أحمد عبدالله الشاوش
مثلت المجزرة الارهابية التي راح ضحيتها 47 شهيد وأكثر من 75 جريح صدمة كبيرة للشعب اليمني ، الذي وقف صامداً رغم المؤامرة والتفخيخ والاحزمة الناسفة ، ومنتصب الهامة رغم القرار الرئاسي الجائر الذي أدخل الشعب اليمني في دوامة كبيرة لا أول ولاآخر لها ، قرار تكليف احمد عوض بن مبارك بتشكيل حكومة رغماً عن أنف الشعب كان أشبه بسرعة الصوت ،وتحت تزكية وضغط السفارة الامريكية بصنعاء،والذي أثار ضجة كبيرة في المجتمع اليمني ،سُمع دويهاالى أصقاع المعمورة، لمخالفته المعايير المتفق عليها، حتى خُيل الى الشعب أن اليمن أصبحت الولاية الامريكية رقم 51 ، وجاء خطاب رئيس جماعة " أنصار الله " عبدالملك الحوثي الرافض للقرار صراحة عبر قناة المسيرة نابعاً من أرادة الشعب الثائر وضمير الامة، ومترجماً لمشاعر وقلوب اليمنيين رغم أختلافهم في بعض الرؤى السياسيةوالفكريةالا ان كرامتهم لم ترضى بالواقع المرير،كما كان موقف المؤتمر الشعبي العام مشرفاً،غيرأن كلمة زعيم أنصار الله كانت بمثابة الوقود الدافع للجماهير الثائرة من كوادرأنصار الله ومؤيديهم والرافضين لتجاوزات الرئيس هادي والغطرسة الامريكية للخروج يوم الخميس 9أكتوبر 2014م في تظاهرة ومسيرات رافضة لقرار "الفتنة " الذي يقال أن مسودته كُتبت في السفارة الامريكية ، دون الاكتراث بالمعايير وأنتهاكاً لاتفاقية السلم والشراكة، وما أن تدفق الشعب الى ميدان التحرير بالعاصمة صنعاء للاحتفال بأعتذار احمد بن مبارك عن تشكيل الحكومة بعد الضغط الشعبي الشديدالذي لم يتم توقعة من قبل الرئاسة اليمنية والسفارة الامريكية.
ولهذاالفشل سارعت قوى الشر والطغيان وفرق الموت والارهاب الى محاولة الانتقام من جماهير الشعب اليمني الثائرة التي كانت السبب الرئيس في أسقاط القرار وأحباط التآمر الاقليمي والدولي بتفجير أرهابي هز العاصمة صنعاء تناثرت خلالة أشلاء الابرياء من الاطفال والشباب واسالت دمائهم الطاهرة في كل مكان ، معتقدين بأن هذا الحادث الارهابي من شأنه أن يروع الشعب ويثنية عن مساره الثوري الذي سيقتلع كل طاغية من جذورة.

لقد سبب القرار الارعن أكثر من علامة تعجب وأستفهام وفتح باباً للفتنةومثل حالة من الاحراج الكبير للرئيس هادي وأحراقاً لابن مبارك ،وأحتراقاً للسياسة الامريكية في اليمن التي تعاملت مع الطغاة ولم تتعلم من التاريخ السياسي بأن القيادات التابعة والعميلة مثل أي منتج لها تاريخ صلاحيةوأنتهاء ،وأنها تتحطم وتفر ، وتبقى الشعوب صامدةرغم كل التضحيات .

shawish22@gmail.com

حول الموقع

سام برس