بقلم/ احمد الشاوش
وداعاً شهر رمضان المبارك ، شهر الخير والبركة والاحسان والاعمال الصالحة التي تغسل القلوب والابدان.

وداعاً شهر الصبر والامن والاستقرار والسكينة والحب والايثار وتهذيب النفس وطهارة الاعضاء ونقاوة القلب وحلاوة اللسان واستقامة سائر الجوارح.

وداعا شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار ، كما حدثنا الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام في آخر يوم من شعبان بقوله :

"هُوَ شَهْرٌ أَوَّلُهُ رَحْمَةٌ، وَأَوْسَطُهُ مَغْفِرَةٌ، وَآخِرُهُ عِتْقٌ مِنَ النَّارِ".

طُوبَى لمن فاز في شهر رمضان المبارك الذي جعل الله صيامه فريضه ، ومن أدى فريضة كمن أدى سبعين فريضة وقام ليله تطوعاً ، وأغتنم العشر الاوآخر من رمضان وشهد ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر..

طُوبَى لكل صائم وناسك ومتعبد وقائم وراكع وساجد ومعتكف ومؤدي لصلاة التراويح وقام الليل وختم الذكر الحكيم.

طُوبَى لكل من شمر واستعد وبادر وتوفق في طاعة الله تعالى وأمر بالمعروف ونهى عن المنكر وهذب نفسه الاماراة بالسوء وتغلبت حسناته على سيئاته ورجحت كفته عند الله تعالى.

هنيئاً لكل مسلم نقي القلب والعقل والفكر والبدن ، في قمة التواضع والبساطة والرحمة والطيبة والمسؤولية والبُعد عن نار الفتنة والهمزو واللمز والغيبة والنميمة والتآمر وأكل لحوم الناس .

هنيئاً لمن وفقه الله الى مواطن الخير والبذل والعطاء بتفقد الارحام ومسح دموع الايتام ومساعدة الفقراء والمساكين والمحتاجين والمظلومين وأمتدت يده السخية الى كل مريض بالسرطان والفشل الكلوي والقلب وغيرها من الامراض الخطيرة دون اذى أومن.

هنيئاً لكل من جبر خواطر الناس بالكلمة الطيبة والخطاب اللين والبسمة اللطيفة في وجه أخيه المسلم وغير المسلم باعتبارها صدقة ، ونشد قيم التسامح والتعايش والسلام والتكافل واسداء النصيحة الصادقة ونصر المظلوم بعيداً عن أكل مال اليتيم أو الاحتيال على الورثة وأخذ حقوق الناس بالقوة وتبديد أموال الدولة مستغلاً مركزه ومسؤوليته.

طوبى لمن فطر صائماً وسقى عاطشاً واشبع جائعاً ، وكان قدوة لاسرته واولاده وجيرانه واصدقاءه ومجتمعه ووطنة ، بعيداً عن الغرور والتعالي والظلم والفجور والجحود والتطرف والتشدد والطغيان والاستبداد وكان ومازال وسيظل محافظاً على دينه بما يحبه الله ويرضاه لقوله تعال :

"وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً" سورة البقرة 143 .

أخيراً .. وداعاً رمضان الخير والبركة والاجر .. كل المراصد الفلكية وعيون المسلمين تتجه الخميس ، الى السماء لرؤية هلال عيدالفطر المبارك.. سائلاً المولى عز وجل ان يوحد صفوف العرب والمسلمين وان يدفع عنها البلاء والفتن والحروب والصراعات وان ينتقم من كل طاغية وظالم تسبب في دمار ودماء وأكل أموال وحقوق الشعوب بالباطل.

كل عام وانتم بخير

حول الموقع

سام برس