بقلم / عامر محمد الضبياني
بالرغم من أن ابو جهل كان كافرا وعدوا لله ورسوله الا انه سجل له التاريخ موقفا اعتبره مشرفا لو قارناه اليوم بما يقوم به أقزام الخليج واخص بالذكر حكام الرياض بحق أبناء اليمن وأطفاله، حيث قيل انه لما كان ابو جهل يحرض على قتل محمد صلى الله عليه وسلم بشدة اجتمعت له قريش وقالت يا ابا جهل : ها هو محمد في داره فاهجم عليه واقتله؛ فقال ابو جهل : لا والله ما كان ذلك، او تسبني العرب وتقول انتهكت حرمة محمد وافزعت بناته، فأمر بتجهيز عددا من الفرسان ليتنظروا خروج النبي (ص) من داره ويقتلوه، وخاب مرادهم بفضل الله وباؤوا بغضب منه في الدنيا وفي الآخرة وانتصر الحق بهجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم الى المدينة في ذات الليلة وزهق الباطل ان الباطل كان زهوقا..

ومن المواقف الغريبة ايضا والعجيبة ان أبرهة الحبشي لما جهز جيشه لهدم الكعبة أرسل الى أهالي صنعاء من يأتيه بدليل للجيش الى مكه مقابل مبلغ كبير من المال فرفض كل اليمنيين ذلك العرض وأبوو رغم تهديداته واغراءته في ذات الوقت، حتى وصل به الأمر الى مراسلة اهالي الحجاز والطائف فارسلوا له رجل من ثقيف يدعى ابو رغال، فسار مع الجيش يدلهم على الطريق الى مكه وما أن وصلوا الى قرب الكعبة هربت قريش الى أعالي الجبال ورفضت القتال او حتى المحاولة لصدهم او الحوار معهم لمنع هدم الكعبة لحتى ان جد النبي عبدالمطلب بن هاشم لما صرح له أبرهة بهدم الكعبة قال له بالحرف الواحد "انا رب ابلي وللكعبة رب يحميها" ومات ابو رغال وهلك جيش ذلك الحبشي اللئيم..

فلم تتخلى إعراب الجزيرة عن مهمة الدفاع عن الكعبة  بل كان منهم الدليل ايضا حيث كان ولازال أبو رغال شخصية عربية توصف بأنها رمز الخيانة، حتى كان ينعت كل خائن عربي بأبو رغال.. وكان للعرب قبل الإسلام شعيرة تتمثل في رجم قبر أبو رغال بعد الحج بل ويتبولون عليه وظلت هذه الشعيرة قائمة حتى ظهور الإسلام. فما كان الأحباش يعرفون مكان الكعبة وكلما جاؤوا بدليل من العرب ليدلهم على طريقها يرفض مهما عرضوا عليه من مال، ولم يقبل هذا العمل سوى أبو رغال فكان جزاؤه من جنس عمله أن نعت كل خائن للعرب بعده بأبي رغال، ويشار إليه في كتب التاريخ العربي باحتقار وازدراء لأنه لم يعرف عن العرب في ذلك الحين من يخون قومه مقابل أجر معلوم..

حول الموقع

سام برس