بقلم / عبدالملك العفاري
الفكرة الاولى التي قامت عليها الحرب وأضرمت نارها هي التمزق الداخلي بأن المواطن اليمني موش قابل لأخوه اليمني لم يعد الاخ يقبل أخوه ولم يعد الجار يقبل جاره وقس على ذلك على مستوى الاحزاب والطوائف والمذاهب في الوطن وعلى مستوى العالم العربي ..

أما فكرة أن احنا مستهدفين من الخارج وهي الفكرة الثانية فهي ستكون مستحيلة وغير قابلة للتطبيق في وطن لا فرق فيه بين المواطن اليمني وأخوه المواطن اليمني وطن خالي من الاحقاد والكراهيات .. وطن يتنافس فيه جميع الاحزاب والطوائف على بناءه وإعماره ويقدمون كل التضحيات في سبيل تقدمه وتطوره .. وطن يؤسس فيه كل جيل مستقبلا زاهرا للجيل الذي يتبعه .. وطن يتحلى قياداته بأعلى درجات المسؤولية والضمير الحي تجاه شعبهم ..

تبقى الفكرة الثانية قائمة وواقعية فما حدث في العالم العربي ابتداءا من العراق الى سوريا الى ليبيا وانتهاءا باليمن كل هذه الاحداث ليست سوا تطبيق للفكره الثانية نظرا لغظ الطرف عن الفكرة الاولى .. فالاعداء أرادوا لنا التمزق الداخلي ليشرعوا في تطبيق الفكرة الثانية ..

الغريب في الامر وعلى مستوى احداث وتجارب عالمية أن الشعوب لا تصحوا من سباتها وتتمسك بالفكرة الاولى إلا بعد أن تسيل الدماء بغزارة وتباد الشعوب بالملايين وهذا ما أثبته وأكده التاريخ على مر العصور.

والاغرب من كل ذلك أن مشكلتنا نحن العرب لاتكمن من جذورها في شعوبها الموضوع باختصار أن قادة الغرب مدركين أكثر منا نحن العرب أن في إتحادنا قوة .. لكن هذا لا يعني أنهم السبب الرئيسي في تفرقنا وتمزقنا بل في اعتقادي يتحمل المسؤولية الأكبر قادة الشعوب العربية من وجهوا الشعوب وأوصلوها إلى كل ما يحدث من حولنا وخلقوا منها أدوات للحفاظ على مصالحهم ومراكزهم ومكانتهم وجعلوا الشعوب وقودا لحروبهم ..

أتخيلوا معي فقط لو كانت البلاد العربية وطن واحد بكل ما فيه من ثروات بشرية ومادية بكل تأكيد سنصبح دولة عظمى لها مكانه كبيرة في العالم تعمل لها الدول الكبرى كأمريكا وروسيا وغيرها ألف حساب وحساب .. اخيرا يا قوم لله ثم للتاريخ فلنطبطب أوجاع بعضنا البعض ولنضمد جراحنا معا فرغم فوات الآوان على ذلك لكن أملنا بالله كبير.

حول الموقع

سام برس