتفالية مسرحية متواصلة فيها العديد من العروض التي تبرز ما في المسرح الجامعي عربيا و دوليا من هواجس فكرية و جمالية فضلا عن روح التجريب الى جانب ما طرحته ندوة السينوغرافيا بمشاركة الضيوف العرب من الخبراء و المختصين في القطاع المسرحي من حيث الافادة من جملة الاضافات و المؤثرات الجمالية التي لا تخون المسرح و روحه كما قال المسرحي الراحل أنور الشعافي آنذاك حيث خشي عدد من المتدخلين على المسرح من مسألة الذكاء الاصطناعي باعتبار أن الفن المسرحي يبقى على انفتاحه دون ذوبان العناصر الأساسية للمسرح كفعل ابداعي وجداني انساني في غمرة الرقميات حيث الافادة منها مهمة على أساس ما تتيحه من اضافات و أبعاد جمالية للعمل المسرحي الذي ينبني على الممثل و الجمهور و مكان الآداء مثلما أشار الى ذلك أيضا المسرحي حافظ الجديدي و ما ورد في تدخلات الحضور خلال النقاش... مهرجان عريق عرف بانبعاثه و الحرص عليه من قبل الأستاذ فتحي بن عمر بمعية مجموعة من الناشطين المسرحيين في الفضاء الجامعي بالجهة حيث واصل المركز الثقافي الجامعي بالمنستير بدعم و اشراف من قبل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي وديوان الخدمات الجامعية فعاليات و انشطة المهرجان الدولي للمسرح الجامعي في دورته (19) ضمن عنوان لافت هو "مسرح الريادة" و بمشاركة 16 عرضا مسرحيا طلابيا من 13 دولة و تتنوع المشاركات لتكون سوريا ضيفة شرف الدورة الى جانب مشاركة و لأوّل مرّة من الصين..
دورة أخيرة بعد دورات تشهد باستمرار تنوعا وتميزا من حيث البرنامج و الاقبال و المضامين تستعيد منها و بها جانبا من فقرات متنوعة دأب عليها المهرجان الذي يتيح للفضاءات الجامعية في العالم ان تكون حاضرة بأعمالها و ابداعاتها المسرحية ...فعالية بخصوصبات و مضامين و أحلام شتى تتطلب المزيد من الرعاية و الدعم لجودة الفكرة و الشغوقين بها من المسرحيين الجامعيين التونسيين و العرب و الأجانب..و في مقدمتهم الطفل الجميل صاحب الفكرة و الموجوع بها الأستاذ فتحي بن عمر و الذي يرى المهتمون أنه آن الأوان لكي يكرم و يواصل المسيرة مع المهرجان العريق الذي لا نتمنى لتونس أن تفقده كقطب ثقافي مميز.

حول الموقع

سام برس