بقلم /علي محمد البيضاني
*يعلم الجميع أن المؤتمر الشعبي العام هو الحزب الأول في اليمن .. حزب عريق وأصيل ويمني 100 في المائة ، أي هو الحزب الوطني الذي ليس له إمتدادات خارجية .. كما أن تأسيسه وإنشائه كان من أجل ضرورة ومصلحة وطنية بحتة .. وهو إلى اليوم حزب الأغلبية المطلقة على الساحة المحلية .. ويتمتع بفكر ونهج وسطي معتدل يقبل الرأي ويستوعب الآخر ولا يسمح بالإقصاء والتهميش أو التطرف والإلغاء .

وخلال العقود الماضية منذ تأسيسه سنة 82م ، مضى هذا الحزب متفرداً بفكره المعتدل ونهجه (الميثاق الوطني ) الذي حمل أهدافاً عظيمة صوب بناء اليمن أرضاً وإنساناً ..

فكان هو صاحب المشاريع العظيمة والمنجزات العملاقة التي تحققت على إمتداد ربوع وطننا الحبيب طوال السنوات الماضية ، ولا يذكر لأي حزب آخر غيره حتى مجرد تقديم فكرة أي مشروع سياسي أو ثقافي أو تنموي أو خدمي ..الخ، منذ إعلان التعددية السياسية سواءً بعد إعادة تحقيق الوحدة الوطنية المباركة في 1990م ، أو في ظل أي ائتلاف ثنائي بينه وبين غيره من الأحزاب السياسية الفاعلة وفي مقدمتها حزبي الإصلاح والاشتراكي..

فهذه الأحزاب مجتمعة أو كل منها على حدة أو غيرها لم تقدم شيئاً تذكر به على مستوى الوطني أو السياسي والشعبي وتحقيق المصلحة العامة عموماً ، عدا ماسعت به في مختلف المراحل والمنعطفات التاريخية وحتى المحطات الانتخابية والعملية الديمقراطية برمتها التي وظفتها مثلما وظفت قضايا الوطن ومواطنيه في سبيل تحقيق مكاسب سياسية ومصالح حزبية ضيقة وأنانية لصالح أحزابها وقيادات بعينها على حساب المصلحة العامة .. وكانت كل محطة تاريخية أو انتخابية ليس بالنسبة لها أكثر من ( فرصة ) للمساومة والمحاصصة والتقاسم .. حتى ولو إستدعى الأمر إفتعال أزمات وإضافة أعباء ومشاكل أخرى إلى جانب الأزمات والمشاكل المتراكمة والتي جرى ويجري ترحيلها عاماً بعد عام ، وصولاً إلى الأزمة السياسية الراهنة والتي أوصلت البلاد والعباد إلى حافية الانهيار والهاوية وإستدعاء العدوان الخارجي على الوطن وأبنائه .. والذي عمل – ولايزال – منذ أكثر من عام وتسعة أشهر تقريباً على تدمير مقدرات ومكتسبات الوطن واستهداف وقتل أبنائه من المدنيين الأبرياء وفي مقدمتهم الأطفال والنساء والشيوخ ..

كل هذا حدث ويحدث .. وهناك –للأسف – من لايزال يطل علينا ليتحدث بوقاحة وصفاقة لا نظير لها .. ولم يسبقه إليها أحد من العالمين من قبل ، محاولاً الانتقاص من حزب المؤتمر صاحب القاعدة الجماهيرية العريضة ، والانجازات والمشاريع العملاقة المحققة لليمن أرضاً وإنسانا..

كما يحاول بعض الأشخاص – لا يستحق ذكر اسمه – من سمعة كوادر المؤتمر الوطنية المخلصة ، التي عملت ولا تزال تعمل بصمت وبأخلاق رفيعة عالية ، لا تنتظر جزاءً أو شكوراً من أحد ، فكل همها الوطن وتحقيق المصلحة العليا والعامة لمواطنيه دون استثناء لأحد .. تضع نصب عينها اليمن واليمنيين بشكل عام ، دون تمييز لشخص أو حزب أو فئة أو جماعة أو طائفة من أي شكل أو نوع ..

فالوطن يتسع للجميع وهو مظلة الجميع ، وحبه والانتماء إليه والدفاع عنه ، أسمى وأبلغ وأرقى من خدمة أشخاص بعينهم أو فئات بذاتها ..لأن الوطن باقٍ والأشخاص زائلون لا محالة .. وإذا بحزب المؤتمر – وفقاً لقاعدة من يعمل يخطئ - قد تسبب في أخطاء ومشاكل خلال مسيرة عطائه المتميزة بكل المقاييس ، فإن للأحزاب الأخرى وبقية المتحزبين مشاكل أكبر وأخطاء لا تغتفر .. خصوصاً وأن تلك الأحزاب ومتحزبيها لم يظهر منهم طيلة السنوات الماضية سوى افتعال الأزمات وتصيد الأخطاء وإجادتهم فقط للمكايدات الحزبية والمناكفات السياسية ، والتي لم يجنِ منها الوطن سوى الدمار والخراب .. وليس أدل على ذلك مما نعيشه اليوم من أزمة سياسية خانقة وعدوان غاشم وحصار جائر ..لم يشهد له التاريخ القديم والحديث والمعاصر مثيلاً على الإطلاق ..
*رئيس تحريرصحيفة الأنصار-المستقلة

حول الموقع

سام برس