بقلم/ محمود كامل الكومى
طلت رأسه من أطلال مبنى شاهق فيما جسده محشورًا فى جدران المبنى المتهدم , بينما والده صار فى الشارع يبحث عن أفراد أسرته , زاغت عينية على ابنه المتدلى برأسه , تنادى عليه فأجابه, رن صوته يناجى طفله أن يردد ورائه لا اله الا الله – والطفل يردد الوحدانية يتابع الوالد محمدًا رسول الله والطقل يناجى رسول الانسانية – يتابع والده يذكر طفله بأن يدوام تكرارا ومرارا – على مناجاة الذات القدسية ورسول الأنسانية , وكان المشهد مروعًا فى سورية .

ومركز الزلزال هناك قرب غازى عنتاب فى تركيا , حيث صارت الحياة منسية .

أستعيد الأفلام الكارتونية أيام الصبا , والمنازل تتهاوى والمنشئات تنهار والطرق تتشقق .

تستدعى كاميرا الدماغ , فيلم الزلزال فى ثمانينات القرن الماضى , كيف رًجت السيارات على الطريق رجًا وذابت البيوت هباء منبثًا , وأنشقت السدود ليندفع الماء جارفًا ماعلى صفتى النهر جرفًأ.

وأستزيد فى الواقع الآن لحظة الصلاة فى المسجد والمصلين يهتزون هزًا ,بعضهم ترك الصلاة وجريًا , وأخرون تعالوا بالدعاء , والاِمام يواصل الصلاة جهرًأ متسندنا على حائط الأيمان .

أكثر من عشر سنوات والقنابل على سورية تنهار , وشعبها البائس غادر الديار , ولاملجأ الا مخيمات لاتقى لفح الحر ولا زمهرير الشتاء .

يتعاظم اردوجان ويجتاح الشمال السورى , ويغذى قوى الارهاب تمنع عبير غوطة دمشق من الفواح .

فيما حكومات قطر والسعودية , اسالوا مليارات الدولارات تنساب , تغذى طيور الظلام , تفترس أكباد شهداء الشعب السورى .

قانون قيصر يصوغ مواده الشيطان الأمريكى وقرونه فى الغرب الاستعمارى , والصهيونية تمول طلعات البوم والغربان تبيد البشر والحجر على سورية .

أنتفضت الطبيعة وثارت الأرض تخرج اثقالها , فكانت الأجابة جلية , تدرك مالها ومابها , وتلاقت أرواح الشعبين السورى والتركى تعانق بعضها .

وأنعدمت الأنسانية , تزيد من مأساة الشعب السورى , فمازال قانون قيصر مُفعل لايبالى بحجم المأساة المروعة ,ولا بأستغاثة شعبنا السورى , ويمنع كثير من المساعدات والأغاثات عن ضحايا الزلزال السورييين
وتركت قرى بأكملها بلا أنقاذ , وكانت الصهيونية تستعذب الألحان , وبايدن ينخُب الكاسات , والجامعة العربية وأمينها العام فى سُبات عميق بعد ان انتفخت الجيوب بالدولار , ولم تكفر الحكومات التى مولت الارهاب عن سيئاتها .

ولم يكن هناك الا الشعوب , التى سارت افئدتها تشق صدرها وتطير الى هناك فى البعيد حيث الضحايا فى سورية وتركيا لتكون اليهم أقرب من حبل الوريد تروى بدمائها عطش المتزلزلين وتضمد الجروح.

وخالص العزاء لشهداء الزلزال فى سورية وتركيا وكل المنى للمصابين بالشقاء العاجل َوللأنسانية ومن صنعوا الارهاب فى سورية طيلة اكثر من عشر سنوات كفروا عن سيئاتكم بأعمار سورية وتضميد جراح شعبها الأبى .

*كاتب ومحام - مصرى

حول الموقع

سام برس