بقلم / دعادل الشجاع
لقد وعدت الشعب اليمني بالغنى وزدته فقرا. وعدته بالسيادة ولم تزده إلا مهانة. وقف البعض ضدكم لمعرفتهم أنكم تتحركون بدافع الكراهية والحقد. لكن الكثير من أفراد الشعب وقفوا إلى جانبكم ليبعدوا هاجس الخوف ويزيلوا الحقد من صدوركم. لكنكم ضيعتم هذه الفرصة وقدمتم أنفسكم على أنكم تريدون معاقبة الشعب اليمني ولم تلتقطوا السلام الذي قدمه لكم.

لا أقصد أن أجرح مشاعر أحد

لو كان محمد عليه السلام وعلي بن أبي طالب والحسين ويزيد بيننا اليوم فكيف كانوا سيحكمون عليكم وأنتم تطلقون العنان للجانكم الثورية تنهب كل شيء حتى أصبحوا أثرياء على حساب جوع الملايين من اليمنيين. كيف تلتزمون بتعاليم محمد عليه السلام وعلي بن أبي طالب والحسين ويزيد ولجانكم الثورية تعتقل عشرات الآلاف من المواطنين وتضعهم في سجون وعائلاتهم لا تستطيع رؤيتهم ويتم إحتجازهم بدون أي تهمة. لم أستطع مطابقة خطف الأفراد واحتجازهم في سجون سرية مع أي من الأنظمة القضائية ولا أعلم بأن هذه الإجراءات مع أي من القيم تتطابق.

سؤالي أين حديثكم عن الكرامة والسيادة؟ لماذا تركتم لجانكم الثورية تنهب ما تبقى من أموال الشعب الذي هو بأمس الحاجة إليها. هل هذا التصرف يتلاءم مع قول علي بن ابي طالب: لو كان الفقر رجلا لقتلته؟

لقد قبل بكم الشعب بوصفكم مواطنين يمنيين ولم يقبلوا بكم كسادة كما تسوقون أنفسكم. فنحن في القرن الواحد والعشرين ولا يمكن أن نشتري سادة لنكون لهم عبيدا. فاليمني حينما عبد آلهة قبل أن يعرف الله عبد الشمس والقمر ولم يعبد الأصنام. لأنه يريد رأسه مرفوعا إلى السماء ويرفض أن ينحني إلى الأرض.

إن ما يجري كأنه تعبير عن لعبة تدار عبركم لتصفية الحسابات مع الجمهورية والديمقراطية. وهذا لن يكون في صالحكم. لأن الجمهورية والديمقراطية هما الضامنتان لوجودك وجماعتك. لذلك لابد من مداواة الجروح لكي نجعل التنمية هي سلاحنا الحقيقي في بناء المستقبل. عليك أن تسحب القرار من يد الجهاز الأمني الذي أصبح يقود البلاد بدافع الحقد والكراهية ويزج بالآلاف من الأطفال والشباب في معارك ليست معاركهم. لأن معركتهم الحقيقية هي مع الجهل والمرض. عليك أن تتجاوز كل أمراض العنصرية والطائفية والمذهبية وتعلن رسالة سلام لكل الأحزاب السياسية والفئات الاجتماعية. وتحترم خيارات الشعب اليمني من خلال المجلس السياسي. وتكلفة بالحوار مع السعودية ومع الأطراف اليمنية التي تقاتل إلى جانبها بما يكفل السلم والأمن والاستقرار لهذا الشعب الذي دفع ما لم يدفعه شعب آخر.

أخيرا: لكي يكون التاريخ في صفك مر قيادات اللجان الثورية التي تعرفها بأن ترجع الأموال التي نهبتها والتي ستنفق على مواجهة الفقر ومكافحة الأمراض وستوفر فرص عمل للشباب الذين حولتهم اللجان الثورية إلى حطب لمعاركهم بدلا من أن يكونوا بذرة للسلام.

والسؤال الأخير: هل أنتم راضون عن هذا الوضع القائم في اليمن حاليا. فقد مات علي بن ابي طالب وسيفه مرهون. وأقل واحد من مشرفيكم يمتلك الملايين. كونوا مع الاستقرار في بلدكم ولا تكونوا مع الحرب والخراب.
*نقلا من صفحة الكاتب بالفيسبوك

حول الموقع

سام برس