بقلم/ الدكتور/ علي أحمد الديلمي
الوضع السياسي اليوم في بلادنا يؤشر إلى سيطرة القوى التى تعادل الدولة أو تتوازن معها على العمل السياسي مما يجعل مأساتنا كيمنيين مركّبة من غياب للدولة أسيرة الفساد السياسي والمالي والفشل في الدفاع عن سيادتها وفي تحقيق التنمية وهيمنة سلطات سياسية خارج أطار الدولة على مفاصل الحياة العامة يساعدها في ذلك مصالح أطراف خارجية يجعل منها أدوات للهيمنة والتحكم والسيطرة على السلطة والثروة وتقوم بإدارتها وفق منطق الغنيمة وتوزيع المزايا والمنافع على الأتباع والموالين والمنتمين لها سواء انتماء مناطقي او طائفي او مذهبي او حزبي بدلاً من أفراد المجتمع بوصفهم مواطنين

ما يشهده اليمن اليوم أخطر من الديكتاتورية والأنظمة الشمولية فهو لا يعاني فقط من انعدام وجود الدولة وإنما يعيش في ظلّ تعددية مفرطة للقوى الغير دستورية أو قوى الدولة داخل الدولة ومن غياب المؤسساتية التي يتجسد فيها مفهوم الدولة وعلاقتها الخارجية

ان ماحدث في المنطقة العربية كلّها من تحوّلت وتوازنات تبدّلت فيها وتغيرت سياستها وأهدافها كما عملت غالبية دولها في إعادة تعريف لسياساتها الخارجية على ضوء ما استكشفته من مصالح وامكانيات ليس هذا فحسب بل يمكن الحديث عن تحولات أكبر شهدها الاقليم وهي تحوّلات جوهرية تأثرت بها بعض الدول المؤثرة اقليميا فما حدث في السعودية وتركيا وايران واسرائيل قد وصل ببعضها إلى حد الصدمة وبالتالي فإن بلادنا ستشهد في المرحلة المقبلة مزيداً من حضور وتأثير قوى اقليمية ودولية وسينعكس ذلك على وقائع كثيرة لم تكن موجودة من قبل على صعيد الحياة السياسية في اليمن .

اعتقد اننا كيمنيين وفي ظل هذه المتغيرات التي تحدث من حولنا بحاجة الى بناء دور دبلوماسي لليمن في المرحلة الراهنة تعمل علي إعادة القضية الوطنية إلي الصدارة ويكون فيها تحديد لهوية السياسة الخارجية اليمنية وكيف يمكن أن تخلق أجواء من الثقة في قدرة اليمن على إقناع المجتمع الدولي بطرحه وعدالة قضيته لتحقيق مزيد من التموقع والاهتمام على الساحة الدولية و تتوافق مع ظروف المرحلة الجديدة في تمثيل اليمن ومصالحها ومصالح مواطنيها التي تأثرت بسبب ضعف الاداء الدبلوماسي لقيادة وزارة الخارجية والتي حولت الوزارة الى ألة فساد متكاملة حتي أصبحت الدبلوماسية اليمنية في الوقت الحالي غير فاعلة ووجودها ضعيف وخير دليل علي ذلك حجم الانتقاد السياسي والإعلامي الذي تتعرض لة الدبلوماسية اليمنية من مختلف وسائل الإعلام اليمنية وغيرها ومن الناشطين اليمنيين في وسائل التواصل الاجتماعي والصحف والمقابلات حيث أن الكثير يتسأل عن ضعف أداء البعثات الدبلوماسية ودور الدبلوماسية اليمنية في العواصم الهامة في العالم والمنظمات الدولية وعن ماهي إنجازات الدبلوماسية اليمنية وماذا حققت ولا شك ان الرأي العام يعكس الوقائع والإصلاح يحتاج منا الي مكاشفة بصدق ورغم كل ذلك لا يزال القائمين على السياسة الخارجية في بلادنا يعملون من اجل مصالحهم الشخصية وأقربائهم واصحابهم المقربين ويديرون وزارة الخارجية والبعثات كما تدير المليشيات مناطق سيطرتها ونفوذها

وفي سبيل بناء دور دبلوماسي يمني يتوافق مع التطورات التي تحدث في المنطقة فإن الدبلوماسية اليمنية تحتاج لبعض القرارت الجريئه لمعالجة كل الإخفاقات في هذا الملف خلال السنوات الماضية وتفعيل دور ها وتحسين العلاقات بين اليمن وباقي دول العالم

سفير بوزارة الخارجية

حول الموقع

سام برس