بقلم / حمدي دوبلة
حسنا فعلت حكومة الانقاذ حين اوجدت حلولا ومعالجات مقبولة الى حدٍ ما فيما يتعلق بقضية عدم صرف المرتبات من خلال اعتماد البطاقات السلعية والتموينية لكن ليس جيدا ابدا وليس صحيحا ان يعتقد اصحاب "المولات" بان الموظفين انما هم فرصة سانحة للتكسب والاستغلال وكأن السلع التي يبتاعونها منةً وفضلا من هذا المركز التجاري اوتلك الجهة الحكومية وليست حقا مكتسبا ومن ابسط حقوقهم.

في تلك المراكز التجارية تُباع السلع بسعرين احدهما مميز ومرتفع الثمن وهو لاصحاب البطائق السلعية الذين عليهم ان يقفوا في طوابير  طويلة بانتظار رجال وفتيات الاجهزة الخاصة بتجميع اسعار البضائع التي وقع اختيار الموظف الغلبان عليها قبل ان يقوم اولئك المحاسبون  باعادة المواد التي انتهت مبالغ القسيمة قبل ان تعرض على الجهاز ذي النغمة السريعة وغالبا ماتكون اغلب او نصف ماوقع عليه الاختيار.

ومن هذه المولات  ايضا من تفرض شروطا عجيبة وترفع لافتات عريضة تقول بان على اصحاب البطائق التموينيةان يقتنوا بنصف مبالغ القسائم التي بحوزتهم مواد اساسية وبالنصف الثاني كماليات وتصوروا هنا معاناة اصحاب القسائم ذات المبالغ المتواضعة والمتدنية اذ يتوجب على صاحب العشرين والثلاثين الف ريال  فقط ان ينفق نصفها في غير السلع الضرورية حتى وان لم يكن قد استكمل مايحتاجه من المواد الضرورية للحياة.

نعلم ان هذه الحلول والمعالجات كانت في اطار الممكن لتجاوز اثار  وتداعيات الحرب الاقتصادية الشعواء التي فرضتها دول تحالف العدوان والحصار على اليمن وشعبه الابي  لكن ينبغي على الحكومة وقد بادرت مشكورة وعملت على تبني مثل هذه الخطوات ان تعمل على حفظ حقوق الموظفين وكرامتهم لا ان تدعهم عرضة للابتزاز والاستغلال.

لاادري في الحقيقة مااذا كانت بعض الشروط التي تضعها المراكز التجارية واخص بالذكر هنا "الشارقة مول" وشروطه المجحفة بضرورة اقتناء كماليات بنصف مايحق للموظف شراءه وبعدم حق الموظف في شراء اي نوع من البهارات وغير ذلك من الاشتراطات لااعلم ان كانت محل اتفاق مع المؤسسات الحكومية او انها اجراءات احادية الجانب ؟

وأيا تكن فهي شروط ظالمة وغير منطقية ويجب على الجهات الرسمية المختصة وضع الحلول والمعالجات المناسبة وتحسين بعض بنود الاتفاقات المبرمة وبما يحفظ لكل ذي حق وحقه.

لانريد ان يظل الموظفون المغلوبون على امرهم مثل الايتام على موائد اللئام ووحيدون في مواجهة صنوف لاتحصى من الخطوب والشدائد والمحن على امل ان ينقشع هذا الظلام المتطاول وينبلج فجر عهد جديد تعود فيه الابتسامات الى الشفاة والقلوب وماذلك على الله بعزيز.

نقلاً عن يوميات صحيفة الثورة اليمنية

حول الموقع

سام برس