بقلم/ محمد العزيزي
بدون أي مقدمات أو رتوش أو مغالطات ، التسوية السياسية القادمة التي طبخت بسلطنة عمان والرياض ستمر وسيقبل بها كل أطراف الأزمة والحرب في اليمن و طرف التحالف ومن معه ، الجميع وصل لهذه القناعة والكل نفذ مهمته على أكمل وجه ، لذا فالتسوية السياسية في الأخير هي النتيجة الحتمية وصوت العقل والجميع سوف يدعمها مجبرا أخاك لا بطل.

العجيب في الأمر معايرة وسخرية أنصار الله من طرف الأزمة اليمنية "الشرعية" من أن التفاوض للحل السلمي والسياسي للسلام كان بين الرياض وصنعاء بعيدا عن الطرف الآخر "الشرعية " وأن حوارهم مع الرياض اعتبروه انتصارا ولا أدري أين محل الانتصار من الحرب، يجب على الطرفين أن يركزوا على السلام و التسوية وإخراج الوطن من كارثة الحرب والجوع والفقر وإلا لماذا تتفقون وتوافقون على هدن وتسويات وأنتم الآن تتصالحون وتتصافحون مع من دمر اليمن.

الأدهى والأمر هو تناقض تصريحات قيادة أنصار الله فمرة يدعي انتصاره بالحوار مع الرياض وتارة أخرى يقولون أن السعودية دولة قادة العدوان الميداني وأن قبولها بالحوار معها لتحييد الرياض من التدخل بشؤون اليمن وأن الحوار يجب أن يكون يمني يمني أي حوار مع المرتزقة " الشرعية" للخروج من الصراع الذي دام 8 سنوات تواليا دمرت الحرب مقدرات الدولة وشردت الملايين وقتلت مليون يمني وهذه حقائق لا يستطيع أن ينكرها .

عرفت أطراف الصراع بعد فترة الحرب الدامية أن لا منتصر في الحرب وأن الجميع مهزوم ومتورط في هذه الحرب التي ستظل أثارها وغصتها ونتائجها شاهدة ولن تنسى أو يتناسها الشعب اليمني يوما ما .

أطراف الصراع اليمني لا يريدون أن يعترفوا أن السعودية ورطت الجميع وفضحتهم وعرتهم أمام الشعب اليمني والعالم أنهم جميعا مرتزقة وخونه وأن شعاراتهم وأهدافهم المعلنة خلال الحرب كلها زائفة وغير حقيقية و لم يحقق الطرفان المستخدمان في الحرب أي هدف من أهدافهما بالحرب، بل ظهرت السعودية أنها وسيط بين الطرفين وراعية لحوارهم وتحل مشاكلهم وتقدم لهم المعونة والمشورة للعودة بالبلاد اليمن إلى وضعه الطبيعي كما يخيل لهم، الجميع يسمع ويطيع لما تريده الرياض وبدون أي تحرج أو خجل من أنفسهم وما فعلوا باليمن ولا حتى من الشعب اليمني وشعوب العالم وساستها.

بعد هذا الحراك السياسي في عواصم صنعاء والرياض وعمان والكويت وطهران يتسأل الكثيرون هل وقفت الحرب؟ وهل اتفاق التسوية السياسية سينجح؟ .. أقول نعم ستقف الحرب وستنجح التسوية وستفتح الطرق والموانئ والمطارات وكل ما تريده أمريكا والرياض من مطالب سيمرر عبر وتحت مظلة الأمم المتحدة الراعي الرسمي وستنفذ دون اعتراض من أحد ،لان الكل يرغب بالخروج من هذه الحرب بماء الوجه وببضع مكاسب .

طبعا هناك بعض المكابرات والمكايدات والهرطقات والاستعراض الكلامي المسموح به من جميع الأطراف لكن في حقيقة الأمر والواقع ،تظل هرطقات وهراء ضمن السياسة المتفق عليها والمسموح بإذاعتها وهي في الأخير لا تقدم ولا تؤخر ،كما أنها ناتجة عن خوف من الضغط الداخلي وردت فعل الشارع اليمني المصدوم مما يحدث، ولما آلت إليه الأمور بعد حرب طاحنة ، أما التسوية ستشق طريقها بعيدا عن كل ذلك وبدعم عالمي وإقليمي ورضى الأطراف المتحاربة، وترحيب شعبي لأن الشعب قد أكتشف اللعبة وضاق به الحال من استمرار الحرب.

سنلاحظ خلال الفترة القادمة ومن الآن ظهور أشخاص مسعري الحروب ومن يشعرون بفقدان مصالحهم من وقف الحرب ومواقعهم السياسية والمالية سيظهرون مسعرين ومحذرين وسوف يسوقون المزيد من التحذيرات والنصائح الوطنية وغيرتهم على الوطن ، متحدثين عن الانقلاب وتدمير الدوله ومقدرات البلاد متناسين انهم كانوا أول من طبل للحرب وأطلقوا دعوات للانقلاب على دولة بكل مؤسساتها وقبضوا ثمن ذلك، نعيق هؤلاء لن تنطلي على الشعب اليمني الذي خبرهم وانكشفت له تداعيات حرب ثمان سنوات وفوقها مثلها من الكذب والدجل والتنظير الأهوج الذي لم يجني منه الشعب إلا الخراب والدمار والمرض والجوع والقتل والتشرد.

ولذا يا شعب اليمن لا تهابوا هرطقات وتناقضات تصريحات أطراف الصراع اليمني هم أكلوا المقلب ويشعرون بالنهاية المأساوية التي وصلوا إليه وبالتالي هم يهابون و يخافون السلام وسقوطهم في الوحل نتيجة فشلهم في إدارة كرسي الحكم والحرب التي أكلت الأخضر واليابس ولذلك التسوية ستتم ولن تجد في طريقها أي اعتراضات ولا من أي طرفا كان لأنهم فقدوا كل مقومات القوة والسيطرة والاستفراد بحكم اليمن وأن الجميع كان مجرد كمبرز وقفاز بيد أطراف خارجية نفذت بهم ومن خلالهم أهدافها ضد اليمن وشعبه .

في الأخير يبقى السلام هو الطريق الحقيقي للحياة والعيش بكرامة وتتحقق من خلاله التنمية و الاستقرار والتطور والنهوض للشعب..ولا ضير .

حول الموقع

سام برس