بقلم/ د. عبدالوهاب الروحاني
سقطت حبات ألم حارقة من عيني وانا اتابع فلمين وثائقيين, ترصدان بحقائق وارقام ما تفعله الامارات والسعودية في اراضينا واجوائنا، في جزرنا ومياهنا الإقليمية، وما تفعله وتخطط له في حضرموت والمهرة بالذات..

في جزر ارخبيل سقطري حيث يسرح الاماراتيون ويمرحون ملئ ارادتهم.. يبنون المنشآت ويتوسعون في بناء قاعدة عسكرية كبيرة .. يستقبلون ويسيرون السفن، ويمنعون المواطنين اليمنيين من الاقتراب حتى وان كانوا موظفين، يستقدمون السياح ويمنحون التأشيرات ويسيرون الرحلات بالاصالة عن انفسهم ورغما عن انف حكومة هادي ، ويقتلعون الاشجار، ويهجرون الطيور .. ويبنون الاسوار الواسعة في المحميات المحرمة، ويمارسون تجريفا ممنهحا في اليابسة والبحر والانسان والطبيعة.

اما الفلم الثاني فيبين ما فعلته وتفعله الامارات في جزيرة ميون (بريم) بمضيق باب المندب الاستراتيجي، ومنطقة "ذباب" المحاذية حتى ميناء المخاء.. حيث الاماراتيون يسيطرون بمساعدة اذرع عسكرية يمنية على كامل الشريط الساحلي، ويبنون قاعدتين عسكريتين في كليهما بدون اي علم او موافقة للحكومات اليمنية المتناثرة والموزعة بين الاعراق والقبائل..

محافظة جديدة:

ليس ذلك فقط، بل هجر الاماراتيون المواطنين من مساكنهم التي حولوها إلى ثكنات عسكرية، وابعدوهم الى مخيمات في مناطق صحراوية بعيدة يعيشون فيها ظروفا مدمرة وقاسية.. ومنعوا المواطنين من صيد الاسماك المهنة التي يقتاتون منها على طول الشريط الساحلي الممتد من ذوباب وميون - باب المندب وحتى ميناء المخاء.. وزادوا وانشأوا فيها السجون السرية للمعارضين.

الغريب ان الامارات تمارس ضغوطا على "الشرعية المنفلتة" لجعل المنطقة التي تشمل مديريات مقبنة، موزع، الوازعية، والمخاء وحتى مضيق باب المندب وذباب محافظة مستقلة ومنفصلة عن محافظة تعز حتى يسهل لها السيطرة الكاملة على ساحل المنطقة الغربية..

المؤسف ايضا اننا لم نسمع كلمة استنكار رسمية واحدة، تثبت حقا أو تنفي باطلا من اولئك المسئولين أو "المسائيل" - بحسب تعبير صاحبي- الذين هم غالبا ما يتصدرون المشهد، يرعدون ويزبدون في السلايم .. يحضرون الولائم والمناسبات، ويجلسون في مقدمة الصفوف، ولا يجرؤ أحد على مزاحمتهم .. يتصورون بابتسامات عريضة وواثقة ويغيبون عندما يجد الجد .. لا بل يفرون من اول مزن الى اخر طلقة.. ثم يظهرون اذا احتشد القوم لحصد الغنائم !!

مغانمهم ومغارمنا:

نحن هنا نخاطب أناسا بعينهم نعرفهم ويعرفوننا، نخاطبهم لأنهم معنيون بالامر، الكثير منهم اصدقاء ونودهم كثيرا.. والفارق بيننا وبينهم هو انهم الدولة وبيدهم السلطة، يشبعون على اوجاع الوطن وغيرهم يجوع، مسئولون عما يجري.. ويبررون لانتهاك الكرامة والسيادة، بينما ملايين البسيطاء من اليمنيين ليس بيدهم سلطة ولا حتى وظيفة، لكنهم يرفضون الحرب، ويقاومون التفريط.

‏ نخاطب هؤلاء لمواقعهم ومسئولياتهم وليس لاشخاصهم ، ولانهم يتحدثون باسم الشعب وينهبون باسم الشعب، ويفرطون ويستفيدون باسم الشعب، واصبحوا متعايشين مع الوضع والحرب باسم الشعب ايضا..!!

‏ نقول هذا .. ونستغفر الله العظيم مما تفعلون..!! ولكن لا تقولوا لنا ابحثوا عن التفريط والسيادة في صنعاء، او في عدن، او في ابوظبي، أو في الرياض، او في طهران، ولا تعلقوا فشلكم في الحرب والسياسة على الشماعات هنا وهناك .. ذلك لأن السيادة يا صاحبي هي السيادة .. لا تتجزأ ولا تخضع للمقايضة والمساومة، ولا لمكايدات الصغار .. لأنها كرامة شعب وسيادة وطن.. الجميع معني بان ينهض لحمايتها والدفاع عنها ..!!

اين الصقور؟!

لذلك نعود ونقول: اين من تعودوا على تصدر المشهد .. اين الصقور "المنفلتة" مما يحدث؟! .. اليس ما العرب تقول " إن المغرم يكون بقدر المغنم" الوطن والمواطن يدفع الثمن ومغارمه لا تعد ولا تحصى، اما انتم فالى الان لم نراكم الا غانمين "متفودين" من الوطن وعلى حساب المواطن.. فاين مغارمكم ؟!

الفساد معشش يا رفاق، والارتهان وصل مداه .. واسألوا - ان شئتم - اللواء علي محسن نائب الرئيس "المراجع المختص بشئون تأشيرات الهاربين" كما وصفه لي ذات يوم الرئيس الشهيد علي عبدالله صالح رحمة الله تغشاه.. فربما هناك تجدون الجواب ..!!

وختاما، نصيحتي للصقور من كل الاتجاهات والاحزاب والجماعات والفرق الضاغطة على الزناد ان أوقفوا الحرب .. وابحثوا عن أنفسكم في اوجاع الناس، وعن الوطن في اوصاله واشلائه الممزقة.. ابحثوا عن الوطن والجياع في السلام، وستجدونه حتما..!!

من صفحة الكاتب بالفيسبوك

حول الموقع

سام برس