بقلم/د. محمد النظاري
بمجرد أن يقرأ البعض عنوان المقال ، إما أنهم سيصنفون الكاتب ، كل حسب توجهه ، أو سيقولون ما علاقة ذلك ببطولة كرة قدم ؟؟.

كل الإحترام لكل الآراء التي لا تتفق مع محتوى المقال ، ولهذا ، فمن حقنا أيضا أن يحترم ما نراه ، على الأقل ، من باب تقبل الرأي والرأي الآخر.

كل دولة تنظم بطولة عالم، بكل تأكيد أن لها هوية دينية وثقافية ......الخ وهي تستقبل مئات الآلاف من الجماهير، وكل يحمل ثقافته وهويته، ويتمسك بها، حتى عند مجيئه للدولة التي تنظم البطولة.

قطر ... هي أول دولة خليجية ، عربية ، إسلامية ، تنظم كأس العالم قطر ٢٠٢٢م ، وقد شن عليها الغرب (على مستوى القيادات والإعلام) هجوما شرسا ، ليس لأنها فقط ستنظم البطولة ، بل لأن لها عقيدة وهوية ، يعلمون جيدا أنها ستستغل المونديال، لتسويقها للعالم، وهو ما حدث، ولهذا كان الهجوم استباقيا منهم.

ليس مطلوبا منا كمسلمين، الانسلاخ من هويتنا الإسلامية، حتى نرضي الفيفا وبقية الدول، ففي هذا غضب الله تعالى ... ولعلنا نشاهد ذلك في عدة دول، تتنازل عن مبادئها وقيمها، فقط من أجل إرضاء الدول (الغير إسلامية) والتي تجدها تتمسك بدينها ومعتقدها، وإن كان عبادة الحيوانات أو الأحجار، ولسنا هنا في معرض التكفير ، ولكن في معرض أن لنا دين ينبغي التمسك به وتعريف الآخرين عليه.

لقد مثل تلاوة آيات من الذكر الحكيم في افتتاح المونديال، أول رسالة، وما أحلاها من رسالة، ثم أعقبها الأجواء غير المنحلة في المدرجات، على عكس ما هو سائد في بطولات سابقة.

منتخب المغرب ، قد يكون لفت الأنظار بتفوقه الفني والمهاري، بالانتصار على دول كبيرة كرويا، ووصوله كأول منتخب أفريقي للدور نصف النهائي، وقد يكون أول دولة من غير أوروبا وأمريكا اللاتينية، يتوج الليلة بالمركز الثالث والميداليات البرونزية.

ما لفت الأنظار فعلا، تمسك لاعبي المنتخب المغربي بهويته الإسلامية، وسجودهم في الملعب أمام أنظار العالم، وبكل تأكيد كل من شاهدهم، أن لم يكن يعلم بمعنى الحركة، سيسال عنها وسيبحث في الانترنت، ليعلم في الأخير، بانها سجدة شكر لله تعالى، سنها لنا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم.

أيضا حرص اللاعبين على تلاوة سورة الفاتحة، قبيل تنفيذ ركلات الترجيح وقبل دخول اللاعبين الملعب عند التبديل، هي رسائل مهمة جدا، وجميعنا يشاهد لاعبي الغرب وهم يردون حركة التثليث عند دخولهم للملعب، وهم يرسلون بذلك رسائلهم الخاصة بهم، ولهذا ينبغي أن نحرص على إرسال رسائل تمثل هويتنا الإسلامية.

ان كان المغزى من تنظيم قطر لكأس العالم، فقط استضافة كل هذه المنتخبات، وصرف المليارات على ذلك، فيا لها من صفقة خاسرة، ولكن الربح الحقيقي، يتمثل في كم شخص اعتنق الإسلام خلال المونديال، وكم شخص سيعود إلى بلاده وقد عرف عن الإسلام ما لم يكن يعرفه من قبل.

صحيح بأن قطر رضخت لاشتراطات الفيفا في كثير من الجوانب التي تفرض على مستضيفي البطولة، وكثير منها تتعارض مع القيم الإسلامية، ولكنها في الوقت نفسه استطاعت إيصال ما تريده من رسائل، ومن تلك الرسائل ما يتعلق بالشواذ الجنسي (المثليين) والذي دافعت عنه دول عدة وعلى رأسها ألمانيا، حتى أن منتخبها (الذي خرج بصورة مخزية من دور المجموعات) التقطت له وسائل الإعلام صورا، ولاعبوه يضعون أيديهم على أفواههم في إعتراض منهم على منع المثليين من ممارسة طقوسهم في أرض عربية وإسلامية.

أن ترديد الجمهور المغربي لعبارات(لا إله الا الله محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم) مدوية بها في أرجاء ملعب لوسيل، وبحضور الرئيس الفرنسي (ماكرون) هي رسالة قوية لهذا الشخص الذي تجرأ على رسولنا الكريم.
لقد واجه الجمهور رئيس فرنسا، بما عجز عنه ملوك ورؤساء الدول العربية والإسلامية، وستبقى تلك العبارات عالقة في أذهان كل من شاهدها، وهي قد وصلت للملايين في العالم.

كرة القدم ليست فقط جري وقفز وتبادل كرات، بل هي اليوم محور مهم يلتقي العالم كله حولها، ولهذا فإن الانتصار لقيمنا الإسلامية من خلالها رسالة سامية، ينبغي علينا جميعا تفعيلها.

كل الأمنيات أن يفوز المنتخب المغربي الليلة على كرواتيا ، فهو يستحق ذلك ، نظير ما قدمه في المونديال ، فهو لم يخسر سوى مباراة واحدة فقط، أمام فرنسا (حاملة اللقب) ولم يدخل مرماه سوى ٣ أهداف من ٦ مباريات.

وغدا الأحد سيكون العالم كله مع بطل يحمل الكأس الثالثة في تاريخ كأس العالم ، أما الأرجنتين أو فرنسا، وهي مباراة دون شك ستكون قوية جدا.

حول الموقع

سام برس