بقلم/ د.علي أحمد الديلمي
"من بين صلب وترائب الاستبداد يخرج الفساد ومن قاذوراته يتغذاء وباحضانه يترعرع ويستشري
وعندما يشتد فانه يسقط الاستبداد ويقتله بسمومه".

وزارة الخارجية اليمنية في وقتنا الحالي اصبحت مرتع لمجموعة من الفاسدين وأهم انجازتها ظهور مجموعة من المنتفعين لا يهمهم سوى مصالحهم الشخصية الضيقة واخذ حقوق غيرهم بالباطل و يعتاشون بالسحت على حساب زملائهم

اعتاد المسؤولين والمتنفذين في قيادة وزارة الخارجية بتعيين أشخاص مقربين لهم من خارج السلك الدبلوماسي وتعيينهم في مناصب في البعثات الدبلوماسية بالخارج دون خبرات سياسية ودبلوماسية سابقة وخلافا لقانون السلك الدبلوماسي والقنصلي وقواعد العمل الدبلوماسي مما يضع الدبلوماسية اليمنية في مهب الريح ويجلب لها الفضيحة تلو الاخرى مع وجود كوادر دبلوماسية مدربة ولديها خبرة في ديوان الوزارة ولكن تم تهميشهم وجالسين في البيوت وفي بلدان الشتات المختلفة حول العالم

الممارسات غير القانونية والمخالفات التى أضرت بحقوق الكثير من اليمنيين وموظفي الدولة بسبب وجود شريحة من الانتهازيين والمنافقين والذين أفرغو معظم أجهزة الدولة من الكوادر الكفواءة والقادرة وعدم أحترامهم كل القوانين من خلال تفعيل العمل بالمعايير القانونية والدستورية والاخلاقية

لن يصلح حالنا إذا لم يبداء الجميع في مواجهة الفساد والفاسدين وتدشين مرحلة جديدة قائمة على المعايير والكفاءة واستعادة مؤسسات الدولة لدورها وعملها و احترام إرادة الشعب اليمني حتي يصبح اليمن وطنا للجميع  من خلال نهج جديد في اختيار كل قيادات الدولة وغيرهم من موظفي السلطات العليا بشكل يختلف عن السابق من محاصصة وترضيات ومحسوبيات

أعلن وزير الخارجية احمد عوض بن مبارك الشهر الماضي بعد الحملة التى شنت عليه ان هذه الحملة استهدفته بسبب قيامة بإصلاحات داخل وزارة الخارجية من ضمنها الغاء الملحقيات الفنية واستدعاء الدبلوماسيين والسفراء التى أنتهت فترة عملهم والذي يتم التمديد لهم سنويا حتي اصبح اكثرهم يمضون في اعمالهم من عشر سنوات فأكثر وقد تواصل معي مجموعة من الدبلوماسيين القاعدين في البيوت والمشتتين بين الوزارة وغيرها من بلدان الشتات مؤكدين انه لم يتم اي اصلاحات ولم يتم استدعاء اي احد وان الوزير يستخدم مثل هذه التصريحات لتخفيف الضغط علية من الرأي العام ‏

والجدير بالذكر ان مجلس القيادة الرئاسي أصدر توجيهات قبل اشهر باتخاذ اجراءات لاعادة ضبط وزارة الخارجية وهذا عمل لا يستغرق اكثر من الانهاء الفوري لكل من التحق بالسلك الدبلوماسي بالمخالفة للقانون ودون احقية ولا كفاءة.
‏والواجب انهاء فترة كل السفراء والموظفين التى انتهت فترة عملهم في الخارج دون استثناء ومحاباة وتبريرات تتعلق بالحرب وغيرها من الاعذار المعتادة

*سفير بوزارة الخارجية

حول الموقع

سام برس